المغرب يواجه أمم إفريقيا 2025.. فرصة فك العقدة الرياضية؟

منتخب المغرب في كأس أمم أفريقيا يحمل تاريخًا مليئًا بالإشراق في الساحات العالمية؛ إلا أنه يعاني من شح الإنجازات القارية، حيث توج باللقب مرة واحدة فقط منذ خمسة عقود في عام 1976. خلال العقدين الأخيرين، لم يتجاوز دور الـ16 في معظم النسخ، متأرجحًا بين الخيبات المتتالية، مما أثار استياء الجماهير التي تتوق إلى بريق أكبر في هذه البطولة الكبرى. ومع اقتراب نسخة 2025 على الأراضي المغربية، يبرز الأمل في كسر هذه الدائرة المفرغة.

صدمات حديثة أعادت الشكوك إلى الواجهة

في النسخة الأخيرة عام 2023، دخل منتخب المغرب في كأس أمم أفريقيا بتشكيلة نجمية، مدعومة بإنجاز مونديال قطر الذي أوصله إلى المركز الرابع عالميًا قبل شهر واحد فقط؛ لكن الواقع كان قاسيًا، إذ ودع البطولة من دور الـ16 أمام جنوب أفريقيا بهزيمة 0-2، في سقوط مفاجئ أثار تساؤلات حول الاستعداد والتركيز. قبل ذلك بسنتين في 2021، كان الفريق المرشح الأول للقب، لكنه استسلم في ربع النهائي أمام مصر رغم تقلب أدائها، مما أكد نمطًا من الفشل المتكرر في اللحظات الحاسمة. هذه الخيبات الحديثة لم تكن معزولة، بل تعكس تحديًا عميقًا يواجه منتخب المغرب في كأس أمم أفريقيا، حيث يبدو الضغط القاري يُطفئ بريقه العالمي بسرعة.

دروس من التاريخ القديم والإحباط المستمر

يعود الوضع غير المشجع إلى عقود سابقة، حيث كان منتخب المغرب في كأس أمم أفريقيا يعاني حتى في سنوات تألقه العالمي؛ ففي 1986، رغم جيل قوي أذل ألمانيا الغربية في مونديال المكسيك، خرج من نصف النهائي أمام مصر بسهولة نسبية. وفي 1998، قبل أشهر قليلة من عرض رائع في كأس العالم بفرنسا، سقط من ربع النهائي أمام جنوب أفريقيا، مما أثار غضب الجماهير المغربية التي ترى في كل نسخة فقدانًا للزخم الذي يحققه الفريق دوليًا. هذا التناقض التاريخي يُشكل عبئًا نفسيًا، يجعل كل مشاركة في البطولة القارية اختبارًا للصمود، بعيدًا عن الاحتفاء المتوقع؛ فالجماهير تشعر بالإحباط المتكرر، كأن البريق العالمي يتلاشى أمام التحديات الإفريقية دون رحمة.

فرصة 2025: بين الأمل والضغوط المتزايدة

يأتي الأمل الآن مع نسخة 2025، حيث سيستضيف المغرب البطولة لأول مرة، وبأقوى تشكيلة في تاريخه، مما يجعلها لحظة حاسمة لكسر العقدة القارية وبناء سلسلة إنجازات. نجوم مثل أشرف حكيمي وياسين بونو وإبراهيم دياز، إلى جانب المدرب وليد الركراكي، يواجهون ضغوطًا هائلة لتحقيق اللقب قبل التوجه صيفًا نحو التحديات المونديالية؛ فالتصنيف الدولي الحالي في المركز 11 يعزز التوقعات، لكنه يحمل تهديد الفشل الذي قد يكون مدمرًا على الأرض المحلية. لفهم التحديات بشكل أفضل، إليك قائمة بالعناصر الرئيسية التي يجب التركيز عليها:

  • تعزيز اللياقة البدنية لمواجهة المنافسة الإفريقية الشرسة.
  • تطوير استراتيجيات دفاعية متينة ضد الهجمات المرتدة السريعة.
  • استغلال الدعم الجماهيري في الملاعب المغربية لتعزيز الروح المعنوية.
  • التكيف مع الجدول الزمني المكثف لتجنب الإرهاق في الأدوار المتقدمة.
  • دمج الشباب مع الخبراء لضمان التوازن في التشكيلة.
  • مراقبة الإصابات للحفاظ على النجوم الرئيسيين طوال البطولة.

ولتوضيح السياق التاريخي، يلخص الجدول التالي أبرز الخروج من النسخ السابقة لمنتخب المغرب في كأس أمم أفريقيا:

النسخة المرحلة والخصم
2023 دور 16 أمام جنوب أفريقيا (0-2)
2021 ربع النهائي أمام مصر
1998 ربع النهائي أمام جنوب أفريقيا
1986 نصف النهائي أمام مصر

مع هذه الفرصة الذهبية، يبقى التركيز على الاستفادة من القوة الحالية لتحويل الإحباط إلى إنجاز، خاصة أمام جماهيرها الوفية.