أسعار الجنيه أمام الدولار في 2025 توقعات الأداء وتأثير العوامل الاقتصادية

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يتصدر التوقعات بحركة متقلبة في 2025 وسط تحسن مستمر في تدفقات النقد الأجنبي وتراجع التوترات الجيوسياسية ما يدعم الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي ويسفر عن تغيرات ملحوظة في الأسواق المالية خلال الأشهر القادمة.

تحسن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه مدعوم بتدفقات نقدية قوية

يعتقد هاني جنينة، رئيس قطاع البحوث بشركة “الأهلي فاروس”، أن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه سيشهد مزيدًا من التحسن مع توقع انخفاض سعر الدولار إلى ما بين 47 و48 جنيهًا بنهاية العام الحالي، شرط استمرار المؤشرات الاقتصادية الإيجابية وضعف الدولار على المستوى العالمي، مما يعزز قوة العملة المصرية. وأوضح جنينة أن التراجع العالمي للدولار أمام اليورو، أحد أبرز شركاء مصر في التجارة، يشكل عاملًا إيجابيًا يدعم الجنيه ويسهم في اعتماده بشكل أكبر. كما أوضح أن هناك ثلاثة محركات رئيسية للتفاؤل بـتحسن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وهي:

  • زيادة تنافسية الصادرات المصرية بفضل انخفاض قيمة الجنيه أمام اليورو بنسبة 11%، ما يفتح الباب أمام زيادة فرص المنتجات المصرية في الأسواق الأوروبية التي تمثل صادرات وقيمتها 13 مليار يورو سنويًا
  • نشاط ملحوظ في السياحة الأوروبية التي تُمثل نحو 60% من إجمالي السياح القادمين إلى مصر، مما يعزز تدفق العملة الصعبة
  • توقع تحركات استثمارية أمريكية هامة باتجاه الأسواق الناشئة، مستفيدة من فروق العائد وضعف الدولار العالمي

وأشار جنينة إلى أن صعود الجنيه بنسبة 4% أمام الدولار منذ بداية 2025 ساهم في تخفيف أثر التضخم المستورد، رغم ضعف الجنيه أمام اليورو.

توقعات معتدلة لتحركات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بين 45 و50 جنيهًا

يرى محمد بدرة، الخبير المصرفي، أن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يتوقع أن يتحرك في نطاق معتدل بين 45 و50 جنيهًا خلال 2025، معتبراً أن سيناريوهات وصول السعر إلى 55 جنيهًا أو الانخفاض إلى 30 جنيهًا تخلو من الواقعية ولا تعتمد على بيانات فعلية. ولفت بدرة إلى أن التذبذب المعتاد للسعر في سوق الصرف الحر يتراوح بين 5% و10% نتيجة عوامل العرض والطلب والعوامل الموسمية المتغيرة. وشدد الخبير على أن الدعم الأخير للجنيه المصري جاء جراء زيادة تحويلات المصريين بالخارج وارتفاع إيرادات السياحة خلال فصل الصيف، ولكنه أكد أن استدامة تحسن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه رهينة بالسياسات الاقتصادية والمالية التي ستطبق خلال الفترة المقبلة.

تقديرات متفائلة وتحفظات متباينة على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه

أوضح تقرير بنك جولدمان ساكس أن الجنيه المصري لا يزال مقوماً بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة تصل إلى 30%، حيث يقدر أن السعر العادل يجب أن يكون حول 35 جنيهًا للدولار، داعياً المستثمرين للاستفادة من هذه الفجوة بالتركيز على أدوات الدين المصرية ذات العوائد الجذابة. في المقابل، يعكس مؤشر “بيج ماك” الصادر عن مجلة The Economist رؤية أكثر تشدداً، حيث يشير إلى أن الجنيه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية بنحو 58%، ويحدد السعر العادل عند 20.8 جنيه للدولار وذلك بالاعتماد على مقياس القوة الشرائية من خلال مقارنة سعر ساندويتش بيج ماك في مصر (125 جنيهًا) مع سعره في الولايات المتحدة (6.01 دولارات).


على الجانب الأكثر تحفظاً، توقعت كارلا سليم، كبيرة الاقتصاديين في بنك ستاندرد تشارترد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن يصل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى 52 جنيهًا بنهاية عام 2025، مع احتمال ارتفاعه إلى 54 جنيهًا في 2026، مشيرة إلى استمرار الضغوط الهيكلية التي تحيط بالاقتصاد المصري.

الفترة توقعات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه (جنيه)
نهاية 2025 47 – 52
2026 54 (حسب ستاندرد تشارترد)
معدل القيمة العادلة (جولدمان ساكس) حوالي 35
القيمة بحسب مؤشر بيج ماك 20.8

تتباين آراء الخبراء حول تحركات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في المرحلة القادمة، فتُبرز هذه التوقعات ازدواجية الصورة بين التفاؤل الحذر والتحفظ الناتج عن الضغوط الاقتصادية المؤثرة، مما يجعل عام 2025 محطة مهمة في رسم ملامح هذا السعر الحيوي للاقتصاد المصري. ويرتبط استمرار صعود الجنيه بقوة تدفقات السياحة الأجنبية، وزيادة التحويلات، بالإضافة إلى استقرار السياسات الاقتصادية التي قد تحدد مدى قدرة الجنيه على مواجهة التحديات المحلية والدولية خلال الأشهر المقبلة.