أداء فائق.. أقوى كمبيوتر روسي يبرز قدراته لعام 2025

الحاسوب الكمومي يشهد قفزة نوعية في روسيا، حيث نجح علماء المعهد الشهير للفيزياء في بناء نموذج يتكون من 70 كيوبت، مستخدمين أيونات الإيتيربيوم لمعالجة البيانات عبر مبادئ ميكانيكا الكم مثل التراكب والتشابك، وفق إفصاح وكالة تاس عن شركة روساتوم المتخصصة في التكنولوجيات الكمومية. هذا النموذج الأولي تم اختباره بفعالية ضمن خارطة طريق الحوسبة الكمومية، مما يعزز مكانة روسيا في هذا المجال المتسارع.

دور شركة روساتوم في تطوير الحاسوب الكمومي

تقود شركة روساتوم، بالتعاون مع معهد ليبيديف للفيزياء، جهود بناء الحاسوب الكمومي هذا، الذي يعتمد على تقنيات متقدمة للتحكم في الأيونات لتحقيق أداء فائق. الفريق العلمي أمضى وقتًا طويلًا في صقل التصميم، مستفيدًا من الخبرات المتراكمة في الذرة والطاقة النووية، ليصبح هذا الجهاز خطوة أساسية نحو تطبيقات عملية؛ فهو يتجاوز الحدود التقليدية للحواسيب العادية في سرعة الحسابات المعقدة، مثل محاكاة الجزيئات أو كسر الشيفرات. الاختبارات الأولية أظهرت استقرارًا ملحوظًا، مما يفتح أبوابًا لتوسيع النطاق في المشاريع القادمة، ويعكس التزام روسيا بدعم الابتكار الكمومي على المستوى الوطني.

إنجازات الدقة في عمليات الحاسوب الكمومي الروسي

وصلت دقة العمليات الأحادية الكيوبت في هذا الحاسوب الكمومي إلى نحو 100%، وهي أعلى نسبة مسجلة في أي جهاز مشابه روسي حتى الآن. هذا الإنجاز يأتي بعد سلسلة من التجارب الدقيقة، حيث تم التركيز على تقليل الضوضاء الكمومية التي تعيق الاستقرار؛ فالأيونات المستخدمة توفر تحكمًا أفضل مقارنة بطرق أخرى مثل الفوقيودة. يساهم ذلك في جعل الحاسوب الكمومي أكثر موثوقية للتطبيقات اليومية، ويضع روسيا في صدارة الدول الرائدة، خاصة مع التحديات التي تواجه المنافسين في الحفاظ على الدقة عند زيادة عدد الكيوبت.

في سياق هذا التطور، يمكن تلخيص الخطوات الرئيسية لتطوير الحاسوب الكمومي كالتالي:

  • اختيار أيونات الإيتيربيوم كوسيط أساسي للكيوبت بسبب استقرارها الفريد.
  • بناء مصائد أيونية تسمح بتشغيل 70 كيوبت في وقت واحد دون فقدان الترابط.
  • إجراء اختبارات أولية للعمليات الأساسية لضمان دقة تصل إلى الحد الأقصى.
  • دمج النتائج في خارطة الطريق الوطنية للحوسبة الكمومية تحت إشراف روساتوم.
  • التخطيط لترقيات مستقبلية لزيادة القوة الحاسوبية والتوسع في التطبيقات.

رؤى الخبراء حول مستقبل الحاسوب الكمومي

أعرب إيليا سيميريكوف، الباحث في معهد ليبيديف، عن فخره بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أنه الأول عالميًا في مصائد أيونية كبيرة الحجم. وفق تصريحه، تعلم الفريق بناء أجهزة كمومية قادرة على التعامل مع بيانات هائلة، ويُعد الـ70 كيوبت مرحلة حاسمة قبل الانتقال إلى تقنيات أقوى؛ فهم يسعون لتعزيز قوة الحواسيب الكمومية الأيونية وتطبيقها عمليًا في مجالات مثل الطب والأمن. هذا التقدم يعزز الثقة في قدرات الفريق، ويفتح آفاقًا لشراكات دولية.

لتوضيح المقارنة مع الإصدارات السابقة، إليك جدولًا بسيطًا يلخص التحسينات:

الإصدار عدد الكيوبت دقة العمليات
سابق أقل من 50 حوالي 95%
الجديد 70 نحو 100%

يبدو أن هذا الحاسوب الكمومي سيغير مسار الابتكار الروسي، مع تركيز الجهود على التطبيقات العملية قريبًا.