استقرار جديد في سعر الذهب قرب أدنى مستوى خلال أسبوعين.. ما الأسباب؟

الاستقرار القريب من أدنى مستوى للذهب في أسبوعين يعكس تأثيرات مباشرة لتراجع الإقبال على الأصول الآمنة، عقب إعلان اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أدى هذا الاتفاق إلى تعزيز شهية المستثمرين نحو المخاطرة، مما دفع أسعار الذهب للثبات دون تغيّر يُذكر.

تطورات أسعار الذهب اليوم وتأثير الاتفاق التجاري

شهدت أسعار الذهب اليوم استقرارًا ملحوظًا عند مستويات قرب أدنى حد لها خلال أسبوعين، فقد بلغ سعر الأونصة في المعاملات الفورية 3339.28 دولارًا، وهو مستوى مستقر مقارنة باليوم السابق، حيث سبق وأن سجل أدنى سعر له منذ 17 يوليو الحالي؛ كما حافظت العقود الأمريكية الآجلة على سعر 3340.00 دولارًا للأونصة. ومن العوامل المحفزة لهذا الاستقرار إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقًا تجاريًا إطاريًا أمس، يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم البضائع الأوروبية، وتُعد هذه النسبة نصف ما كانت تهدده الولايات المتحدة سابقًا، مما ساعد على تبديد مخاوف حدوث مواجهة تجارية كبيرة بين الطرفين. وكان لهذا الاتفاق أثر إيجابي على المزاج الاستثماري، حيث زادت شهية المخاطرة بشكل واضح لدى المستثمرين، ما دفعهم إلى التحول تدريجيًا بعيدًا عن الملاذات الآمنة مثل الذهب.

الرسوم الجمركية وتأثيرها على تحركات الذهب والعملات

يشبه الاتفاق التجاري بين واشنطن وبروكسل الاتفاق المماثل الذي أُبرم مع اليابان، لكنه لم يحل بعض الخلافات العالقة مثل الرسوم على المشروبات الروحية، والتي تمثل نقطة حساسة لم تُغلق بين الطرفين. ساعد هذا الاتفاق في تعزيز ثقة المستثمرين بصورة عامة، الأمر الذي انعكس على تحسن أداء الأسهم الأمريكية الآجلة والعملات الأوروبية، بينما شهد مؤشر الدولار هبوطًا طفيفًا بنسبة 0.1%، ما جعل الذهب المسعّر بالدولار أقل تكلفة للمشترين الأجانب، وأدى إلى تثبيت أسعاره عند معدلات منخفضة. إلى جانب ذلك، تترقب الأسواق لقاءً مهمًا بين مفاوضين أمريكيين وصينيين في ستوكهولم اليوم، حيث تهدف المحادثات إلى تمديد الهدنة الجمركية بين البلدين قبل انتهاء موعدها في 12 أغسطس، ما قد يضيف مزيدًا من التأثيرات على أسعار الذهب وحركة التجارة العالمية.

• فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية
• تأثير تناقص مؤشر الدولار بنسبة 0.1%
• اللقاء المرتقب بين أمريكا والصين لتمديد الهدنة الجمركية

اجتماع الفيدرالي الأمريكي وتأثيراته المتوقعة على أسعار الذهب

تُشير التوقعات بقوة إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُبقي على معدلات الفائدة في نطاق 4.25% حتى 4.50% خلال الاجتماع الذي يُختتم نهاية الأسبوع الحالي، وسط تحفّظات لرئيس الاحتياطي جيروم باول، الذي دعا إلى انتظار مزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ خطوات جديدة في السياسة النقدية. يأتي هذا في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي وصف بها اجتماعه الأخير مع باول بـ”الإيجابي”، ملمحًا إلى إمكانية مراجعة خفض الفائدة في المستقبل القريب. وتتأرجح أسعار الذهب في ظل هذه الأوضاع، حيث يتفاعل المستثمرون مع المؤشرات الاقتصادية وتلميحات السياسة النقدية، مما يجعل سعر المعدن الثمين عرضة لتذبذبات متكررة. وفي الوقت نفسه، شهدت المعادن الأخرى ارتفاعات طفيفة؛ إذ ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 38.17 دولارًا للأونصة، كما سجّل البلاتين زيادة بنسبة 0.9% عند 1413.50 دولارًا، والبلاديوم ارتفاعًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 1225.25 دولارًا.

يبقى استقرار الذهب قرب أدنى مستوياته خلال أسبوعين مؤشرًا على حالة توازن هش بين المخاوف الاقتصادية والفرص الاستثمارية الجديدة، ولعب الاتفاق التجاري الإطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دورًا رئيسًا في تحفيز الأسواق، فيما تترقب الأنظار لمعطيات اجتماع الفيدرالي ونتائج المحادثات الأمريكية الصينية لتحديد الاتجاه المقبل للذهب والأسواق المالية بشكل عام