مصر تتنفس أخضرًا.. 68 ألف وحدة سكنية بـ52 مليار جنيه في أكتوبر وأسوان

مشروع الإسكان الأخضر يمثل خطوة حاسمة من الحكومة المصرية لمواجهة تحديات تغير المناخ، حيث يركز على بناء وحدات سكنية مستدامة في عدة مدن جديدة مثل أسوان الجديدة وأكتوبر الجديدة والعبور الجديدة والعاشر من رمضان وحدائق العاصمة. يسعى المشروع إلى تقليل استهلاك الطاقة من خلال الإضاءة الطبيعية الفعالة والمواد البنائية الحديثة التي تحد من الاحتباس الحراري، مما يعزز الاستدامة البيئية ويحسن جودة الحياة للسكان.

معنى مشروع الإسكان الأخضر بالتفصيل

يتميز مشروع الإسكان الأخضر بمعايير بناء متقدمة تبتعد عن الطرق التقليدية؛ فهو يعتمد على تركيب خلايا طاقة شمسية على أسطح بعض المباني لتوليد الكهرباء النظيفة، بالإضافة إلى نظام جمع المياه الرمادية لاستخدامها في الري والتنظيف، مما يوفر الموارد الطبيعية. كما يشمل استخدام مواد تشطيب صديقة للبيئة، مثل المونة البيضاء التي تعكس الحرارة بدلاً من امتصاصها، وهذا يساعد في خفض درجة الحرارة الداخلية للوحدات دون الحاجة إلى تكييف مفرط. هذه العناصر تجعل المشروع نموذجًا للإسكان الذي يتناغم مع الطبيعة، خاصة في ظل الضغوط البيئية المتزايدة.

المدن الرئيسية في تنفيذ مشروع الإسكان الأخضر

تأتي هذه المبادرة ضمن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحويل المدن المصرية إلى مساحات خضراء خالية من التلوث، مع الالتزام بمعايير عالمية في تخطيط البنية التحتية للمدن الجديدة والقائمة. يبلغ عدد الوحدات السكنية المتوقع تنفيذها أكثر من 68 ألف وحدة، موزعة على عدة مواقع؛ ففي أكتوبر الجديدة على سبيل المثال، يتم بناء 14 ألف وحدة، بينما تضم حدائق العاصمة 9534 وحدة، والعبور الجديدة 7356 وحدة، والعاشر من رمضان 3138 وحدة، مع 7176 وحدة في أسوان الجديدة وبدر 2688 وحدة. اختيار هذه المدن يعكس تركيزًا على المناطق ذات الاحتياجات العمرانية الكبيرة، لضمان بيئة صحية لمستفيدي المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين.

مزايا مشروع الإسكان الأخضر البيئية والاقتصادية

تهدف مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، إلى مواجهة التغير المناخي من خلال تقليل الاعتماد على الكهرباء التقليدية، باستخدام مواد بناء تقلل من الاستهلاك بنسبة تصل إلى 40% عبر الطاقة الشمسية. يشمل المشروع سخانات شمسية وإعادة تدوير المياه الرمادية لري الحدائق، بالإضافة إلى زيادة المسطحات الخضراء التي توفر متنفسًا طبيعيًا للسكان، ومسارات نقل وجولان مستدامة. هذه المزايا لا تقتصر على الجانب البيئي؛ فهي توفر تكاليف التشغيل طويلة الأمد للسكان منخفضي الدخل.

لتوضيح توزيع الوحدات في المدن الرئيسية، إليك جدولًا يلخص الأرقام:

المدينة عدد الوحدات
أكتوبر الجديدة 14376
حدائق العاصمة 9534
العبور الجديدة 7356
العاشر من رمضان 3138
أسوان الجديدة 7176

التعاون الدولي ونظام التقييم في مشروع الإسكان الأخضر

يشهد مشروع الإسكان الأخضر تعاونًا وثيقًا مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية والمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، الذي أعد الدراسات اللازمة لضمان الاستدامة. يعتمد المشروع على نظام تقييم الهرم الأخضر GPRS، الذي يقيم الاستدامة من جوانب متعددة: كفاءة الطاقة؛ استخدام المياه؛ ترشيد المواد؛ جودة الهواء الداخلي؛ إدارة التشغيل؛ والابتكارات المضافة. هذا النظام يضمن أن تكون الوحدات صديقة للبيئة بالكامل، خاصة للمواطنين منخفضي الدخل، مع الالتزام بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

من أبرز خطوات التنفيذ في مشروع الإسكان الأخضر:

  • تركيب خلايا شمسية لتوليد الطاقة النظيفة.
  • جمع وإعادة تدوير المياه الرمادية للري.
  • استخدام المونة البيضاء لتقليل امتصاص الحرارة.
  • إنشاء مسطحات خضراء واسعة كمتنفس طبيعي.
  • تطوير مسارات نقل مستدامة للسكان.
  • تطبيق نظام GPRS لتقييم الاستدامة الشاملة.

تصل تكلفة مشروع الإسكان الأخضر إلى نحو 52 مليار جنيه، ويشمل نماذج وحدات بمساحات 75 و90 مترًا مربعًا، ضمن إعلان “سكن لكل المصريين 7”. يتم اختيار المواقع بعناية لتعزيز الاستدامة، كما في أكتوبر الجديدة حيث يُبنى 599 عمارة تضم 14376 وحدة، مما يدعم التوسع العمراني البيئي. هذه الجهود تعكس التزام مصر ببناء مستقبل أكثر أمانًا أمام التحديات المناخية.