تراجع جديد في سعر الذهب عالميًا.. ما تأثير اتفاق ترامب الأوروبي على السوق؟

سعر الذهب عالميًا يشهد هبوطًا لافتًا ويصل لأدنى مستوى في 3 أسابيع متأثرًا باتفاق ترامب الأوروبي

سعر الذهب عالميًا تعرض لانخفاض ملحوظ خلال تعاملات الإثنين، مسجلاً أدنى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع، وذلك بتراجع واضح في ظل صعود الدولار الأمريكي وتصاعد رغبة المستثمرين في المخاطرة مع توجههم نحو أصول أكثر مخاطرة، خصوصًا بعد إعلان الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت وكالة «رويترز»

تراجع سعر الذهب عالميًا وسط صعود الدولار وارتفاع شهية المخاطر

سجل سعر الذهب عالميًا في المعاملات الفورية هبوطًا بنسبة 0.8%، ليصل إلى 3310.45 دولار للأوقية، بعد أن انخفض سابقًا إلى 3301.29 دولار، وهو أدنى سعر منذ التاسع من يوليو الجاري؛ أما العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية فقد فقدت 0.7% واستقرت عند 3311.20 دولار للأوقية عند التسوية، ما يعكس استمرار تراجع المعدن النفيس رغم الارتفاعات الأخيرة التي سجلها مؤخرًا وهو ما دفع أسعار الذهب إلى مستوى مرتفع نسبياً أكثر من أسبوع، مما خلق ضغطًا على المستثمرين الأجانب لشراء المعدن بسبب قوة الدولار المتنامية.

يرى المحلل في شركة «ماريكس» إدوارد ماير، أن اتفاقيات التجارة المتزايدة تدعم الدولار الأمريكي بشكل كبير، وهو ما يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن بل يعتبر عاملًا يدفع نحو البيع في ظل تحسن المزاج الاستثماري وارتفاع شهية المخاطرة، ما يؤثر سلبًا على سعر الذهب عالميًا ويضغط باتجاه التراجع.

اتفاق ترامب الأوروبي وأثره على سعر الذهب عالميًا

بعد الإعلان عن الاتفاق الذي تم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمفوضية الأوروبية والذي أدى إلى خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الأوروبية إلى 15% فقط، أي نصف النسبة التي كانت مهددة سابقًا، هدأ التوتر التجاري إلى حد كبير، مما ساهم في تقليل المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية شاملة. هذا الاتفاق جاء متزامنًا مع اتفاق مماثل أُبرم مؤخرًا مع اليابان، بينما تستعد الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات التجارية مع الصين في ستوكهولم ضمن إطار هدنة جمركية تمتد لـ90 يومًا إضافيًا.

على رغم ذلك، أكد مسؤول تجاري أمريكي أنه لا يتوقع إحراز تقدم ملموس في المفاوضات مع الصين، موضحًا أن التركيز حالياً ينصب على مراقبة تفعيل الالتزامات السابقة فقط؛ لذلك يرى ماير أن الذهب لم ينخفض بشكل حاد بعد لأن تطبيق هذه الاتفاقات قد يكون محدودًا أو قد لا يتم فعليًا، مما يبقي السوق في حالة ترقب وعدم يقين.

تأثير السياسة النقدية وأسعار المعادن النفيسة الأخرى على سعر الذهب عالميًا

وسط هذه التغيرات، يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقع الإثنين بشأن سعر الفائدة الأساسي، والذي من المتوقع أن يبقى ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50% بعد اجتماع يومي الثلاثاء والأربعاء، مع توقعات مستمرة بأسواق المال حول إمكانية تخفيض الفائدة خلال سبتمبر المقبل، وهو ما يدعم أسعار الذهب عالميًا كون المعدن يستفيد عادةً من بيئة سعر الفائدة المنخفضة التي تقلل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به.

على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، شهدت أسعار الفضة الفورية انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.3% لتسجل 38.04 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة أكثر وضوحًا بلغت 1.1% إلى 1386.03 دولارًا، وتقابل ذلك بارتفاع سعر البلاديوم بنسبة 1.5% ليصل إلى 1238.18 دولارًا.

• اتفاق ترامب الأوروبي خفض الرسوم الجمركية إلى 15% بدلاً من 30%
• هدنة جمركية متوقعة مع الصين تمتد 90 يومًا إضافيًا
• توقعات بالاحتفاظ بسعر الفائدة الحالي من قبل الاحتياطي الفيدرالي

يبقى سعر الذهب عالميًا عالقًا بين عوامل دعم من قبيل احتمالية خفض الفائدة التي تزيد الإقبال عليه، وعوامل ضغط تتمثل في الاتفاقات التجارية التي تعزز الدولار وتقلل الطلب كملاذ آمن، خصوصًا مع تفاوت فرص تنفيذ هذه الاتفاقيات على أرض الواقع؛ مما يجعل اتجاه السعر عرضة للتذبذب في المدى القريب وسط متابعة مستمرة لتحركات الأسواق والسياسة النقدية الأمريكية.