اتفاقيات رئيسية.. بايت دانس تؤسس تيك توك الأمريكي

تيك توك يواجه تحولا جذريا في السوق الأمريكية بعد توقيع اتفاقيات ملزمة مع مستثمرين رئيسيين، تهدف إلى فصل أعماله المحلية عن الشركة الأم الصينية بايت دانس، في خطوة تُنهي سنوات من التوترات السياسية والأمنية بين واشنطن وبكين. يأتي هذا الإعلان بعد تهديدات متكررة بحظر التطبيق، الذي يجذب أكثر من 170 مليون مستخدم نشط في الولايات المتحدة، ويُعد جزءا أساسيا من الحياة الثقافية والاقتصادية هناك، مع مخاوف مستمرة حول أمن البيانات والخوارزميات.

دخول تيك توك مرحلة التنفيذ الحاسمة

أعلنت بايت دانس عن اتفاقيات مع ثلاثة مستثمرين كبار لإنشاء كيان مشترك يدير عمليات تيك توك داخل الولايات المتحدة، محاولة لتفادي حظر محتمل طال انتظاره منذ أغسطس 2020. يتطابق هذا الإطار مع الخطة التي أُرجئت في سبتمبر الماضي، حيث أجل الرئيس دونالد ترامب تنفيذ قانون “البيع أو الحظر” حتى يناير 2026، ليتمكن التطبيق من فصل أصوله الأمريكية عن المنصة العالمية. ويُرى هذا التحول كاختبار لقدرة أمريكا على تنظيم الشركات التكنولوجية الأجنبية دون إضعاف جاذبيتها الرقمية؛ فتيك توك أصبح عنصرا راسخا في الاقتصاد، بقيمة تصل إلى 14 مليار دولار لعملياته المحلية.

توزيع الملكية في صفقة تيك توك الجديدة

سيحصل مستثممون أمريكيون وعالميون على 80.1% من الملكية في الكيان الجديد، بينما تحتفظ بايت دانس بـ19.9% بعد إكمال العملية في 22 يناير 2026. يشمل المستثمرون الرئيسيون أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس، الذين يمتلكون مجتمعين 45% من الحصص وفق مذكرة داخلية. أكد شو زي تشو، الرئيس التنفيذي لتيك توك، أن هذا الكيان سيعمل بشكل مستقل، مع التركيز على حماية البيانات والخوارزميات ومراقبة المحتوى داخل السوق الأمريكية، مما يعزز السيطرة المحلية دون قطع الروابط التجارية العابرة للحدود مثل الإعلانات والتسويق.

لتوضيح هيكل الملكية، إليك جدولا يلخص التوزيع الرئيسي:

المستثمر الحصة التقريبية
أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس 45%
مستثمرون أميركيون وعالميون آخرون 35.1%
بايت دانس 19.9%

حماية بيانات تيك توك ودور الخوارزميات

سيُشرف مجلس إدارة أمريكي مكون من سبعة أعضاء، بأغلبية محلية، على جميع جوانب أمن البيانات وإدارة المحتوى والخوارزميات لتيك توك في الولايات المتحدة. ستستمر الكيانات العالمية في إدارة الأنشطة المتجاوزة للحدود، مثل التجارة الإلكترونية والبث المباشر؛ لكن الجانب الأكثر حساسية يتعلق بترخيص بايت دانس لتقنياتها القائمة على الذكاء الاصطناعي، حيث سيُعاد تدريب نظام توصية جديد على بيانات أمريكية محمية عبر أوراكل. أثار هذا الترتيب انتقادات من مشرعين، الذين يخشون عدم الامتثال الكامل لقانون الأمن القومي لعام 2024، الذي يمنع أي روابط تشغيلية مع الشركة الأم الصينية.

من أبرز الخطوات التنفيذية لهذه الصفقة:

  • توقيع الاتفاقيات الملزمة مع المستثمرين الثلاثة لضمان الاستقلالية.
  • إنشاء مجلس إدارة أمريكي للإشراف على البيانات والمحتوى.
  • ترخيص الخوارزميات لإعادة تدريبها محليا عبر شركاء سحابيين.
  • الحفاظ على أنشطة عابرة للحدود تحت إدارة عالمية محدودة.
  • إكمال الصفقة في يناير 2026 بعد الموافقات التنظيمية.

الموافقات الصينية والتأثيرات الثقافية لتيك توك

رغم التقدم، لم تعلن الجهات التنظيمية في الصين موافقتها بعد، مما يُبقي على مخاطر تعقيدات إضافية في العلاقات بين البلدين؛ يُعتقد أن إتمام الصفقة سيُزيل عقبة رئيسية في التوترات التجارية. أما تأثير تيك توك، فيتجاوز السياسة إلى الثقافة، حيث ساهم في حملة ترامب الانتخابية من خلال 15 مليون متابع على حسابه، وأطلق البيت الأبيض حسابا رسميا في أغسطس، مع توسع في الفعاليات مثل جوائز تيك توك في لوس أنجلوس ودعم التجارة الإلكترونية.

مع تراجع شبح الحظر، يستمر تيك توك في تعزيز حضوره الاقتصادي، محافظا على جاذبيته للمستخدمين والمستثمرين على حد سواء.