رقم تاريخي.. كاميرا مسبار ناسا تلتقط 100 ألف صورة من سطح المريخ

صور HiRISE للمريخ حققت إنجازاً مذهلاً بتسجيل 100 ألف صورة، كما أفادت وكالة ناسا مؤخراً؛ هذه المنجز يعكس سنوات من الملاحظات الدقيقة عبر كاميرا التصوير العلمي عالي الدقة المثبتة على مسبار استطلاع المريخ المداري. تبرز الصورة رقم 100 ألف تفاصيل هضاب وعرة وكثبان رملية في منطقة سيرتيس ماجور، الواقعة على بعد حوالي 80 كيلومتراً جنوب شرق فوهة جيزيرو حيث يواصل مسبار بيرسيفيرانس عمله الميداني.

كيف تكشف صور HiRISE للمريخ عن الديناميكيات الجيولوجية

توفر صور HiRISE للمريخ رؤى عميقة في التضاريس المريخية، إذ تمكن العلماء من تتبع تأثير الرياح على تشكيل الكثبان الرملية وتراكم الرواسب في المناطق الشاسعة. أبرز مسؤولو ناسا في تصريحاتهم أن هذه الدراسات تُلقي الضوء على التغيرات الجيولوجية في أماكن مثل سيرتيس ماجور، المجاورة لمناطق النشاط الاستكشافي؛ فقد انطلق المسبار إلى مداره حول الكوكب في مارس 2006، مُكلفاً بفحص آثار المياه القديمة، وتحليل الغلاف الجوي، والتركيب السطحي بدقة تصل إلى حجم طاولة صغيرة. هكذا، تتجاوز صور HiRISE للمريخ الجانب الجمالي لتصبح أساساً في إعداد خرائط مفصلة، مما يدعم أمان المهام الآتية ويُثري الفهم العلمي.

دور صور HiRISE للمريخ في دعم الاستكشافات الطويلة الأمد

تشمل صور HiRISE للمريخ تغطية واسعة للعناصر الطبيعية، مثل فوهات الاصطدامات والجليد المتراكم والتلال الرملية، بالإضافة إلى تقييم المناطق المناسبة للهبوط. يستفيد الباحثون منها في بناء صورة أوضح عن التاريخ الجيولوجي للمريخ، ممهدين لرحلات بشرية محتملة خلال السنوات المقبلة، كما ذكرت ناسا في إعلانها. رغم تجاوز مسبار استطلاع المريخ المداري 18 عاماً من الخدمة، إلا أنه يأتي خلف مسبار مارس أوديسي الذي يتجاوز 22 عاماً منذ أكتوبه 2001 في مراقبة الجو والسطح؛ تندمج هذه الجهود ضمن تعاون عالمي أكبر، حيث تربط صور HiRISE للمريخ البيانات بين المهام المتنوعة لتعزيز الرؤية الشاملة.

المركبات الدائرة حول المريخ ومساهمتها الجماعية

يشهد المريخ نشاطاً من تسع مركبات فضائية نشطة، مما يعبر عن الإقبال الدولي المتزايد على دراسته. لفهم التوزيع بشكل أفضل، إليك نظرة على المهام الرئيسية الجارية:

  • مسبار استطلاع المريخ المداري يقدم تصويراً عالي الوضوح ويبحث عن آثار مائية قديمة.
  • مسبار مارس أوديسي يراقب الغلاف الجوي والإشعاع منذ 2001.
  • مسبار كيوريوسيتي يفحص السطح بحثاً عن أدلة حيوية سابقة.
  • مسبار بيرسيفيرانس يلتقط عينات بالقرب من فوهة جيزيرو لنقلها مستقبلاً إلى الأرض.
  • مسبار مافن يدرس خسائر الغلاف الجوي عبر الزمن.
  • مسبار مارس إكسبريس الأوروبي يتابع الجيولوجيا والتغيرات المناخية.
  • مسبار إكسومارس يتتبع الغازات الدقيقة في الجو.
  • مسبار تيان وين 1 الصيني يجمع معلومات سطحية وجوية متنوعة.
  • مهمة الأمل الإماراتية تركز على ديناميكيات الغلاف الجوي.

تكمل هذه الشبكة الواسعة بعضها بعضاً، معتمدة على صور HiRISE للمريخ لربط الملاحظات الأرضية بالتطورات الكوكبية.

للمقارنة بين أبرز المسابير في مدة عملها، يوضح الجدول التالي الاختلافات الزمنية:

المركبة مدة الخدمة
مسبار استطلاع المريخ المداري منذ 2006
مسبار مارس أوديسي منذ 2001

يستمر هذا الإنجاز في إبراز التقدم الفضائي، مع إمكانية الكشوفات الجديدة التي ستعمق معرفتنا بالكوكب الأحمر.