ما السبب الحقيقي وراء السير أثناء النوم؟ استشاري يوضح والحالات القانونية المرتبطة بها

السير أثناء النوم يعد من اضطرابات النوم العميق التي قد تؤدي إلى تصرفات لا إرادية خطيرة دون وعي المصاب، وهو ما كشف عنه استشاري أمراض النوم الدكتور صالح الدماس. هذه الظاهرة تعرف باسم “الخطر النومي”، حيث يعاني المصاب من حركات ونشاطات مختلفة كالطهي أو المشي أثناء نومه، مع فقدان كامل للذاكرة عن ما حدث.

تعرف على الأسباب الرئيسية للسير أثناء النوم واضطرابات النوم العميق

يشرح الدكتور صالح الدماس أن السير أثناء النوم يسقط ضمن اضطرابات النوم العميق، والتي تسبب نشاطًا حركيًا لا إراديًا خلال نوم الشخص؛ فتظهر هذه الاضطرابات على هيئة مشي أثناء النوم، أو القيام بأفعال معقدة مثل الأكل أو الطهي دون وعي أو تذكر ما حدث لاحقًا، ويُطلق عليها أحيانًا “الخطر النومي”.
تتمثل هذه الظاهرة في قيام المصاب بأفعال تمثيلية وحركية أثناء نومه، بحيث قد يتنقل في المنزل أو يتصرف بشكل طبيعي في واقعه النائم، مع غياب الإدراك التام عن تلك التصرفات عند الاستيقاظ، مما يعرضه وأهله لمخاطر محتملة.
مثال على ذلك حالة امرأة كانت تطهو الطعام أثناء نومها، وتتناوله ثم تعود إلى الفراش، دون أي وعي أو إدراك بما فعلت، مما يدل على عمق اضطراب النوم الناتج عن هذه الحالة.

كيف تؤثر اضطرابات النوم العميق على السلوكيات وقد تؤدي إلى اعتداءات بلا مسؤولية قانونية؟

قد يتسبب السير أثناء النوم في ظهور سلوكيات خطيرة لا يستطيع الشخص السيطرة عليها، مما قد يؤدي إلى حوادث أو اعتداءات. وفقًا للدماس، فإن الأشخاص قد يرتكبون أفعالًا مؤذية أثناء نومهم، دون وعي أو إدراك، وبالتالي لا تتحقق مسؤوليتهم القانونية في تلك الحالات.
ويرجع ذلك إلى أن المشي أو التصرف أثناء النوم يكون نابعًا من حالة عدم وعي تام يعاني منها الشخص، وتعجز ذاكرته عن تسجيل ما يحدث خلال هذه المرحلة، مما يطرح تحديًا قانونيًا في إثبات صحة تصرفاتهم أثناء النوم.
ينبغي ملاحظة أن الحالات التي ترتبط بسلوكيات اعتدائية خلال النوم تُعتبر اضطرابات طبية وليست أفعالًا إرادية، ولهذا السبب يتطلب الأمر دراسات مختبرية دقيقة لفهم طبيعة هذه الظاهرة.

دور دراسات مختبر النوم في تشخيص اضطرابات السير أثناء النوم

لتأكيد الإصابة باضطرابات السير أثناء النوم، يتم إخضاع المريض لدراسة في مختبر النوم من خلال جهاز التخطيط الكهربائي للدماغ، حيث يتم مراقبة النشاط الدماغي وسلوك المريض أثناء النوم العميق، وخصوصًا أثناء فترة حدوث المشي الليلي.
إذا لوحظ تحرك المريض خلال مرحلة النوم العميق من خلال التخطيط الدماغي، فإن ذلك يعد دليلًا قاطعًا على وجود هذه الاضطرابات التي تسبب سلوكيات غير واعية.
يقوم المختصون بمراقبة عدة عوامل خلال الدراسة، منها:

  • تغير أنماط موجات الدماغ أثناء النوم العميق
  • حركات الجسم وتكرار النشاط اللاواعي

تُعتبر هذه الدراسات ضرورية لتقديم تشخيص دقيق وفتح المجال لوضع خطط علاج أو تدخلات وقائية مناسبة، لتقليل المخاطر المرتبطة بالسير أثناء النوم وحالات الاعتداء التي قد تحدث دون إدراك.

يبقى السير أثناء النوم من الظواهر الطبية التي تستدعي وعيًا كبيرًا لما تنطوي عليه من مخاطر على مستوى السلوك، لذلك من المهم أن يتم التعامل معها بجدية من خلال استشارة المتخصصين وإجراء الفحوصات اللازمة لضمان سلامة المصاب ومن حوله، مع الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد القانونية التي قد تترتب على هذه الحالات.