تجار “فوري” يطلقون تحذيراً من ضعف العائد وتأثيره على أرباحهم.. ما الحل؟

تجار فوري يشكون ضعف العائد ونسبة الأرباح غير العادلة في الدفع الإلكتروني

تشكو أعداد متزايدة من تجار فوري من ضعف العائد المالي المترتب على استخدام ماكينات الدفع الإلكتروني، حيث يعاني كثير منهم من عدم تغطية الأرباح للمصروفات الأساسية، ما يضعهم في موقف يدفع البعض إلى القول إنهم “يدفعون من جيوبهم” مقابل تقديم هذه الخدمة.

تجار فوري يعانون من نسبة الربح غير العادلة والتكاليف المتزايدة

قال عبدالله سيد، صاحب محل يقدم خدمات الدفع الإلكتروني عبر فوري، لموقع تليجراف مصر إن العائد اليومي من ماكينات فوري لا يعكس حجم الجهد والتكاليف التي يتحملها التاجر، مضيفًا: “أعتبر نفسي بصرف من جيبي لأن حتى الورق الذي تستخدمه الماكينة أقوم بشرائه بنفسي”، في إشارة إلى التكاليف الإضافية غير مرئية للعامة. أوضح عبدالله أن آلية حساب الأرباح غير واضحة، فهو يتقاضى يوميًا مبلغًا يتراوح بين 12 و20 جنيهًا دون أي شفافية من الشركة حول هذه الأرقام، مع تسجيله لتحصيل المندوب للمبالغ بشكل شبه يومي دون أي نظام معلن لمشاركة الأرباح أو دعم مادي مخصص لمقدمي الخدمة.

خدمات شركة فوري وموقعها في السوق رغم شكاوى التجار

من جهته، أكد مندوب من داخل شركة فوري، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الشركة لا توفر حوافز خاصة أو عروضًا ترويجية للتجار، لكنها تبقى الرائدة في السوق بفضل تنوع خدماتها الواسع الذي يلبي معظم احتياجات العملاء، مما يجعلها شبه وحيدة في المنافسة. أضاف أيضًا أن سياسة التحصيل اليومي جزء أساسي من نظام العمل المتبع داخل الشركة. تشير بيانات الشركة الرسمية إلى أن فوري تشهد حوالي 5.5 مليون معاملة يومية، تتوزع على 52.9 مليون مستخدم، فيما تم تحميل تطبيق Myfawry حوالي 15.8 مليون مرة، مع وجود شبكة متكاملة تضم أكثر من 90% من البنوك المصرية. تمتلك فوري أكثر من 382 ألف نقطة بيع و290 فرعًا لـ”فوري بلس”، كما تقدم أكثر من 3500 خدمة متنوعة عبر قطاعات مختلفة.

تفضيل التجار لشركات منافسة وتحديات استخدام ماكينات فوري

يرى محمد الفولي، تاجر آخر، أن استخدام ماكينات فوري ليس الخيار المفضل له بسبب هامش الربح المحدود، ويفضل الماكينات التابعة لشركات منافسة توفر مكاسب أعلى، وهو توجه يشاركه به عدد كبير من التجار الذين يبتعدون عن توفير ماكينات فوري في محالهم. مع ذلك، أوضح الفولي أن هناك حاجة ملحة لاعتماد فوري نظرًا لتنوع خدماتها التي لا تتوفر بشكل متكامل لدى المنافسين، إذ يدخل العميل إلى المحل أساسًا لتلك الخدمات ومن ثم يشتري سلعًا أخرى، وهو ما يغري التجار بالاعتماد عليها. وأشار إلى أن بعضهم يلجأ إلى إضافة مبلغ بسيط على سعر الخدمة لتعويض فرق الربح المفقود، وذلك ضمن محاولة للحفاظ على استمرارية العمل عبر هذه الماكينات.

• فوري تقدم خدمات واسعة النطاق تغطي معظم الاحتياجات
• التجار يعانون ضعف عائد مقارنة بالتكاليف المتنوعة
• الشركة تعتمد سياسة تحصيل يومي بدون حوافز إضافية للتجار
• التجار يفضلون بدائل بسبب بيئة ربحية أكثر تشجيعًا

تعكس هذه الشكاوى تحديات حقيقية تواجه تجار فوري، تتعلق بشفافية آليات توزيع الأرباح وتوفير الدعم المادي المناسب، وسط واقع تنافس قوي في سوق الدفع الإلكتروني يفرض على مقدمي الخدمة إعادة النظر في ضمان حقوق شركائهم التجاريين عبر الشبكة، لضمان استدامة التعاون وتحقيق منافع متوازنة لجميع الأطراف.