المركز القومي للسينما ينعي رائد الفن السينمائي داود عبد السيد

داوود عبد السيد، المخرج المصري البارز الذي غادر الحياة أمس السبت، يمثل خسارة كبيرة لعالم السينما العربية، حيث ترك وراءه تراثاً فنياً يجسد عمق الواقع المصري ويطرح أسئلة حول الهوية والعدالة. أصدر المركز القومي للسينما، بقيادة الدكتور أحمد صالح، بياناً ينعى فيه الراحل، مشيداً بمسيرته الفريدة التي جمعت بين الجرأة والصدق الإنساني، ومؤكداً أن أفلامه نجحت في لمس وجدان الجمهور من خلال شخصيات حقيقية تعكس قضايا ملحة مثل الحرية والوجود اليومي.

إرث داوود عبد السيد السينمائي المتجدد

في مسيرته الطويلة، برز داوود عبد السيد كصوت فريد في السينما المصرية، حيث ركز أعماله على استكشاف التناقضات الاجتماعية بطريقة تجمع بين الواقعية والرمزية، مما جعلها تتجاوز الحدود الزمنية وتظل ذات صلة بالواقع المعاصر؛ فقد ناقش في أفلام مثل “الكيت كات” و”إشارة مرور” قضايا الهوية الشخصية في ظل التحولات السياسية، مستخدماً سيناريوهات درامية تكشف طبقات المجتمع بعمق، وكان يعتمد على حوارات حية تعبر عن صراعات الأفراد العاديين. هذا النهج جعله قامة لا تُضاهى، إذ ساهم في تشكيل جيل من المبدعين الذين تأثروا برؤيته، وسط تحديات الصناعة السينمائية التي واجهها بإصرار، محافظاً على استقلالية فكره رغم الضغوط. كما أن دوره في اكتشاف مواهب جديدة عزز مكانته كملهم، حيث أثرى الساحة الفنية بأعمال تتسم بالأصالة والجرأة الفكرية.

دور الراحل في المركز القومي للسينما

لعب داوود عبد السيد دوراً هاماً كعضو في مجلس إدارة المركز القومي للسينما، حيث ساهم في صياغة سياسات ثقافية تدعم الإنتاج السينمائي وتشجع الحوار حول قضايا المجتمع؛ فقد كانت آراؤه الفنية مؤثراً في اتخاذ قرارات تعزز الحراك الثقافي، مثل دعم المشاريع الناشئة وتنظيم فعاليات تبرز الإرث السينمائي، مما أدى إلى تعزيز الوعي بأهمية السينما كأداة للتعبير عن الواقع. أحمد صالح أشاد بهذا الدور في البيان، موضحاً كيف أن رؤية الراحل ساعدت في بناء جسور بين الفنانين والمؤسسات، وسط جهود مستمرة للحفاظ على الجودة الفنية في ظل التحديات الاقتصادية. هذا الالتزام جعله نموذجاً للفنان المسؤول، الذي يجمع بين الإبداع والإدارة لخدمة الفن.

موعد جنازة وعزاء داوود عبد السيد

أعلنت نقابة المهن السينمائية عن تفاصيل الجنازة والعزاء لداوود عبد السيد، حيث تشيع الجنازة اليوم الأحد 28 ديسمبر من كنيسة مارمرقس في شارع كليوباترا بمصر الجديدة، ابتداءً من الواحدة ظهراً، وسط حضور متوقع من الوسط الفني؛ أما العزاء فيقام غداً الاثنين 29 ديسمبر في السادسة مساءً بنفس المكان بقاعة يوسف النجار. هذه الترتيبات تعكس مكانة الراحل لدى أقرانه، الذين يتزاحمون لتقديم التعازي إلى أسرته وتلامذته. في تصريح قديم، كشف داوود عبد السيد عن أسباب ابتعاده الطويل عن الإنتاج السينمائي، مشيراً إلى الرغبة في تجنب التكرار والحفاظ على جودة عمله، بينما ينتظر الجمهور عرض مسلسل “عين سحرية” في رمضان 2026، الذي يحمل لمسات من أسلوبه.

لتوضيح الترتيبات، إليكم جدولاً يلخص الحدثين الرئيسيين:

الحدث التفاصيل
الجنازة الأحد 28 ديسمبر، الواحدة ظهراً، كنيسة مارمرقس، شارع كليوباترا.
العزاء الاثنين 29 ديسمبر، السادسة مساءً، قاعة يوسف النجار، كنيسة مارمرقس.

من بين الجوانب التي ميزت مسيرة داوود عبد السيد، يبرز:

  • التركيز على القضايا الاجتماعية في أفلامه، مثل استكشاف الفقر والظلم.
  • استخدام الرموز الثقافية لتعزيز العمق الدرامي.
  • دعمه للشباب في الصناعة السينمائية من خلال الإرشاد.
  • رفضه للصيغ التجارية السطحية للحفاظ على الرسالة الفنية.
  • تأثيره في تشكيل الوعي النقدي لدى الجمهور.

يظل تأثير داوود عبد السيد حياً في أعمال أجيال قادمة، وسيستمر إرثه في إلهام السينما العربية نحو آفاق أوسع.