حماس تؤكد أن تدهور صحّة المُحرّرين الفلسطينيين يكشف معاناتهم بالسجون الإسرائيلية وتطالب الدول العربية بـ”التراجع عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال” وتحذر من أن “عدم التزام” إسرائيل ببنود الاتفاق يهدد الهدنة في غزة

حماس تؤكد أن تدهور صحّة المُحرّرين الفلسطينيين يكشف معاناتهم بالسجون الإسرائيلية وتطالب الدول العربية بـ”التراجع عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال” وتحذر من أن “عدم التزام” إسرائيل ببنود الاتفاق يهدد الهدنة في غزة

غزة/الأناضول
أكدت حركة حماس، السبت، أن تدهور الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون إسرائيل يدل على الظروف المأساوية التي يعانون منها داخل المعتقلات.
وقالت الحركة في بيان: “ما ظهر من تردٍ للحالة الصحية لأسرانا المحررين في صفقة التبادل التي جرت ظهر هذا اليوم ضمن الدفعة الخامسة وما سبقها، يكشف مجددا عن الحالة المأساوية التي يعيشها أسرانا داخل سجون الاحتلال”.
وأوضحت أن “تحويل 7 أسرى إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم، من بينهم القيادي جمال الطويل، يدلل على منهجية إدارة سجون الاحتلال في اعتداءاتها وتنكيلها بأسرانا دون مراعاة للسن أو للظروف الصحية”.
وتابعت حماس أن “هذا التدهور الصحي يأتي ضمن سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة التي تمارس القتل البطيء بحق الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها”.
وأكدت أن “العالم اليوم يشهد الفرق الكبير بين التعامل الإنساني والأخلاقي للمقاومة مع أسرى الاحتلال، مقابل التعامل القمعي والوحشي للاحتلال مع أسرانا”.
وحذرت الحركة من “استمرار عمليات التعذيب والقمع والتنكيل والإهمال الطبي التي تمارس بحق أسرانا؛ ونجدد عهدنا بأن لا ندخر جهداً حتى نيل حريتهم وتبييض كافة السجون رغم أنف الاحتلال”.
والسبت، أفرجت السلطات الإسرائيلية، عن 42 أسيرا فلسطينيا من الضفة الغربية، عبر حافلة تتبع الصليب الأحمر الدولي، ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبدا الأسرى بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزا عن المشي، وتم حمل البعض على الأيدي.
بدوره، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، أن “طواقمه نقلت 7 أسرى محررين إلى المستشفى الاستشاري برام الله (أهلي) بعد استلامهم من داخل باصات الصليب الأحمر الدولي وذلك بسبب وضعهم الصحي الصعب”.
وتعد هذه الدفعة الخامسة من الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل، والتي شملت الإفراج عن 183 أسيرًا، 42 منهم من الضفة، وثلاثة مقدسيين، و138 من غزة، من بينهم 111 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
وتشمل صفقة “طوفان الأحرار” في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى 6 أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.
وطالب مسؤول كبير في حركة حماس السبت الدول العربية ب “التراجع” عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وقال باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحركة حماس لوكالة فرانس برس “ندعو كل الدول العربية المطبعة حاليا والتي تفكر في التطبيع الى أن تتراجع عن ذلك”.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس السبت إن “عدم التزام” إسرائيل بتطبيق كافة بنود اتفاق الهدنة يعرض وقف إطلاق النار في غزة لخطر الانهيار، في حين لم تبدأ بعد المحادثات في شأن مرحلته الثانية.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، حذّر عضو المكتب السياسي لحماس ووزير الصحة السابق في غزة باسم نعيم من أن الاتفاق في خطر، لكنه قال إن الحركة الفلسطينية لا تريد العودة إلى الحرب.
وتمت السبت عملية تبادل الدفعة الخامسة من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، وذلك في منتصف المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي تمتد ستة أسابيع.
وأدى وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي، إلى وقف أكثر من 15 شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
أضعفت الحملة الانتقامية التي شنتها إسرائيل في غزة حركة حماس الحاكمة لكنها لم تنهها، ولا تزال هناك أسئلة معلقة حول كيفية إدارة القطاع المدمر في مرحلة ما بعد الحرب.
سؤال: تقولون إن حماس ملتزمة بالمفاوضات لتمديد وقف إطلاق النار، ولكن هل لا يزال احتمال العودة إلى الحرب قائما؟
باسم نعيم: ما نراه من مماطلة وعدم التزام في تنفيذ المرحلة الأولى ومحاولة خلق بيئة سياسية ودولية، دبلوماسية وإعلامية، للضغط على المفاوضين الفلسطينيين عند دخوله للمرحلة الثانية، بالتأكيد يعرض هذا الاتفاق للخطر وبالتالي قد يتوقف وينهار.
إن العودة إلى الحرب قطعا ليست أمنيتنا أو قرارنا. ولكن إذا قرر طرف العودة إلى الحرب، فمن المؤكد أن شعبنا الفلسطيني الذي صمد لمدة 15 شهرا ويحمل في قلبه روح المقاومة سيكون مستعدا للرد بالشكل المناسب.
سؤال: كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار هذا الأسبوع في الدوحة، متى ستتم؟
باسم نعيم: كنا نتوقع أن تبدأ حوارات المرحلة الثانية… يوم الاثنين الماضي. وما زلنا جاهزين للانطلاق. ولكن الاحتلال يماطل… حتى الآن ليس لدي موعد محدد لبدء عملية التفاوض… ربما قد تبدأ في الأيام القادمة.
سؤال: يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن تطبيع العلاقات مع السعودية، ما هو رأيكم؟
باسم نعيم: ندعو كل الدول العربية المطبعة حاليا والتي تفكر في التطبيع الى أن تتراجع عن ذلك، لأن هذا الكيان الذي اغتصب الأرض الفلسطينية قبل 76 عاما يشكل تهديدا على المنطقة برمتها وليس على الفلسطينيين فقط، وهو الذي يسبب معظم مشاكل هذه المنطقة، ندعو جميعها إلى وقف هذا التطبيع أو الإقدام على خطوات جديدة نحو التطبيع.
سؤال: ما هو ردكم على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسيطرة على غزة ونقل سكانها إلى دول أخرى؟
باسم نعيم: أن تجبر شعبا كاملا، مليوني إنسان، على مغادرة وطنهم بأي حجة من الحجج هي جريمة ضد الإنسانية، جريمة تطهير عرقي، وبالتالي فإن هذا المقترح مرفوض، وقد اتخذت كل الدول العربية بلا استثناء والدول الإسلامية والعديد من دول العالم موقفا واضحا يرفض هذا العرض… لأن الشعب الفلسطيني سيرفض المغادرة، ولا توجد دولة مستعدة أو جاهزة لاستقبالهم.
 
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close