ذكاء اصطناعي يورط شركة عالمية في قضية تهريب كبرى

ديب سيك، الشركة الصينية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أثارت موجة من الجدل الدولي بعد تقارير تشير إلى استخدامها المحتمل لمعالجات متقدمة محظورة ومهربة لتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة؛ هذه القضية تسلط الضوء على التحديات المتعلقة بالرقابة التقنية عبر الحدود، خاصة مع صعود الشركة في بداية 2025، حيث تجاوز تطبيقها المجاني ملايين التحميلات على متجر App Store، متفوقًا على منافسين أبرز، بتكلفة تدريب لم تتعدَ السدس من المعايير العالمية.

كيف برزت ديب سيك في سوق التطبيقات؟

شهدت ديب سيك انتشارًا سريعًا، إذ أصبح تطبيقها الأكثر شعبية في يناير 2025، متجاوزًا شات جي بي تي بفضل بساطة الوصول وتكلفة تطوير منخفضة؛ لم تتجاوز النفقات ستة ملايين دولار أمريكي، مقارنة بمليارات الدولارات التي أنفقتها شركات مثل أوبن إيه آي على نموذج جي بي تي-4، أو أنثروبيك على كلود 3. هذا التوفير يعود جزئيًا إلى استراتيجيات الشركة في الاعتماد على موارد محلية، لكن الاختبارات المستقلة كشفت عن نقاط ضعف ملحوظة في الأداء؛ فقد سجلت دقة الردود 17% فقط، مع نسبة 39% من الإجابات الخاطئة، و53% من الردود المتعلقة بالأخبار غير الواضحة أو غير الفعالة. كما أثارت قلقًا أمنيًا إضافيًا بسبب ميل النموذج إلى تبني آراء تتوافق مع السياسات الصينية في أسئلة حساسة، حتى لو لم يذكر السائل الصين صراحة.

شبهات التهريب والمعالجات المحظورة

أبرز التقارير من موقع ذا إنفورميشن شبهات حول اعتماد ديب سيك آلاف الوحدات من معالجات إنفيديا المبنية على معمارية بلاكويل، والتي تحظر واشنطن تصديرها إلى الصين لأسباب أمنية؛ يُعتقد أن الشركة لجأت إلى مراكز بيانات وهمية في جنوب شرق آسيا لإخفاء الشحنات، ثم نقلتها إلى الأراضي الصينية تحت غطاء بضائع عادية. رغم نفي إنفيديا لهذه الاتهامات، إلا أن تصريحاتها بدت متناقضة بعد إعلان وزارة العدل الأمريكية تفكيك شبكة تهريب بقيمة 160 مليون دولار؛ كشفت إنفيديا عن نظام لتتبع موقع معالجاتها، ما فسرته بعض الدوائر كإقرار ضمني بمخاطر التهريب. في الرد، أكدت ديب سيك عدم استخدام بلاكويل، مشيرة إلى اعتمادها على معالجات إنفيديا إتش 800، بالإضافة إلى رقائق هواوي أسكيند 910سي، التي طورها المهندسون الصينيون كبديل محلي، رغم أن كفاءتها أقل بسبب القيود التصنيعية.

السياق السياسي والاقتصادي المحيط بديب سيك

يأتي هذا الجدل في سياق تشجيع السلطات في بكين للشركات على التوجه نحو الحلول التقنية الداخلية، لتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية؛ هذا النهج يتوازن مع سياسات الولايات المتحدة، التي تسمح باستثناءات محدودة لتصدير معالجات متقدمة مقابل مشاركة في الأرباح، في محاولة للتوفيق بين الأمن الاقتصادي والتجاري. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الاستثناءات قد لا تكون كافية لمواجهة الابتكارات الصينية، خاصة مع تسريع الشركات مثل ديب سيك في تطوير نماذجها.

لتوضيح التباين في الأداء، إليك جدولًا يقارن ديب سيك بنماذج أخرى بناءً على الاختبارات الأخيرة:

النموذج دقة الردود (%)
ديب سيك 17
جي بي تي-4 85
كلود 3 82

أما عن العوامل الرئيسية في الجدل حول ديب سيك، فتشمل:

  • الاعتماد المشتبه عليه على معالجات محظورة لتسريع التدريب.
  • التكلفة المنخفضة التي أثارت تساؤلات حول المصادر التقنية.
  • الأداء الضعيف في الاختبارات، مما يشير إلى قيود في البيانات التدريبية.
  • التوجه السياسي المتوافق مع الحكومة الصينية في الردود الحساسة.
  • النفي الرسمي والاعتماد على بدائل محلية مثل رقائق هواوي.

مع تزايد التنافس، تبقى ديب سيك مثالًا على كيف يمكن للابتكار الصيني أن يتحدى القيود الدولية، لكن بتكاليف أمنية وأخلاقية تستدعي حوارًا أوسع.