أربعين يوماً من البرد الشديد.. أسرار أربعينية الشتاء 2025

أربعينية الشتاء تبرز مرة أخرى وسط التحولات الجوية السريعة التي تجتاح المناطق، حيث يتنازع دفء الشمس في النهار مع رطوبة الليل الباردة، وهي مرحلة تُعرف بأقسى برودة الشتاء، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتراث المصريين الأوائل في المناخ والزراعة، وما زالت تُشكل جزءًا من الذاكرة الجماعية لدى الناس حتى الآن، مما يجعلها أداة لفهم إيقاع الفصول.

مدة أربعينية الشتاء وأصولها التاريخية

تمثل أربعينية الشتاء فترة زمنية تصل إلى أربعين يومًا وليلة، حيث يبدأ التقليد من أواخر ديسمبر عند الرابع والعشرين، ويستمر حتى بداية فبراير في الثالث. سمّاها السكان القدماء في مصر بهذا الاسم لأنها تجسد قمة الشتاء وأدنى مستويات الحرارة، وقد طوروا نظامًا مفصلًا يعكس معرفتهم الواسعة بمراقبة الظروف الجوية، وكيف تؤثر على الروتين اليومي والأعمال الزراعية، مما ساعد في التخطيط للحياة في تلك الأيام الصعبة.

كيف قسّم القدماء مراحل أربعينية الشتاء

في أربعينية الشتاء، حدد المصريون القدماء اثنتين من المراحل الرئيسية، الأولى هي الليالي البيضاء التي تدوم عشرين ليلة، وتتميز بجو جاف شديد البرودة مع ظهور الصقيع بوضوح، وقلة الغيوم في السماء؛ وتشمل عشر ليالٍ تُدعى كوالح، تمتد من نهاية ديسمبر حتى أوائل يناير، وتُعد الأكثر قسوة في الشعور بالفيضان البارد، تليها عشر ليالٍ طوالح من منتصف يناير تقريبًا، حيث يصبح البرد مستمرًا ومرهقًا للجسم. أما الليالي السوداء، فهي العشرون التالية، وأُطلق عليها هذا الوصف بسبب حاجة الناس للنيران للتدفئة، وتنقسم إلى عشر ليالٍ موالح من منتصف يناير، يتعود فيها الجسم تدريجيًا مع البرودة، ثم عشر ليالٍ صوالح حتى نهاية الفترة، حيث يبدأ الطقس في الارتفاع قليلاً نحو الأفضل.

التغييرات الجوية بعد انتهاء أربعينية الشتاء

مع نهاية أربعينية الشتاء، يأتي ما يُسمى بالعزازة، وهي تسعة أيام من الثاني إلى الحادي عشر في فبراير، مليئة بتذبذبات بين الدفء النسبي والعودة إلى البرد، مما يجعل التنبؤ صعبًا؛ ثم تتبعها ثلاث ليالٍ تُعرف بقرة العنز، تنتهي في الرابع عشر من الشهر، وكانت في العصور القديمة تُثير القلق الشديد خاصة لأصحاب المواشي بسبب خطورتها على الحيوانات في البرودة المتفاقمة.

لتوضيح التقسيم الزمني لأربعينية الشتاء، إليك جدولًا مبسطًا يلخص المراحل الرئيسية:

موجة برد مبكرة تشير إلى أربعينية الشتاء هذا الموسم

هذا العام، يواجه الجميع موجة برد حادة وصلت قبل موعدها المتوقع، مما أثار نقاشات حول بداية أربعينية الشتاء في وقت غير معتاد، وتُظهر التنبؤات انخفاضًا في درجات الحرارة إلى أقل من عشر درجات في أغلب الأماكن، خاصة في الليالي والصباحات الأولى، مع انتشار الشعور بالقارس في المناطق المكشوفة.

نصائح لمواجهة تحديات أربعينية الشتاء في الزراعة

يُحذر المتخصصون من مخاطر هذا التغيير السريع في الجو على الزرعات، ويوصون باتباع إجراءات وقائية لمواجهة الصقيع، مثل تغطية النباتات أو استخدام وسائل الحماية في الحقول المكشوفة والأراضي الجديدة. للاستعداد الجيد، إليك بعض الخطوات الأساسية:

• راقب درجات الحرارة يوميًا للكشف المبكر عن الصقيع.
• استخدم أغطية بلاستيكية أو قماشية لحماية المحاصيل الشابة.
• قلل الري قبل الليل لتجنب تجمد المياه على الأوراق.
• أعد مخازن الطاقة أو المواقد للمساعدة في التسخين المؤقت.
• استشر الخبراء المحليين لتعديل الجدول الزراعي حسب الظروف.

في أربعينية الشتاء، يعود السبب الرئيسي لشدتها إلى مرور الزمن بعد الانقلاب الشتوي في أواخر ديسمبر، حيث يكون النهار الأقصر، والليل الأطول، مما يمنح الغلاف الجوي والأنهار فرصة لإطلاق الحرارة المتراكمة من الشهور السابقة. ويُعرف في التراث العربي باسم المربعانية، وهو تقويم شعبي ينتقل عبر الأجيال، يساعد في التعامل مع أنماط الطقس وأصعب أيام الشتاء بفعالية.