استثمار ضخم من “فريك كوليكشن” في فيلم “يبقي كل شيء على حاله” لعام 2025

بعد خمس سنوات من العمل المكثف، وباستثمار ضخم بلغ 220 مليون دولار، أصبح متحف «فريك كوليكشن» من أبرز المعالم الثقافية في عالم المتاحف اليوم، مع إعادة افتتاحه في أبريل الماضي التي جذبت الأنظار وسط منافسة كبيرة بين المؤسسات على توسعات مرتفعة التكاليف لتعزيز حضورها وجذب الزوار. خطة التطوير اتسمت بدقة متناهية للحفاظ على أصالة متحف «فريك كوليكشن» وفق فلسفة فريدة: “تغيير كل شيء ليبقَى كل شيء على حاله”، الأمر الذي أثمر نجاحًا واضحًا.

تاريخ متحف «فريك كوليكشن» وتطوره عبر الزمن

بدأت قصة متحف «فريك كوليكشن» مع رجل الأعمال هنري كلاي فريك، الذي ورّث مجموعته الفنية وقصره الواقع مقابل سنترال بارك في مانهاتن عند وفاته عام 1919، ليُفتح المتحف للجمهور في 1935. منذ ذلك الحين، شهدت مجموعة المتحف توسعًا مذهلًا تقريبًا بفضل ضمّ قطع فنية أوروبية تمتد من القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين، مما جعل «فريك كوليكشن» يُعتبر من أهم المتاحف العالمية. قبل إعادة الافتتاح في أبريل، ظل المتحف مغلقًا منذ بداية 2020، حيث تداخلت جائحة كورونا مع أعمال ترميم طويلة الأمد، وبقيت أبرز مقتنياته، التي تضم تحفًا تعود لعصور النهضة وحتى القرن التاسع عشر، معروضة بشكل مؤقت في مبنى حديث مجاور من تصميم المهندس مارسيل بروير، كان في السابق مقرًا لمتحف ويتني للفن الأمريكي. كل هذا جعله يحافظ على استمراريته وسمعته المميزة في عالم الفن.

مشروع التجديد الضخم وأثره على متحف «فريك كوليكشن»

لقد كان مشروع التجديد الذي استمر لسنوات طويلة، والذي كلف 220 مليون دولار، أكبر تحول في تاريخ متحف «فريك كوليكشن» منذ تجديد جون راسل بوب للمبنى الأصلي عام 1935. أضاف المشروع مساحة عرض جديدة تبلغ 27,000 قدم مربعة، مع آفاق أوسع لعرض الأعمال الفنية التي كانت مخزنة، مما رفع نسبة المعروض من 25% إلى 47% من المجموعة، وهو إنجاز كبير يُعيد صياغة تجربة الزائر داخل المتحف. وشملت الأعمال حفريات تحت الأرض لإنشاء قاعة فنية جديدة، وإزالة الستار المخملي وحباله الذهبية التي يعود تاريخها لمئة عام، ويوفر الآن المتحف وصولًا أسهل عبر مصاعد عامة جديدة في الطابق الثاني، الذي يضم عشر غرف وخمسة ممرات تزينها تحف تاريخية، كسلسلة من لوحات الفنانين القدامى.

العنصر التفاصيل
مساحة العرض الجديدة 27,000 قدم مربعة
نسبة الأعمال المعروضة ارتفعت من 25% إلى 47%
تكلفة المشروع 220 مليون دولار
  • تسهيل الوصول عبر مصاعد جديدة
  • حفظ التراث من خلال استوديوهات حفظ جديدة
  • إعادة إنتاج الأقمشة والستائر الأصلية لعائلة «فريك»
  • تجديد الإضاءة لتحسين عرض لوحات بارزة

الحفاظ على الأصالة والتركيز على روائع متحف «فريك كوليكشن»

فلسفة “تغيير كل شيء ليبقَى كل شيء على حاله” تجلت في كل تفاصيل تجديد متحف «فريك كوليكشن»، حيث لم يكن الهدف فقط توسيع المساحة، بل المحافظة على روح المتحف وتاريخه. من أبرز الأعمال التي استحقت التجديد هي لوحة “لويز، دوقة برولي” للفنان جان أوغست دومينيك إنغر (1845)، التي تميزت بإضاءة متجددة في «غرفة الجوز» في الطابق الثاني، إلى جانب أعمال كبار أساتذة الفن مثل رامبرانت فان راين وهانز هولباين الأصغر. كما شملت الترميمات بناء استوديوهات حفظ جديدة للمجموعات والمكتبة، واستخدام خبرات شركات أصلية لإعادة إنتاج أقمشة ستائر تعود إلى قرن مضى، بالإضافة إلى تجديد سقف يحمل جدارية من الفن الصيني رسمها الفنان ج. ألدن تواتشتمان. تعكس هذه التفاصيل العميقة اهتمام متحف «فريك كوليكشن» بالحفاظ على التراث، ما يجعله تجربة متكاملة تجمع بين التاريخ والحداثة.

قدرت تكلفة المشروع الإجمالية التي تضم نقل المجموعات مؤقتًا إلى متحف «فريك ماديسون» حوالي 330 مليون دولار، مقارنة بتكاليف تجديد ضخمة أخرى مثل متحف المتروبوليتان (تصل لتوقعات ملياري دولار بحلول 2025)، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس الذي جمع 750 مليون دولار، ومتحف ميلووكي الذي أنفق 240 مليون دولار على تجديده، ما يعكس كفاءة ورؤية واضحة في مشروع متحف «فريك كوليكشن» للحفاظ على تاريخه الفريد وتجديده بذكاء مستدام.