إعلان ثقافي.. حاكم الشارقة يوقع أول نسخة من الموسوعة العربية الشاملة

الموسوعة العربية الشاملة للعلوم والأدب والفنون والأعلام تمثل خطوة نوعية نحو تعزيز التراث الثقافي؛ فقد وقّع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، أول نسخ من المرحلة الأولى لهذا المشروع الضخم في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، مُعربًا عن سعادته بهذا الإنجاز الذي يجمع شتات المعارف العربية في أكثر من 500 مجلد مستقبلًا.

إطلاق الموسوعة العربية الشاملة ودعمها لللغة

في كلمة ألقاها سموه، أوضح أن إطلاق الموسوعة العربية الشاملة يُعد بداية مشروع ينقسم إلى أربع مراحل رئيسية؛ وهو يهدف إلى تحسين صورة اللغة العربية في الفضاء الرقمي، خاصة مع هيمنة الشبكات الحديثة على الغرب، من خلال مشاريع متخصصة تجعل العرب في المقدمة، مستندًا إلى سعيه الدؤوب لتسخير الإمكانيات ودعم العلماء في خدمة هذه اللغة الغنية؛ كما بشّر المهتمين بها بتحقيق مراكز متقدمة قريبًا.

دور العلماء في إعداد الموسوعة العربية الشاملة

برز سموه الفارق بين مشاريع سابقة مثل المعجم التاريخي الذي شارك فيه 300 عالم، وبين الموسوعة العربية الشاملة التي يعمل عليها اليوم 700 عالم من خيرة الأمة، يمتلكون علمًا واسعًا في الثقافة والمعرفة؛ وهم يشملون محللين ومؤكدين ومراجعين يبذلون جهدًا يشبه عمل النحل في الخلية، وقد جمعت معلوماتهم من شرق الأمة وغربها، مدفوعة بالإخلاص والعمل المتواصل، مما أدى إلى إنجاز سريع لـ60 مجلدًا في المرحلة الأولى، مع وعد باستمرار العمل حتى السنة الرابعة لإكمال أكثر من 500 مجلد.

محتويات المرحلة الأولى من الموسوعة

أنجزت الموسوعة العربية الشاملة في مرحلتها الأولى 60 مجلدًا ورقيًا، متاحة عبر الإنترنت للجميع؛ ومثّم سموه جهود 700 عالم في التحرير، إضافة إلى عدد مماثل في الطباعة والنشر، معتبرًا العملية تحديًا كبيرًا يتطلب إصرارًا؛ وكشف أن هذه المجلدات أُعدّت خلال عام واحد، متوقعًا مضاعفة الإنتاج في السنة التالية ليصل إلى 200 مجلد، وقد أطلق سموه الإصدار رسميًا بضغطة على جهاز لوحي، في مناسبة حضرها مسؤولون ومهتمون.

لتوضيح تغطية الموسوعة العربية الشاملة للعلوم اللغوية والأدبية، إليك قائمة بالمجالات الرئيسية في المرحلة الأولى:

• النحو العربي: 837 مدخلًا، يغطي قواعد الإعراب والتراكيب.
• الصرف العربي: 398 مدخلًا، يركز على اشتقاق الكلمات والصيغ.
• البلاغة بفنونها الثلاث: 804 مدخلات، تشمل البيان والمعاني والبديع.
• العروض والقافية: 174 مدخلًا، تتناول أوزان الشعر والإيقاع.
• الصوتيات: 712 مدخلًا، تستعرض أصوات اللغة وتفاوتها.
• المعجميات: 298 مدخلًا، تتعمق في علم المعاجم التاريخي.
• اللسانيات: 434 مدخلًا، تناقش النظريات الحديثة للغة.
• السيميائيات: 208 مدخلات، تركز على رموز التواصل.
• تحليل الخطاب: 350 مدخلًا، تحلل النصوص والسياقات.
• الأدب والنقد: 1444 مدخلًا، تغطي التراث الأدبي والتحليل النقدي.

أما العلوم الشرعية، فشملت 14 علمًا، ويمكن تلخيص بعضها في الجدول التالي:

المراحل القادمة للموسوعة العربية الشاملة

ستغطي المرحلة الثانية فنون العلوم الإنسانية والنظرية التطبيقية، بالإضافة إلى تراجم أعلام المفسرين واللغويين والمحدثين والبلاغيين، وشعراء العصور الإسلامية من الأموي إلى العباسي والدول؛ أما الثالثة، فتركز على أعلام الفقهاء في المذاهب الرئيسية مثل الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية، وعلماء الأصول والمقاصد والقضاء، والأدباء والكتاب والزهاد والقراء والفلاسفة والمؤرخين؛ وتنتهي الرابعة بفنون الرقمية والتطبيقية، مع تراجم الصحابة والتابعين والخلفاء والقادة والأطباء والصيادلة وأصحاب السير والخطباء وشعراء الحديث.

بعد عرض فيلمي يبرز جناحي الموسوعة، أعرب سموه عن أمله في لقاء سنوي للاحتفاء بالإنجازات، شاكرًا الله على توفيق الجميع لهذا العمل النافع.