إعلان صفقة.. تيك توك يتعاون مع شركات عالمية إماراتية لمواجهة الحظر الأمريكي

صفقة تيك توك الأمريكية تمثل نقطة تحول كبيرة في مسيرة المنصة الاجتماعية الشهيرة، حيث أعلنت شركة بايت دانس، المالكة للتطبيق، عن توقيع اتفاقيات مشروع مشترك مع مستثمرين أمريكيين وعالميين لتشغيل أعمالها داخل الولايات المتحدة. يأتي هذا الإعلان بعد سنوات من الضغوط السياسية، وسيمتلك نصف المشروع مجموعة من المستثمرين البارزين، بما في ذلك أوراكل وسيلفر ليك والشركة الإماراتية إم جي إكس، مع إتمام الصفقة في 22 يناير القادم ليضع حداً لمخاوف الأمن القومي.

تفاصيل صفقة تيك توك الأمريكية ومستثميها الرئيسيين

أرسل الرئيس التنفيذي لبايت دانس، شو زي تشو، مذكرة داخلية للموظفين توضح بنود الاتفاق، الذي يحافظ على استمرار الخدمة لأكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي داخل مجتمع عالمي نابض. ستحتفظ بايت دانس بنسبة 19.9% من الشركة الجديدة، بينما تتوزع النسب الأخرى بين أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس بنسبة 15% لكل منها، مع تخصيص 30.1% إضافية لشركات تابعة لمستثمري بايت دانس الحاليين؛ هذا الترتيب يعكس توازناً دقيقاً بين السيطرة الصينية والمصالح الأمريكية، خاصة بعد اتفاق سابق في سبتمبر أرجأ الرئيس دونالد ترامب تنفيذ حظر محتمل للتطبيق. تسمح صفقة تيك توك الأمريكية بإعادة تدريب خوارزمية التوصيات على بيانات المستخدمين المحليين، لتجنب أي تدخل خارجي، مما يعزز الثقة في المنصة وسط التوترات الدولية. يُتوقع أن تعيد هذه الخطوة تشكيل سوق التواصل الاجتماعي، حيث أصبح تيك توك جزءاً أساسياً من الاقتصاد الرقمي للشركات الصغيرة في الولايات المتحدة.

دور الشركة الإماراتية في صفقة تيك توك الأمريكية

انطلقت شركة إم جي إكس في مارس 2024 كجهة استثمارية تركز على التقنيات المتقدمة، خاصة الذكاء الاصطناعي، من خلال شراكات دولية في الإمارات والعالم لتسريع تطوير هذه التقنيات. تستثمر في قطاعات متنوعة حيث يبرز تأثير الذكاء الاصطناعي، مثل أشباه الموصلات والبنية التحتية الرقمية والبرمجيات المدعومة تقنياً، بالإضافة إلى علوم الحياة والأتمتة والتكنولوجيا المالية؛ بنت الشركة علاقات قوية مع عمالقة مثل أوبن إيه آي وإكس إيه آي وداتابريكس، مما يعزز مكانتها في صفقة تيك توك الأمريكية. كما تساهم في مشروع ستارغيت الإمارات عبر استثمارات في خزنة، وتمتلك مشاريع في أوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك توسعات في فانتج داتا سنترز لدعم بنى تحتية جديدة في تكساس وويسكونسن. يُعد انخراط إم جي إكس خطوة استراتيجية تعكس طموحات الإمارات في قلب صناعة التكنولوجيا العالمية.

لتوضيح توزيع الملكية في صفقة تيك توك الأمريكية، إليك جدولاً يلخص النسب الرئيسية:

الانتقادات والمعارضة لصفقة تيك توك الأمريكية

واجهت صفقة تيك توك الأمريكية انتقادات حادة من السيناتور الديمقراطي رون وايدن، الذي أكد أنها لا تحمي خصوصية المستخدمين الأمريكيين بأي شكل، مشككاً في أمان الخوارزمية تحت الإدارة الجديدة. كان وايدن من أبرز المعارضين لقانون 2024 الذي سعى للحظر، وضغط لتمديد المهلة في يناير ليمنح الكونغرس وقتاً إضافياً لمواجهة التهديدات الصينية؛ أعرب بعض المستخدمين أيضاً عن قلقهم من التغييرات، مثل تيفاني سيانسي صاحبة مشروع صغير بأكثر من 300 ألف متابع وأربعة ملايين إعجاب، التي تمنت الحفاظ على تجربة المستخدمين الرواد للأعمال ودعماً لأصحاب المشاريع الصغيرة. أشارت المنصة إلى أن أكثر من سبعة ملايين شركة صغيرة تعتمد عليها للتسويق في الولايات المتحدة. تأتي هذه الصفقة بعد سلسلة تأجيلات، إذ أصدر الكونغرس قانوناً في أبريل 2024 تحت إدارة بايدن للحظر بسبب الأمن القومي، مع جدولة التنفيذ في 20 يناير 2025، لكن ترامب أجله مرات عدة أثناء سعيه لصفقة انتقال ملكية. في سبتمبر، أفاد ترامب بمحادثات هاتفية مع شي جين بينغ الذي أعطى موافقة، رغم بقاء المستقبل غامضاً بعد لقائهما في أكتوبر وسط التوترات التجارية المستمرة بين البلدين.

من أبرز الخطوات التي ساهمت في تشكيل صفقة تيك توك الأمريكية، يمكن الإشارة إلى:

• الإعلان عن الاتفاق في سبتمبر لتأجيل الحظر المحتمل.
• توقيع مذكرة داخلية من الرئيس التنفيذي توضح النسب الملكية.
• انخراط مستثمرين أمريكيين مثل أوراكل لتعزيز الثقة.
• دور إم جي إكس في ربط الاستثمارات الإماراتية بالتكنولوجيا.
• إعادة تدريب الخوارزمية على بيانات محلية لتجنب التدخلات.
• ضغوط الكونغرس لتمديد المهل بعد قانون أبريل 2024.

مع ذلك، تبقى التحديات مستمرة، حيث يعتمد نجاح صفقة تيك توك الأمريكية على كيفية تنفيذها في ظل التوترات الدولية، مما يفتح آفاقاً جديدة للمنصة والمستخدمين على حد سواء.