ومضات زرقاء غامضة في الفضاء.. جدل يعصف بالعلماء 2025

الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة تمثل واحدة من أكثر الظواهر الفلكية إثارة في السنوات الأخيرة؛ فهي تظهر كإشارات قصيرة وساطعة صادرة من مصادر غامضة في الفضاء، موجهة نحو كوكبنا. رصد العلماء أكثر من عشرة حالات خلال العقد الماضي، لكن طبيعتها بقيت لغزًا يحير المتخصصين، خاصة مع تركها انبعاثات للأشعة السينية وموجات الراديو بعد التلاشي السريع. اليوم، يبدو أن الاقتراب من حل هذا السر أصبح ممكنًا من خلال دراسات حديثة.

ما هي الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة وكيف تُرصد؟

تُعرف هذه الظاهرة اختصارًا باسم LFBOT، وهي تبرز في سماء الليل كومضات زرقاء حادة، تستمر لثوانٍ معدودة قبل أن تختفي فجأة؛ ومع ذلك، تستمر آثارها في الظهور عبر طيف واسع من الإشعاعات. استخدم العلماء تلسكوبات متقدمة لتتبعها، مما أظهر أنها تأتي من مناطق بعيدة جدًا في الكون، غالبًا ما تكون مرتبطة بأحداث درامية داخل المجرات. على سبيل المثال، في الحالة الأبرز المرصودة العام الماضي، تجاوزت سطوعها أي تسجيل سابق، مما دفع الباحثين إلى تحليل مكثف لفهم آلياتها الدقيقة. هذه الومضات ليست مجرد إضاءة عابرة، بل إشارات تحمل أسرارًا عن ديناميكيات الفضاء العميق، وتساعد في رسم خرائط أدق للأجسام السماوية النائية.

الفرضيات السابقة حول أسباب الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة

قبل الاكتشافات الأخيرة، طرح العلماء تفسيرات متنوعة لهذه الظاهرة؛ فقد اعتقد البعض أنها ناتجة عن انفجارات نجمية هائلة، كتلك التي تحدث في المستعرات العظمى، حيث ينفجر نجم في لحظة درامية. كما افترض آخرون أن ثقوبًا سوداء تسحب غازًا بينجميًا إليها، مما يولد طاقة هائلة تتحول إلى ومضات مرئية. هذه النظريات، رغم جاذبيتها، لم تكن كافية لشرح السرعة واللون الأزرق الخاص لهذه الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة، مما دفع إلى البحث عن آليات أكثر دقة. ومع مرور الوقت، أصبح واضحًا أن الحاجة إلى بيانات إضافية ضرورية لربط هذه الأحداث بالعمليات الفلكية الأساسية.

التفسير الجديد للومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة من خلال التفكك المدي

أظهرت الدراسة الاستثنائية للحالة الأكثر سطوعًا تفسيرًا مبتكرًا، يرجع السبب إلى “التفكك المدي الشديد”؛ في هذه العملية، يقترب ثقب أسود هائل من نجم مرافق، فيبدأ بتمزيقه تدريجيًا قبل ابتلاعه كليًا، مما ينتج عنه انفجارًا من الطاقة المرئية. هذا السيناريو يفسر الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة بدقة أكبر، خاصة مع ارتباطها بأشعة سينية وموجات راديو متزامنة. لتوضيح الفرضيات والتطورات، إليك قائمة بالعناصر الرئيسية المرتبطة بهذه الظاهرة:

  • الانفجارات النجمية كسبب محتمل الأول؛.
  • سحب الغاز البينجمي نحو ثقب أسود كتفسير ثانوي؛.
  • التفكك المدي كآلية رئيسية للومضات الحديثة؛.
  • الانبعاثات اللاحقة للأشعة السينية كدليل على الطاقة العالية؛.
  • ارتباط الظاهرة بثنائيات فلكية نادرة؛.
  • الحاجة إلى تلسكوبات متقدمة للرصد المستمر؛.

للمقارنة بين التفسيرات، يمكن الرجوع إلى الجدول التالي:

الفرضية الوصف
انفجار نجمي ينتج طاقة هائلة لكن غير منتظمة في اللون الأزرق؛.
سحب غاز بينجمي يولد موجات راديو مستمرة دون ومضات سريعة؛.
تفكك مدي يشرح السرعة والسطوع الزرقاء بدقة عالية؛.

يساهم هذا الفهم في استكشاف أسرار الثقوب السوداء، حيث يظل تشكلها الضخمة لغزًا؛ فالعلماء رصدوا مثل هذه الأجسام، لكنهم يحتاجون إلى آليات واضحة لتطورها. تقول رافاييلا مارغوتي، الأستاذة المساعدة في علم الفلك بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن النظريين اقترحوا طرقًا عديدة لنشوء هذه الثقوب، وأن الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة تقدم زاوية جديدة تمامًا للإجابة؛ كما تسمح بتحديد مواقع دقيقة داخل المجرات، مما يوفر سياقًا أوسع لتشكل الثنائيات بين ثقب أسود ونجم مرافق.

يبقى هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فك رموز الكون، مع إمكانية رصد المزيد من الومضات البصرية الزرقاء السريعة اللامعة لتعزيز النظريات.