وزارة الزراعة تبحث استدامة زراعة الأرز في ظل تحديات الشحة المائية.. ما الخطوات القادمة؟

إستدامة زراعة الأرز في ظل شحة المياه تمثل تحديًا كبيرًا يفرض ضرورة تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التقلبات المناخية، حيث أطلقت وزارة الزراعة، عبر دائرة التخطيط والمتابعة وقسم الإنتاج النباتي، ورشة عمل تهدف إلى دراسة التكيف وتقليل استهلاك مياه الري مع الحفاظ على إنتاج محصول الأرز بطرق مبتكرة.

أهمية البحوث الزراعية في دعم إستدامة زراعة الأرز تحت شحة المياه

تناولت ورشة العمل دور البحوث الزراعية والبرامج الإنمائية الوطنية في تحسين استدامة زراعة الأرز خلال فترات نقص المياه، وذلك من خلال اعتماد دراسات علمية تهدف إلى تقليل كمية مياه الري المستخدمة، مع ضمان إنتاج حبوب ذو جودة عالية، عبر تقنيات حديثة ومستحدثة. شملت الورشة استعراض أساليب مثل استنباط أصناف الأرز ذات فترة نمو قصيرة، ونظام التكثيف للرز المعروف بـ SRI، الذي يساهم في ترشيد استهلاك المياه وزيادة الإنتاجية، كما بحث المشاركون الآثار السلبية المترتبة على منع زراعة الأرز وتأثير ذلك على الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي.

مقترحات عملية لتحسين إستدامة زراعة الأرز وتقليل استهلاك مياه الري

خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات الهامة التي تركز على تعزيز إستدامة زراعة الأرز عبر مراجعة وتطبيق نتائج البحوث العلمية التي تهدف إلى تقليل مياه الري في الحقول الفعلية، بالإضافة إلى تقدير المساحات المزروعة بدقة لتحديد احتياجات المياه اللازمة بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية. تضمن ذلك أيضًا تنسيقًا مبكرًا مع المزارعين لتحديد أيام وزمن تقنية الزراعة الموحدة، مما يسهل إدارة نظام الري ويحقق ترشيده بشكل فاعل. كما أوصت الورشة بضرورة تبني وزارة الزراعة لسياسة مستمرة في نشر التقنيات الحديثة وتكثيف الإرشاد الزراعي بدعم الباحثين المختصين لتحقيق الأهداف المرجوة.

تكامل الجهود بين الجهات المعنية لضمان إستدامة زراعة الأرز في ظل تحديات المياه

أكدت الورشة على أهمية التنسيق الفاعل بين كافة الجهات المعنية، حيث يشكل التعاون بين وزارة الزراعة، وزارة الموارد المائية، والمزارعين حجر الزاوية في تنفيذ الخطط الاستراتيجية لاستدامة زراعة الأرز في ظل نقص الموارد المائية. يشمل ذلك تنظيم عمليات زراعة الأرز بطريقة موحدة وإدارة الري بشكل محكم مع مراعاة التغيرات المناخية، مما يعزز كفاءة استخدام المياه ويقلل من الهدر. تم اقتراح تطبيق خطوات محددة تشمل:

• تقدير المساحات المزروعة بدقة لتحديد كميات المياه الملائمة
• اعتماد أصناف الأرز ذات النمو القصير والتقنيات الحديثة مثل SRI
• تنسيق مواعيد الزراعة بين المزارعين لتسهيل إدارة الري
• تكثيف برامج الإرشاد الزراعي ودعم البحث العلمي

أسهمت هذه المبادرات في وضع إطار واضح وعملي من شأنه تحقيق التوازن بين الحفاظ على إنتاج الأرز الضروري واستدامة منابع المياه، وهو ما يعزز الأمن الغذائي ويدعم الاقتصاد الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية المتسارعة.