تحرك ضمير الرياضة مع غزة.. هل يستجيب فيفا للصمت الثلاثاء 29/07/2025؟

كرة القدم والرياضة في غزة تحت العدوان: صمت فيفا مقابل تضامن نجوم العالم

كرة القدم والرياضة في غزة تحت العدوان تواجه مأساة إنسانية بكل تفاصيلها، حيث فقد 593 رياضيًا حياتهم، بينهم 273 لاعب كرة قدم، إضافةً إلى تدمير المنشآت الرياضية بشكل كامل، ما يسلّط الضوء على كارثة رياضية وإنسانية عميقة تواجهها غزة بلا دعم من الجهات الدولية المختصة مثل فيفا، رغم أن الرياضة من المفترض أن تكون جسراً للسلام والتضامن.

كارثة استشهاد 593 رياضيًا وتدمير البنية التحتية الرياضية في غزة

كشف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن أن العدوان المتواصل لم يوقف فقط عند حصد أرواح 593 رياضيًا بينهم 273 لاعب كرة قدم، بل تعدى ذلك لترويع المنظومة الرياضية بالكامل عبر تدمير عشرات المنشآت والملاعب الرياضية بشكل كامل؛ مخالفًا بذلك القواعد الدولية والميثاق الأولمبي الذي يحمي الرياضة من التدخلات والصراعات المسلحة. هذا الواقع الصادم يفضح حجم الانتهاكات للرياضة في غزة، إذ مع كل تفجير ينهار جزء من الحلم الرياضي لعشرات الآلاف من الأطفال والشباب.

فإذا ما نظرنا إلى الصمت المفاجئ من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؛ نجد أنه لم يصدر أي بيان يستنكر أو يدين ما يحدث، ما يضع الاستفهام الكبير حول دور فيفا الحقيقي وتأثيره في حماية الرياضة والرياضيين في المناطق المتأثرة بالصراعات. لم تلتزم المؤسسات الكبرى بشعارات “الرياضة من أجل السلام”، بل ترجمت صمتها تجاه غزة ضعفًا أو تجاهلاً للمأساة التي تهدد حياة ومصير الرياضيين الفلسطينيين بشكل مباشر.

رسائل التضامن من جوارديولا إلى سون وبيكهام مع أطفال غزة

رغم الصمت الرسمي للمؤسسات الرياضية الكبرى، أطلق عدد من نجوم كرة القدم العالميين رسائل مؤثرة متضامنة مع أطفال غزة والرياضيين الفلسطينيين الذين يعيشون مأساة إنسانية حقيقية؛ حيث عبّر بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، عن استيائه الشديد قائلًا إن المأساة على بُعد ثلاثة أو أربعة ساعات فقط منهم، وهم يشاهدون ويلعبون وكأن لا شيء يحدث. وأضاف أن الإنسانية يجب أن تظهر بصورة أوضح تجاه ما يعانيه الفلسطينيون.

فيما وجه النجم الكوري الجنوبي سون هينغ مين نداءً إنسانيًا قائلاً: “الطعام الآن هو أثمن ما يمكن تقديمه، وأناشد الجميع للمساهمة والتبرع لإنقاذ المتضررين”. كذلك تحدث ديفيد بيكهام، مالك نادي إنتر ميامي، مؤكدًا أن الأطفال في غزة يعيشون كوابيس حقيقية منذ انهيار وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص لم يتناول الطعام منذ أيام، و80% من وفيات المجاعة لأطفال لا ذنب لهم.

هذه الرسائل النابعة من القلب تكشف التناقض الواضح بين تحرك الأفراد من نجوم الساحرة المستديرة وصمت المؤسسات، مما يزعزع ثقة الجماهير في عبارات “الرياضة من أجل الإنسانية” التي ترفعها تلك الجهات.

الصمت الدولي حول كرة القدم في غزة: هل فقدت الرياضة إنسانيتها؟

يتساءل الكثيرون اليوم عن مصير قيم الرياضة الحقيقية التي تعزز السلام والتضامن بين الشعوب في ظل صمت الجهات الرياضية الرسمية تجاه ما يجري في غزة، فمن المفترض أن تكون كرة القدم وسيلة لتعزيز الروابط الإنسانية لا لحصار الحلم الرياضي عبر القتل والتدمير.

في هذا الإطار، من المهم أن نبرز النقاط التالية التي تلخص الأزمة وتأثيرها:

• استشهاد 593 رياضيًا فلسطينيًا، منهم 273 لاعب كرة قدم، كأحد أرقام الكارثة.
• تدمير عشرات المنشآت الرياضية والملاعب بشكل كامل ومنهجي.
• تجاهل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ودوره في حماية الرياضيين.
• وقف المساعدات الرياضية الدولية والصمت المطبق رغم شعارات “الرياضة من أجل السلام”.
• تحركات فردية من نجوم عالميين تسلط الضوء على الواقع نحو غزة.

يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تستمر كرة القدم والرياضة في غزة في مواجهة هذه الأزمة دون صدى دولي حقيقي يوقف الانتهاكات ويعيد للرياضة إنسانيتها وكرامتها؟ ام أن الرياضة فقدت بريقها ومبادئها أمام المآسي الإنسانية؟