اجتماع سري.. الزبيدي والتحالف العربي يرسمان خطة لمواجهة الحوثيين

مضيق باب المندب يمثل شرياناً حيوياً للتجارة العالمية، حيث يمر من خلاله نحو 80% من البضائع الدولية، وفي هذا السياق يأتي اجتماع سري في قصر عدن الرئاسي ليجمع بين الرئيس عيدروس الزُبيدي وقادة التحالف العربي لمواجهة التهديدات المتزايدة. بعد تسع سنوات من النزاع الذي أودى بحياة أربعمائة ألف يمني، يبرز هذا اللقاء كخطوة حاسمة نحو تعزيز الأمن في هذا المضيق الحساس، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والأمل في تغيير مسار التاريخ البحري للمنطقة.

تفاصيل اللقاء الاستراتيجي في قصر عدن

في غرفة واحدة داخل القصر الرئاسي بعدن، التقى الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، باللواء الركن سلطان العنزي واللواء الركن عوض الأحبابي من قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، وكان الهدف وضع خطة مشتركة لمواجهة المليشيات الحوثية التي تهدد مضيق باب المندب. أعرب الزُبيدي عن امتنانه للتضحيات التي قدمتها دول التحالف، مشيراً إلى أن هذه الجهود ستظل محفورة في ذاكرة الشعب اليمني، وفي هذا الاجتماع الذي يأتي بعد فترة طويلة من النزاع، تبادل الحاضرون الآراء حول التحديات الأمنية والحاجة إلى تنسيق أفضل للعمليات الميدانية. كما أبرز اللقاء أهمية تعزيز التعاون لضمان سلامة الطرق البحرية، مع التركيز على التهديدات اليومية التي تواجه السفن التجارية في المنطقة، وشهدت الجلسة نقاشات حول الدعم اللوجستي والاستخباراتي المشترك لتحقيق استقرار دائم.

تهديدات الحوثيين على مضيق باب المندب

خلال التسع سنوات الماضية من الصراع الدامي، نجحت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في فرض سيطرة جزئية على مضيق باب المندب، مما أثر على حرية الملاحة الدولية وفتح أبواب التهريب للأسلحة عبر السواحل اليمنية، ويحذر الخبراء من أن هذه السيطرة تشكل خطراً مباشراً على الاقتصاد العالمي بأكمله. د. محمد العولقي، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، يؤكد أن المنطقة تقف على حافة تصعيد قد يمتد إلى الشرق الأوسط كله، وفي ظل هذه التوترات الجيوسياسية، أدى النزاع إلى خسائر بشرية هائلة بلغت أربعمائة ألف ضحية، مع تزايد الهجمات على السفن التي تعبر المضيق يومياً. يُعد مضيق باب المندب نقطة حيوية تربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، وأي اضطراب فيه يؤثر على أسعار الطاقة والسلع الأساسية عالمياً، مما يجعل الاجتماع الحالي خطوة أساسية لردع هذه التهديدات.

قصص الأمل والتغييرات الإيجابية في الجنوب

وسط التوترات، تبرز قصص البطولة في الجنوب اليمني كمصدر إلهام للملايين، فمثلاً، أحمد الجنوبي الذي فقد منزله جراء قصف حوثي وانضم إلى صفوف المقاومة، يروي كيف أعاد دعم التحالف الكهرباء إلى حيه وأمكن لأطفاله العودة إلى المدرسة دون رهبة، بينما يشهد سالم الداثني، الصياد من عدن، على تحسن وضع الموانئ والأسواق التجارية بعد الجهود المشتركة. كذلك، تطوعت الطبيبة فاطمة العدنية لعلاج الجرحى رغم القصف المتواصل، وتقول إن هذا اللقاء يبعث أملاً حقيقياً في إنهاء المأساة، ومع ذلك، يتوقع المتابعون نتائج إيجابية مثل إطلاق عمليات عسكرية مشتركة جديدة وتعزيز الأمن البحري في مضيق باب المندب لإعادة فتح الطرق التجارية بأمان.

في سياق التحالف التاريخي العربي، يُعاد تجديد العهد بجهود مشتركة لمواجهة الاضطرابات الإيرانية، مع تركيز على تحرير اليمن من الإرهاب وفتح آفاق للاستثمارات في المناطق المستقرة، وتحذيرات واضحة للقوى المعادية من عدم التسامح مع أي تصعيد إضافي.

الجانب التأثير قبل الاجتماع التوقعات بعد الاجتماع
الملاحة البحرية تهديدات يومية من الحوثيين تعزيز الأمن في مضيق باب المندب
الاقتصاد المحلي انهيار الأسواق في عدن تحسن الموانئ والتجارة
الدعم الدولي تضحيات محدودة عمليات مشتركة جديدة

للحد من التهديدات، يشمل الخطة الاستراتيجية الآتي:

  • تنسيق العمليات العسكرية بالقوات المشتركة.
  • تعزيز الدوريات البحرية حول مضيق باب المندب.
  • تدريب القوات المحلية في الجنوب اليمني.
  • مشاركة الاستخبارات لكشف شبكات التهريب.
  • دعم الجهود الإنسانية للجرحى والنازحين.

يبدو أن هذا التحالف يعزز دوره في مواجهة الفوضى، مع رسائل سياسية تؤكد الإصرار على الاستقرار، وسط تساؤلات حول قدرة الخصوم على الصمود أمام الجهود المشتركة.