أسعار الذهب تشهد تقلبات حادة اليوم بسبب تغيرات اقتصادية عالمية ومخاوف المستثمرين

بعد أن شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بقيمة 100 دولار في بداية تداولات الأسبوع الماضي، أثار هذا الارتفاع الكبير جدلًا واسعًا حول ما إذا كان بداية موجة صعود مستمرة تتجه نحو تحقيق قمم جديدة تتجاوز المستوى السابق عند 3500 دولار؛ لكن الواقع أظهر أن هذا الارتفاع لم يكن مدعومًا بأي مؤشرات من التحليل الأساسي ولا حتى الفني، وهو ما حذّرنا منه مسبقًا، حيث كانت عودة الأسعار إلى التراجع بقوة وليصل الهبوط إلى نحو 130 دولار، محققًا قاعًا جديدًا أدنى من مستوى الأسبوع الماضي.

الفجوة السعرية في أسعار الذهب بين التحليل الفني والأساسي

تُعد الفجوة السعرية التي ظهرت في تداولات صباح اليوم من الظواهر التي تتكرر في أسواق الذهب؛ ورغم عدم ندرتها، يظل السؤال الأساسي: هل هذه الفجوة السعرية نتجت عن عوامل التحليل الفني أم التحليل الأساسي؟ الجواب الصريح يسلّط الضوء على ترتيب الأولويات في تحديد حركة السوق؛ إذ يسبق التحليل الأساسي التحليل الفني غالبًا في التأثير على مسار الأسعار. اليوم، هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، مما يبرر السيولة الكبيرة والتقلبات السعرية الواسعة التي نشهدها، أبرزها:

  • الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي يعزز الاستقرار السوقي ويخفّض حالة عدم اليقين الاقتصادي التي كانت تلقي بظلالها على المستثمرين
  • المحادثات الأمريكية-الصينية الجارية في ستوكهولم، والتي تشير إلى مناخ إيجابي نسبيًا، ما قد يضغط على أسعار الذهب بشكل سلبي
  • انتهاء عقود الخيارات الشهرية اليوم الاثنين 28/07/2025، وهو عامل يعزز سيولة السوق ويزيد من التقلبات السعرية

يأتي ذلك في ظل غياب بيانات مهمة من التقويم الاقتصادي، لكن العناصر السابقة من التحليل الأساسي تُتوقع أن تُحدث تأثيرًا ملحوظًا على تحركات الذهب خلال التداولات.

التقلبات المتوقعة ومستويات الدعم والمقاومة لأسعار الذهب

يرافق تداول الذهب اليوم تقلبات سعرية ملحوظة، تزامنًا مع مجموعة العوامل الأساسية التي تم ذكرها، وتدفع المستثمرين لمراجعة استراتيجياتهم بناءً على هذه المتغيرات؛ فالمسار المتوقع للذهب خلال تداولات اليوم يتسم بحذر شديد مع احتمالية تكرار السيناريوهات الهبوطية، خاصة مع سيطرة الضغوط السلبية المرتبطة بالمحادثات الدولية وانخفاض حالات عدم اليقين. أما المستويات السعرية الرئيسية التي يجب مراقبتها، فهي كالآتي:

المستوى السعر المتوقع
مستوى الدعم 1820 دولارًا للأونصة
مستوى المقاومة 1900 دولارًا للأونصة

ينبغي للمتداولين متابعة هذه المستويات بدقة للتعامل مع التغيرات المحتملة، مع مراعاة الانعكاسات التي قد تطرأ بسبب السيولة المتزايدة وانتهاء عقود الخيارات.

آفاق أسعار الذهب في ظل تقلبات السوق الراهنة

تظل آفاق أسعار الذهب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتطورات السياسية والاقتصادية التي تفرض تحولات على العرض والطلب، وعليه، فإن مدى ارتفاع أو انخفاض الأسعار يعتمد بشكل كبير على نتائج الأوضاع الحالية، سواء من الاتفاقات التجارية أو المشاورات الدولية، فضلًا عن تقلبات سوق العقود. يأتي هذا في ظل التأكيد المستمر على أهمية التنوع في التحليل بين الأساسي والفني للتحوط الجيد في السوق، حيث تعتمد الأسواق دائمًا على كمّ من المعطيات والأخبار والتي قد تُوجّهها تحركات كبار البنوك وصناع السوق، أحيانًا بعيدًا عن الواقع والمنطق. لذا، يُنصح دائمًا باتباع نهج تحليلي متكامل ومتنوع لاستشراف أفضل المرونة والتكيف مع السوق.

للتعمق أكثر في تفاصيل تحركات الذهب، يمكنكم متابعة الفيديو المرفق الذي يلخص التوقعات والمسارات المحتملة.

سنبقى على تواصل دائم لتقديم متابعة حية لتقلبات الأسعار في مقالات قادمة، كما يمكنكم التفاعل مباشرة عبر حسابي على منصة X [تويتر]@GhaithAbohlal للتواصل المستمر والمزيد من التحديثات السريعة.

لكن يجب تذكير الجميع بأن أسواق التداول تتحرك في اتجاهات متغيرة تعتمد على العديد من العوامل، من أخبار إلى تدخلات كبرى، ولذلك فإن كل التحليلات السابقة ما هي إلا رأي شخصي نشارك به متابعينا مع الحرص على تقليل المخاطر وزيادة الفرص من خلال الاعتماد على تقنيات تحليل متعددة ومتداخلة لضمان أفضل نتائج ممكنة؛ فالاجتهاد والتريث هما مفتاحا التعامل مع هذه التقلبات، والله ولي التوفيق.