رقم قياسي مرتقب.. الذهب والفضة ترتفعان مع رهانات خفض الفائدة

سعر الذهب والفضة يتجاوز الحدود القياسية مدعومًا ببيانات تضخم أمريكية أبطأ وتوقعات بخفض الفائدة، بينما يقترب البلاتين من قمم لم يُشهدها منذ عقود؛ فقد تجاوز الذهب مستوى 4330 دولارًا للأونصة، محققًا مكاسب أسبوعية متصلة تعكس دوره كحارس للثروة وسط إبطاء الضغوط السعرية الأمريكية لأدنى وتيرة منذ عام 2021، مما يعزز الرهانات على تخفيض تكاليف الاقتراض الذي يُعد دافعًا رئيسيًا للمعادن الثمينة غير المدرة للعوائد.

تأثير تباطؤ التضخم الأمريكي على سعر الذهب والفضة

أدى انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياته منذ بداية 2021 إلى دفع سعر الذهب والفضة نحو مستويات أعلى، حيث يزيد هذا الإبطاء من فرص استمرار خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بعد الخفض الثالث المتعاقب الأسبوع الماضي؛ فالغموض يحيط بالسياسة النقدية القادمة، مع تسعير السوق لاحتمال 25 نقطة أساس في يناير، ودعوات الرئيس دونالد ترمب لتخفيضات جريئة خلال العام المقبل تفتح آفاقًا لتيسير مالي يحمي الاستقرار الاقتصادي. ومع ذلك، تُشوّه التقارير الإخبارية عن التضخم تأثيرات الإغلاق الحكومي الذي دام ستة أسابيع، مما يُعقّد تفسير المؤشرات رغم أن هذا التباطؤ يُعزّز من جاذبية الذهب والفضة اللذين لا يقدمان عوائد فورية. يبقى سعر الذهب والفضة قريبًا من 4330 دولار للأونصة، متجهًا لمكاسب أسبوعية جديدة تعبر عن ثقة المستثمرين في مواجهة التحديات الاقتصادية.

دور التوترات الجيوسياسية في ارتفاع سعر الذهب والفضة

عززت التصعيدات الجيوسياسية، خاصة في فنزويلا، من ديناميكية سعر الذهب والفضة، إذ فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حظرًا على ناقلات النفط المعاقبة مع تعزيز الوجود العسكري في المنطقة، مما يُضاعف الضغوط على كراكاس ويُحوّل هذه المعادن إلى ملاذات آمنة أمام الاضطرابات السياسية والاقتصادية؛ فقد شهدت أسعار الذهب والفضة صعودًا استثنائيًا هذا العام، محتلين أفضل أداء سنوي منذ 1979، حيث تضاعف الثمن الفضي أكثر من ضعفين وارتفع الذهب بثلثي قيمته تقريبًا. يدعم ذلك مشتريات البنوك المركزية المتزايدة وتدفقات الأموال إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالسبائك، كما يشير محللو غولدمان ساكس غروب مثل دان سترويفن إلى أن انخفاض الفائدة الأمريكية يجعل المستثمرين يتنافسون مع البنوك على السبائك المحدودة، مما يدفع سعر الذهب والفضة إلى ارتفاعات إضافية.

• ارتفاع مشتريات البنوك المركزية للذهب والفضة لتعزيز الاحتياطيات.
• تدفقات أموال كبيرة نحو صناديق الاستثمار المدعومة بالمعادن الثمينة.
• تأثير التصعيدات الجيوسياسية في زيادة الطلب على الذهب والفضة كملاذ آمن.
• انخفاض توقعات الفائدة يعزز جاذبية هذه المعادن غير المدرة للعوائد.
• محدودية العرض العالمي يساهم في دعم الأسعار المرتفعة.

صعود البلاتين نحو أعلى مستوياته وسيطرة أسواق لندن والصين

استمر ارتفاع سعر البلاتين لليوم السابع تدريجيًا، مسجلاً أكثر من 1980 دولارًا للأونصة في أعلى رقم منذ 2008، مدعومًا بنقصان المعروض في سوق لندن حيث يخزن البنوك المعدن داخل الولايات المتحدة للتحوط من الرسوم الجمركية الباهظة؛ وفي الوقت ذاته، زادت صادرات البلاتين إلى الصين بشكل بارز هذا العام بفضل إطلاق عقود آجلة في غوانغتشو، مما يُحفّز الطلب الصيني القوي. أما سعر الذهب فقد استقر عند 4331.67 دولار للأونصة في صباح سنغافورة، مرتفعًا 0.7% أسبوعيًا بعد قمة فاقت 4381 دولارًا في أكتوبر، بينما تقدمت الفضة 0.1% إلى 65.55 دولارًا قرب قمة 66.89 دولارًا، وصعد البلاتين والبلاديوم بنسبة 1% مع استقرار مؤشر بلومبرغ للدولار.

يظل سعر الذهب والفضة تحت المراقبة الدقيقة مع استمرار التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية، مما يُعِد بمزيد من التقلبات في الأسابيع المقبلة.