نهاية مثيرة.. سلمى يبرز أداءً تمثيليًا استثنائيًا في الدراما

نهاية مسلسل سلمى أثارت موجة من الدهشة والإحباط لدى متابعيه العرب؛ فبعد ثلاثة أشهر من التشويق والانغماس في قصة إنسانية عميقة؛ تحولت الحلقة الأخيرة إلى خيبة كبيرة؛ حيث لم تتجاوز مدة الأحداث الرئيسية ثلاثين دقيقة فقط؛ مما أثار تساؤلات حول احترام الجمهور وذكائه. يبقى هذا الاختصار مصدر إحباط لمشاهدين اعتقدوا أن العمل سيمنحهم إجابات مرضية؛ وهو ما يعكس تحديات الدراما المعربة في الحفاظ على التوازن بين الإيقاع والعمق.

ما الذي أدى إلى إحباط الجمهور بنهاية مسلسل سلمى؟

تتركز القصة الأساسية في مسلسل سلمى حول بطلته الشابة سلمى؛ التي تجسدها مرام علي؛ والتي يفاجئها اختفاء زوجها جلال فجأة؛ مما يدفعها إلى مواجهة الصعاب رغم معاناتها من المرض؛ فتبذل جهوداً مضنية لإعالة أطفالها؛ وعندما يعود جلال أخيراً؛ يلقى حتفه بين ذراعيها قبل أن يكشف أسرار غيابه الطويل. هذه النهاية؛ التي جاءت مفاجئة وباهتة؛ أثارت غضباً واسعاً على وسائل التواصل؛ حيث تصدرت نهاية مسلسل سلمى التريند بتعليقات ساخرة ومنتقدة؛ مع التركيز على غياب الاعتذار أو التوضيح من جلال؛ وكذلك على سوء تنفيذ مشهد الإطلاق الناري؛ الذي افتقر إلى الواقعية؛ إذ لم تظهر سيارة إسعاف رغم وجود الطبيبة وفاء قريباً؛ مما جعل الجمهور يشعر بالاستخفاف به.

أداء نيقولا معوض ينقذ جزءاً من نهاية مسلسل سلمى

رغم الضجة السلبية؛ نالت بعض العناصر إعجاباً؛ خاصة أداء نيقولا معوض في دور جلال؛ الذي لفت الأنظار رغم قصر دوره في الحلقة الأخيرة. فقد قدم معوض لقاءه بسلمى ببراعة عاطفية؛ محولاً تلك الدقائق القليلة إلى لحظات مؤثرة؛ مما دفع الجمهور إلى لوم المخرج على عدم توسيع مساحته التمثيلية؛ وهو أداء يتذكره الجميع من مشاهد سابقة؛ مثل لقائه بطفليه شادي وجولي؛ الذي لامس القلوب بعمق. يبرز معوض اليوم كنجم لبناني في الدراما المصرية؛ بعد تجربة عالمية في فيلم أمريكي يروي قصة النبي إبراهيم؛ مما يعزز من قيمته في عيون المتابعين.

اختصار نهاية مسلسل سلمى وانتقادات الإخراج

يأتي مسلسل سلمى المعرب من النسخة التركية الأصلية بعنوان امرأة؛ التي امتدت إلى ثلاثة مواسم وانتهت عام 2020؛ لكن الإصدار العربي اختصرها إلى تسعين حلقة؛ كما هو معتاد في إنتاجات إم بي سي؛ تماماً مثل مسلسلات الثمن والقدر وكريستال؛ التي حافظت نسبياً على توقعات الجمهور؛ غير أن نهاية مسلسل سلمى هذه المرة بترت أحداثاً حاسمة؛ مما أدى إلى سردية غير مترابطة مليئة بالإطالة في مشاهد ثانوية؛ وفقدان التشويق. يعبر الجمهور عن ذلك في تعليقات حادة؛ مثل تلك على تيك توك حيث يندد أحدهم بإضاعة الوقت في إحدى وثمانين حلقة مقابل فشل الختام؛ بينما يسخر آخرون من عدم احترام وعي المشاهد؛ مع وصف الإخراج بالقديم لاعتماده على نظرات مطولة بدلاً من التركيز الدرامي المناسب؛ مما يجعل نهاية مسلسل سلمى سقطة بارزة في هذا النوع الدرامي.

الممثل الدور
مرام علي سلمى؛ الأم المكافحة
نيقولا معوض جلال؛ الزوج المختفي
ستيفاني عطالله ميرنا؛ الشقيقة الشريرة

الأدوار البارزة التي عززت جاذبية مسلسل سلمى

في الجانب الإيجابي؛ حصد ممثلون آخرون إشادة واسعة؛ أبرزهم طوني عيسى بأدائه الهادئ والمسيطر؛ الذي أبهر النقاد؛ إلى جانب نقولا دانيال في دور الجد العاطفي؛ الذي أضفى دفئاً على العلاقات الأسرية. كما برزت تقلا شمعون في شخصية هويدا؛ والدة سلمى وميرنا؛ بتقديم دور متنوع يبتعد عن تكرار أدوارها السابقة؛ محملًا بأبعاد إنسانية عميقة؛ بينما جسدت ستيفاني عطالله ميرنا ببراعة؛ تجسيد للشر النفسي الذي يثير الكره الحقيقي تجاه الشخصية؛ وأخيراً؛ أدهش الطفلان أحمد جاويش في شادي؛ وروسيل إبراهيم في جولي؛ بموهبة عفوية رفعت مستوى التمثيل رغم صغر سنهما؛ مما جعل مشاهد الأسرة أكثر إثارة.

  • طوني عيسى قدم أداءً هادئاً يعكس السيطرة العاطفية.
  • نقولا دانيال أضاف حناناً أبوياً لدور الجد.
  • تقلا شمعون تجنبت التكرار في شخصية الأم.
  • ستيفاني عطالله جسدت الشر النفسي بإقناع تام.
  • أحمد جاويش وروسيل إبراهيم برزا بموهبة الطفولة الطبيعية.

تبقى الدراما مرآة للواقع؛ لكن نهاياتها غالباً ما تختبر نجاح العمل؛ وفي حالة مسلسل سلمى؛ أظهرت النسخة المعربة صعوبة الحفاظ على الإثارة رغم معرفة الجمهور بالأصل؛ مما يدعو إلى مزيد من الدقة في الاختصارات المستقبلية.