ما وضع التعليم السعودي 2025 مقارنة بالدول العالمية؟

تطوير التعليم يمثل تحديًا عالميًا يواجه معظم الدول، سواء كانت صناعية أو نامية، حيث يشكو قادة القطاع من انخفاض أداء الطلاب رغم الجهود المبذولة. حتى الدول الرائدة مثل فنلندا تواجه تراجحًا ملحوظًا في النتائج الدولية، مما يدفع إلى إعادة التفكير في الاستراتيجيات. التقارير الدولية تكشف أن هذا التراجع أشد في الدول المتقدمة، بينما تبدأ النامية من قاعدة أضعف لكنها تظهر استقرارًا نسبيًا.

انخفاض الأداء في اختبارات PISA ودورها في تطوير التعليم

اختبارات PISA الدولية، التي أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2023، تظهر تراجعًا واضحًا في أداء الطلاب بعمر 15 عامًا في مجالات الرياضيات والقراءة والعلوم. الدول الـ37 الأعضاء في المنظمة سجلت انخفاضًا أكبر مقارنة بالـ44 دولة الأخرى المشاركة، حتى لو استبعدنا تأثير جائحة كوفيد في 2022. فنلندا، التي اشتهرت بنظامها التعليمي الناجح، شهدت تراجحًا يشبه المتوسط العالمي؛ أما السويد، فأظهرت منحنى متذبذبًا، مع انخفاض مستمر حتى 2012، ثم تحسنًا قصير الأمد يليه تراجع بعد الجائحة. هذه النتائج تبرز الحاجة إلى تطوير التعليم بعيدًا عن الاعتماد الوحيد على هذه الاختبارات، إذ يجب أن تكون إشارة للتحسين لا أساسًا للسياسات الكاملة.

مقارنة نتائج TIMSS مع PISA لفهم اتجاهات تطوير التعليم

عند مقارنة اختبارات TIMSS، التي تركز على الصف الثامن في الرياضيات والعلوم، مع PISA، نلاحظ تضاربًا في الاتجاهات يعقد تشخيص واقع التعليم. في أستراليا، يشير PISA إلى انخفاض تدريجي لأداء الطلاب بعمر 15 عامًا، بينما يظهر TIMSS استقرارًا أو تحسنًا طفيفًا. كذلك في الولايات المتحدة، يؤكد PISA على التراجع، لكن TIMSS لا يدعم هذا الاستنتاج بشكل قاطع. الهدف ليس منافسة المنهجيات، فكل اختبار يعتمد آليات حساب مختلفة، بل تتبع نسبة التغيير في المنحنيات. هذا التضارب يؤكد أن تطوير التعليم يتطلب تحليلًا متعدد المصادر لتحديد المشكلات الحقيقية بدقة أكبر.

الدولة اتجاه PISA
أستراليا انخفاض تدريجي
الولايات المتحدة تراجع واضح
فنلندا مشابه للمتوسط

جهود الدول العالمية نحو تطوير التعليم وتحدياتها

حوالي 50% من الدول متوسطة الدخل و70% من الدول الفقيرة، وفق تقرير البنك الدولي، تعتبر أنظمة تعليمها لا تحقق الأهداف التنموية. الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تشعر بحاجة ماسة للإصلاح. مثال بارز هو تقرير “أمة في خطر” الصادر عام 1983 في عهد رونالد ريغان، الذي حذر من فشل النظام التعليمي في إعداد قوة عاملة تنافسية. ألمانيا والمملكة المتحدة أطلقتا مبادرات وطنية لتحسين جوانب محددة في المنظومة. يشمل تطوير التعليم هذه الجهود، مع التركيز على عدم الاكتفاء بالاختبارات الدولية كأداة تشخيص وحيدة؛ فكل دولة تسعى للتقدم لتجنب التأخر في الابتكار والإنتاجية.

لتحديد التحديات في تطوير التعليم، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • جمع بيانات متعددة من مصادر دولية ومحلية.
  • تحليل الاتجاهات عبر السنوات مع مقارنة المنهجيات.
  • استشارة الخبراء والمعلمين لفهم الجوانب العملية.
  • تحديد الأولويات بناءً على الأثر الاقتصادي والاجتماعي.
  • صياغة استراتيجيات تجريبية للاختبار قبل التوسع.

كما أن الدول جربت عدة إصلاحات، بعضها حافظ على مستوى الأداء وبعضها لم يُحدث فرقًا. يبدو من الواضح أننا لسنا وحدهم في هذه التحديات، وأن تطوير التعليم يحتاج إلى جهد مشترك لتحديد الأولويات ومعالجتها بفعالية.