تفاصيل جديدة.. الأمن العام يكشف فيديو انتهاكات في هاتف فلول النظام

التسريبات المرئية التي تكشف انتهاكات النظام السوري، سواء كانت فيديوهات قديمة أو صور مسربة، أصبحت أداة حاسمة في مواجهة الادعاءات المضللة؛ ففي حالة حديثة، انتشر فيديو يُدعى أنه من هاتف عنصر من فلول النظام بعد اعتقاله، لكنه في الواقع مقطع قديم يعود لسنوات خلت، وقد أثبتت التحققات أنه يعود إلى مجزرة في حلب، مما يبرز أهمية التحقق من مصادر مثل هذه المواد للحفاظ على مصداقية الروايات.

كيف كشف البحث العكسي عن أصل الفيديو المضلل

في أعقاب انتشار الفيديو، قام فريق التحقق من منصة “تأكد” بفحص الادعاء الذي ربط المقطع بهاتف معتقل حديثاً؛ سرعان ما أظهرت أدوات البحث العكسي أن هذا المحتوى موجود على الإنترنت منذ أواخر عام 2012، تحديداً عبر مدونة متخصصة في رصد الانتهاكات ضد نظام الأسد. المدونة وصفت الفيديو بأنه يسجل أحداثاً في مدرسة المشاة بحلب، حيث يظهر عنصر يُدعى علاء ملحم وهو يتعامل بعنف مع جثامين الضحايا، بل ويتباهى بتصويرها، مما يعكس طبيعة الجرائم التي ارتكبت خلال النزاع. كما وجد الفريق أن الفيديو حمّل على يوتيوب في مطلع 2013 بعنوان يشير إلى مذابح طائفية، وهذا ينفي تماماً الرواية الجديدة التي حاولت ربطه بأحداث معاصرة؛ إذ يبرز ذلك كيف يُعاد استخدام التسريبات المرئية القديمة لأغراض دعائية، مما يتطلب حذراً أكبر في التعامل مع مثل هذه المواد لتجنب الوقوع في فخ الدعاية.

دور التسريبات المرئية في كشف الانتهاكات الممنهجة

التسريبات المرئية تمثل عموداً فقرياً في توثيق الجرائم السورية، ومن أبرزها ملف “قيصر” الذي يحتوي على آلاف الصور المسربة من مراكز الاحتجاز التابعة للنظام؛ هذه الصور لم تقتصر على إظهار مشاهد التعذيب الوحشي، بل كشفت عن نظام إداري يشبه “بيروقراطية الموت”، حيث تحولت المستشفيات العسكرية والمؤسسات الرسمية إلى أجهزة تنفيذ للإبادة المنظمة. وفقاً للتحقيقات الدولية، ساعدت هذه الوثائق في بناء قضايا أمام المحاكم الدولية، محولة الانتهاكات إلى أدلة دامغة. بالإضافة إلى ذلك، أضافت تسريبات هواتف المقاتلين الموالين طبقة أخرى من الدليل، حيث سجلوا جرائمهم بدافع التباهي، كما في حالة الفيديوهات التي تظهر التنكيل بالضحايا، مما عزز الروايات من خلال الاعتماد على مصادر داخلية مباشرة.

كيف تساهم التسريبات المرئية في ملاحقة جرائم الحرب

في سياق الجهود القانونية، أصبحت التسريبات المرئية أساساً لتقويض سياسات الإفلات من العقاب؛ فهي تحمي رواية الضحايا من محاولات التزييف، وتُستخدم كأدلة في التحقيقات الدولية. على سبيل المثال، ساعد ملف “قيصر” في إدانة مسؤولين عن التعذيب، بينما أدت فيديوهات مثل تلك المتعلقة بعلاء ملحم إلى تسليط الضوء على تورط أفراد في الجرائم الطائفية. ومع ذلك، يظل التحدي في التحقق من صحة هذه التسريبات المرئية لمنع إساءة استخدامها، كما حدث في الحالة الأخيرة. لفهم آلية الكشف، إليك خطوات أساسية يتبعها المتحققون عادة:

  • البحث العكسي باستخدام أدوات مثل Google Reverse Image Search لتحديد أقدم تاريخ نشر.
  • التحقق من المدونات والمواقع المتخصصة في الرصد الإنساني للعثور على السياق الأصلي.
  • فحص المنصات الاجتماعية مثل يوتيوب للعناوين والتعليقات القديمة.
  • مقارنة التفاصيل التقنية كتاريخ الرفع والموقع الجغرافي.
  • استشارة الخبراء في التحقيقات الدولية للتأكيد على المصداقية.

وتؤكد هذه الخطوات أهمية الدقة في التعامل مع التسريبات المرئية لضمان فعاليتها القانونية.

لتوضيح تأثير التسريبات المرئية الرئيسية، إليك جدول يلخص بعض الأمثلة البارزة:

نوع التسريب التفاصيل الرئيسية
ملف قيصر آلاف الصور من مراكز الاحتجاز، تكشف تعذيباً ممنهجاً.
فيديو علاء ملحم توثيق مجزرة في حلب 2012، يظهر تنكيلاً بجثامين.
تسريبات هواتف موالين تصوير جرائم بدافع تباهٍ، تستخدم في التحقيقات الدولية.

هذه الأمثلة تبين كيف تحولت التسريبات المرئية إلى ركيزة للعدالة، مساهِمة في حماية الذاكرة الجماعية من التشويه، وداعية إلى استمرار الجهود لكشف المزيد من الحقائق.