إعلان قضائي.. محكمة أمريكية تعيد أجور إيلون ماسك البالغة 56 مليار دولار

حزمة أجور إيلون ماسك في شركة تيسلا أثارت جدلا واسعا منذ إعلانها عام 2018، حيث اعتبرتها المحاكم الأولية مفرطة في حجمها، لكن قرارا حديثا من المحكمة العليا في ديلاوير قلب الطاولة رأسا على عقب. رفضت المحكمة حكمين سابقين أصدرتهما المستشارة كاثلين ماكورميك في محكمة الإنصاف، مما يمهد الطريق أمام ماسك لتحقيق مكاسب مالية كبيرة غير متوقعة في البداية. هذا التطور يعكس تعقيدات الحوكمة الشركاتية في قطاع التكنولوجيا، خاصة مع شخصية قوية مثل ماسك الذي يجمع بين الريادة والتأثير الاقتصادي.

رفض المحكمة العليا لحكمي ماكورميك حول حزمة أجور إيلون ماسك

في خطوة مفاجئة، أعلنت المحكمة العليا في ولاية ديلاوير رفضها لقرارين قضائيين صادرين عن كاثلين ماكورميك، التي كانت قد أبطلت حزمة أجور إيلون ماسك لعام 2018 بسبب قيمتها الهائلة التي اعتبرت غير مسبوقة. هذه الحزمة، التي وُصفت حينها بأنها الأكبر في تاريخ الشركات الأمريكية، أصبحت محور نزاع طويل؛ فماكورميك رأت فيها انتهاكا لمبادئ الحوكمة، لكن هيئة الاستئناف المكونة من خمسة قضاة اعتبرت أن قرارها كان خاطئا من الأساس. أبرز القضاة كيف أدى ماسك دوره بكفاءة تامة تحت شروط المنحة، مما سمح لتيسلا بالنمو السريع وكسب المساهمين استثماراتهم مرات عديدة.

تفاصيل النزاع القانوني الذي أشعل حزمة أجور إيلون ماسك

بدأ الأمر عندما وافقت غالبية مساهمي تيسلا على منح حزمة أجور إيلون ماسك في 2018، لكن المساهم ريتشارد تورنيتا رفع دعوى قضائية يتهم فيها التعويضات بالمبالغة الشديدة، مما دفع الأمر إلى محاكم ديلاوير. في يناير 2024، أمرت ماكورميك بإلغاء الحزمة بعد محاكمة دامت خمسة أيام، وخلصت إلى أن العملية كانت مليئة بالثغرات والعيوب الإجرائية. أيدت ماكورميك حكمها لاحقا في ديسمبر من العام نفسه، مشيرة إلى أن مجلس إدارة تيسلا كان عرضة لتأثير ماسك المهيمن، الذي يُنظر إليه كرئيس تنفيذي استثنائي يفوق السيطرة التقليدية. هذا النزاع كشف عن توترات داخلية في الشركة، حيث يُتهم ماسك أحيانا بتجاوز حدوده في اتخاذ القرارات.

دعم مجلس تيسلا المتواصل لحزمة أجور إيلون ماسك

رغم التحديات القانونية، لم يتزعزع مجلس إدارة تيسلا في دعمه لماسك، إذ وافق في أغسطس 2025 على تعويضات مؤقتة تقدر بـ29 مليار دولار لتعزيز ثقتهم في قيادته. سرعان ما أعلن المجلس عن حزمة أجور جديدة محتملة تصل قيمتها إلى تريليون دولار، مرتبطة بأهداف أداء محددة تشمل نمو الإيرادات وتوسع الإنتاج. في 6 نوفمبر، أعرب مساهمو تيسلا عن موافقتهم الواسعة على هذه الحزمة الأخيرة، مما يعكس ثقة متجددة في استراتيجية ماسك رغم الجدل المستمر. هذا الدعم يُفسر بنجاحات تيسلا في السوق، حيث ارتفعت قيمة الشركة بشكل ملحوظ تحت قيادته.

لتوضيح مسار النزاع، إليك جدولا يلخص الأحداث الرئيسية المتعلقة بحزمة أجور إيلون ماسك:

التاريخ الحدث الرئيسي
2018 موافقة المساهمين على الحزمة الأولى
يناير 2024 إلغاء الحزمة من محكمة الإنصاف بعد محاكمة
ديسمبر 2024 تأييد القرار ضد مجلس الإدارة
أغسطس 2025 تعويضات مؤقتة بـ29 مليار دولار
6 نوفمبر 2025 موافقة على الحزمة الجديدة

ومن أبرز العوامل التي ساهمت في تطور حزمة أجور إيلون ماسك، يمكن الإشارة إلى:

  • أداء ماسك الاستثنائي في تحقيق أهداف الشركة، مما زاد من قيمة تيسلا سوقيا.
  • الطعون القانونية من مساهمين يرون في التعويضات إفراطا، مثل قضية تورنيتا.
  • دور محكمة الإنصاف في كشف العيوب الإجرائية، لكن رفضها من المحكمة العليا.
  • دعم مجلس الإدارة الذي غطى على التوترات الداخلية.
  • موافقات المساهمين المتكررة، تعكس الثقة في نموذج ماسك الريادي.

مع هذا القرار، يبدو أن مستقبل ماسك في تيسلا أكثر استقرارا، حيث يمكنه التركيز على الابتكارات دون القلق من النزاعات المالية السابقة.