يو جيه يُبرز قدرات الصين الاقتصادية العظمى ويتساءل عن أسباب ترددها وأنانيتها، تعرف على التفاصيل

تُعتبر الصين قوة اقتصادية عظمى تواجه تحديات كبيرة ناجمة عن أنانيتها وترددها في اتخاذ خطوات حاسمة على الساحة الدولية، وهو ما ينعكس على رغبتها في عدم ملء الفراغ الذي قد تتركه الولايات المتحدة. تطمح القيادة الصينية إلى إعادة توجيه اقتصادها الداخلي بدلاً من الدخول في صراعات خارجية، مما يعكس توازنًا دقيقًا بين القوة والتروي.

التردد الصيني في ملء الفراغ العالمي بين القوى الاقتصادية العظمى

تنتشر فكرة أن الصين ستتقدم بسرعة لملء الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة نتيجة سياستها القومية والانعزالية، لكنها في الواقع تتجنب هذا الدور بشكل واضح. من وجهة نظر «يو جيه»، التي تختص في شؤون الصين، فإن القيادة الصينية ترى أن محاولة أن تحل محل أمريكا في قيادة العالم قد تكلفها ثمنًا باهظًا، خاصة في ظل استراتيجيات إعادة التوجيه الاقتصادي الجاري تنفيذها داخليًا. هذا التردد ينبع من إدراك أن العالم قد سئم من التدخلات الأمريكية المتكررة، لكنه ليس مستعدًا بعد لقبول قوة كبرى جديدة تتحكم في المشهد الدولي، لذا تميل الصين إلى تجنب الانخراط في أزمات كبرى خارج نطاق جوارها.

المصالح الوطنية الجوهرية للصين وأثرها على استراتيجياتها الاقتصادية والسياسية

يناقش المراقبون والشخصيات الصينية ذات التأثير الكبير المصالح الوطنية الحقيقية، التي تتجاوز مجرد رغبة في استبدال الولايات المتحدة كقائد عالمي. تشمل هذه المصالح الحفاظ على شرعية النظام وتأمينه، رفع مستويات المعيشة بشكل مستمر، بالإضافة إلى السعي لإعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي الصيني. يبدو أن الحفاظ على سلام بارد مع الولايات المتحدة يُعد أفضل استراتيجية لتحقيق هذه الأهداف، بعيدًا عن الصراعات المفتوحة التي قد تكلف الصين الكثير. لقد تعلمت الصين من التجربة الأمريكية أن كونها قوة عظمى يضعها تحت ضغط خوض حروب إقليمية يفضل تفاديها، وهي أيضًا تدفع ثمن الاستقرار الاقتصادي العالمي الذي ساهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ترسيخه.

إعادة التوازن الاقتصادي وتعزيز الابتكار في ظل التحديات التجارية الأمريكية

تعيش الصين مرحلة مهمة لإعادة توازن اقتصادها من خلال تعزيز الطلب المحلي وتقليل الاعتماد على التصدير والتطوير العقاري الذي كان يمثل الركيزة الأساسية لنموها الاقتصادي سابقًا. تشكل التوترات التجارية، لاسيما الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، جرس إنذار دفع الصين إلى تسريع هذه العملية. على الرغم من التباطؤ في تطبيق السياسات اللازمة، بدأت الصين تعيد توجيه مواردها نحو الابتكار المحلي وتقليل الاعتماد على التقنيات الأمريكية الحيوية، مثل أشباه الموصلات ومحركات الطائرات. يدرك القادة الصينيون أهمية بناء سلاسل توريد مرنة لتلبية احتياجاتهم الاستراتيجية؛ إذ أشار الرئيك الصيني إلى ضعف القدرات الابتكارية الأصلية للصين مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، مما يحفز الاستثمار في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي كضرورة ملحة على المدى البعيد.

المجال التحديات الإجراءات المتخذة
الاقتصاد الداخلي الاعتماد الكبير على التصدير والتطوير العقاري تحفيز الطلب المحلي وإعادة التوازن الاقتصادي
الابتكار التكنولوجي الاعتماد على التقنيات الأجنبية خاصة أشباه الموصلات تعزيز البحث والتطوير المحلي وبناء سلاسل توريد مرنة
السياسة الخارجية تجنب الصراعات والالتزامات العسكرية المفتوحة تبني سياسة السلام البارد والحفاظ على استقرار العلاقات الدولية

تسعى الصين إلى تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة عبر مزيج من الحذر والتخطيط الاستراتيجي الذي يوازن بين القوى الداخلية والضغوط الخارجية، مع الحفاظ على مصالحها الوطنية الجوهرية وضمان استقرار النظام السياسي. تواجه البلاد اختبارًا دقيقًا في مواصلة التطور في ظل بيئة عالمية متغيرة بسرعة، وتعطي الأولوية للعمل الداخلي بدلاً من الانخراط في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة أو قوى كبرى أخرى.