لغز في حركة القطب المغناطيسي للأرض.. لماذا يقترب من سيبيريا؟

القطب المغناطيسي الشمالي للأرض يشهد تحركًا سريعًا وغير مسبوق نحو سيبيريا، متجاوزًا موقعه التقليدي في القطب الكندي، في ظاهرة أثارت قلق العلماء وأثارت تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الانجراف. كانت حركة القطب المغناطيسي في السابق بطيئة ولا تتجاوز 10 كيلومترات سنويًا، لكنها تسارعت بشكل كبير بعد التسعينيات لتصل إلى أكثر من 55 كيلومترًا سنويًا، مما جعل القطب يقترب من الأراضي الروسية بشكل ملحوظ.

أسباب وأبعاد تحرك القطب المغناطيسي الشمالي نحو سيبيريا

يرتبط تسارع حركة القطب المغناطيسي الشمالي بتغيرات عميقة تحدث في نواة الأرض، حيث تتحرك كميات ضخمة من الحديد المنصهر ضمن ما يعرف بـ”الدينامو الجيولوجي”، وهو المصدر الأساسي للمجال المغناطيسي لكوكبنا؛ هذه التحولات تخلق حالة من “الشد والجذب” بين الكتلتين المغناطيسيتين لكندا وسيبريا، إذ تضعف القوة المغناطيسية في الجانب الكندي بينما تزداد على الجانب الروسي، ما يسرع اندفاع القطب نحو سيبيريا على غير المعتاد.

تأثيرات تحرك القطب المغناطيسي الشمالي على الحياة والأنظمة التقنية

يترك هذا الانجراف السريع أثرًا واضحًا على أنظمة الملاحة حول العالم، إذ تعتمد الطائرات والسفن على خرائط المجال المغناطيسي لتحديد مواقعها بدقة، فاختلاف موقع القطب المغناطيسي يؤثر على دقة نظم الملاحة الجوية والبحرية؛ كما تؤثر هذه التغيرات على الحيوانات المهاجرة التي تستخدم المجال المغناطيسي لتوجيه رحلاتها، مثل الحيتان والسلاحف البحرية والفراشات والطيور. وبسبب هذه التغيرات، اضطرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA) إلى تحديث النموذج المغناطيسي العالمي بشكل عاجل لضمان استمرار دقة الأنظمة.

المراقبة العلمية والمستقبل غير المتوقع لتحرك القطب المغناطيسي الشمالي

أكد ويليام براون، خبير نماذج المجال المغناطيسي في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، أن تسارع حركة القطب المغناطيسي الشمالي لم يشهده العلماء منذ اكتشاف المجال المغناطيسي عام 1831، مضيفًا أن هذه الظاهرة تخرج عن المألوف وتبقى محل متابعة دقيقة؛ فالتغييرات قد تستمر في تصعيد سرعتها وتعقيد تأثيراتها.

العنصر التفاصيل
سرعة التحرك قبل التسعينات أقل من 10 كيلومترات سنوياً
سرعة التحرك بعد التسعينات أكثر من 55 كيلومتراً سنوياً
  • تغيرات عميقة في نواة الأرض تؤثر على المجال المغناطيسي
  • شد وجذب مغناطيسي بين كندا وسيبيريا يغير اتجاه القطب
  • تحديثات مستمرة للنموذج المغناطيسي العالمي للحفاظ على دقة الملاحة