إجازة رمضان 19 يومًا.. السعودية تمنح 6 ملايين طالب إجازة واسعة في 2026

تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان يمثل خطوة جريئة أعلنتها المملكة العربية السعودية مؤخرًا، حيث سيتم إيقاف الحضور اليومي لمدة 19 يومًا من أصل 30 في الشهر الكريم، أي أن نسبة 63 في المئة من الشهر ستكون إجازة رسمية لأكثر من ستة ملايين طالب وطالبة. هذا الإجراء يأتي ليحقق توازنًا بين الالتزامات التعليمية والروحية، ويضع السعودية في مقدمة الدول التي تهتم بجوانب الدين في النظام التعليمي.

تغييرات تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان على الجدول اليومي

يعتمد تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان على تعديلات جذرية في الجدول الدراسي، إذ يبدأ الدوام في التاسعة صباحًا بدلاً من السابعة والنصف، مع تقليص المدة إلى أربع ساعات يوميًا فقط مقابل سبع ساعات سابقًا، وهو ما يعني انخفاضًا بنسبة 43 في المئة. هذه الخطوات تساعد الطلاب على التركيز أكثر في العبادات مثل قيام الليل وحفظ القرآن، دون الشعور بالإرهاق من الاستيقاظ المبكر. أحمد المطوع، طالب في المرحلة الثانوية، يعبر عن حماسه قائلاً إن هذا التغيير يمنحه فرصة حقيقية للانغماس في الجو الروحي للشهر دون ضغوط الدراسة اليومية. من جهة أخرى، تشير الأمم إلى تحديات في ترتيب الروتين العائلي، خاصة للوالدين العاملين الذين يحتاجون إلى حلول بديلة للرعاية أثناء هذه الفترة الممتدة.

سياق تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان ضمن رؤية 2030

يأتي تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان كثمرة لجهود مستمرة في تطوير السياسات التعليمية، وهو يتناسب تمامًا مع أهداف رؤية 2030 التي تركز على دمج القيم الدينية في الحياة اليومية. يؤكد الدكتور محمد العبيدي، الخبير التربوي، أن مثل هذه الإجراءات ضرورية لضمان نمو متوازن لدى الطلاب، وتجعل السعودية نموذجًا يمكن للدول العربية الاقتداء به في توفيق بين التعليم والروحانية. بالمقارنة مع التعديلات التاريخية في عصر عمر بن عبد العزيز، يعيد هذا القرار صياغة التعليم الإسلامي ليتناسب مع التحديات الحديثة، مما يعزز من جاذبية النظام التعليمي السعودي على المستوى الإقليمي والدولي.

تحديات تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان للعائلات والمدارس

يؤثر تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان بشكل ملحوظ على روتين ملايين العائلات، حيث يضطر الآباء إلى إعادة ترتيب جدولهم اليومي لمواجهة 19 يومًا من الإجازة غير المتوقعة تمامًا. فاطمة أحمد، معلمة في المرحلة الابتدائية، تتحدث عن الحماس المختلط بالضغط داخل المدارس، إذ تحتاج المناهج إلى ضغط المحتوى في وقت محدود، مع الاعتماد الأكبر على منصات مثل “مدرستي” للحفاظ على الاستمرارية التعليمية. أما نورا العتيبي، أم لثلاثة أطفال وموظفة، فتواجه صعوبة في تنظيم رعاية أبنائها خلال ساعات عملها، مما يثير مخاوف مشابهة لدى آلاف المهنيات في القطاع الخاص. أم سارة، موظفة أخرى، تعبر عن إعجابها بالقرار رغم القلق من ترتيب رعاية ابنتها في المرحلة الابتدائية.

لتوضيح التغييرات الرئيسية في تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان، إليك جدولًا يلخص الاختلافات اليومية:

من المهم النظر في الخطوات العملية لتطبيق تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان بفعالية، وتشمل:

• تعديل المناهج لتركيز الدروس الأساسية في الأربع ساعات اليومية.
• تعزيز دور المنصات الإلكترونية مثل مدرستي للدروس عن بعد.
• تنظيم برامج دعم للآباء العاملين في ترتيب الرعاية العائلية.
• تقييم أداء الطلاب أسبوعيًا لضمان استيعاب المحتوى المكثف.
• توفير ورش عمل للمعلمين حول إدارة الوقت في الشهر الروحي.

يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان تعطيل الدراسة الحضورية في رمضان سيصبح نموذجًا عالميًا ناجحًا، خاصة مع الرهان الكبير على كفاءة النظام. الأسابيع المقبلة ستكشف النتائج، وستؤثر على السياسات التعليمية في المنطقة بكاملها.