احتفاظ الفيدرالي الأمريكي بأسعار الفائدة اليوم للمرة الخامسة.. ماذا يعني هذا للمستثمرين؟

قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5% للمرة الخامسة على التوالي، مما يعكس استقرار السياسة النقدية في ظل توقعات السوق لتحقيق ذلك. جاء هذا القرار وسط حالة عدم يقين مرتفعة بشأن التوقعات الاقتصادية، رغم استمرار انخفاض معدل البطالة وقوة سوق العمل.

تطورات معدلات الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي

أوضح الاحتياطي الفيدرالي أن النشاط الاقتصادي شهد تباطؤًا خلال النصف الأول من عام 2025، مع بقاء التضخم عند مستوى مرتفع نسبيًا؛ ما يستدعي الحذر في تعديل معدلات الفائدة. ويرى البنك المركزي أن ظروف سوق العمل لا تزال قوية، وهو ما يدفعه للإبقاء على معدلات الفائدة ثابتة لحين وضوح مؤشرات اقتصادية أكثر. وقد تم التصويت على هذه السياسة بأغلبية 9 أصوات مقابل صوتين فقط، حيث كان المحافظان ميشيل بومان وكريستوفر والر يعارضان تثبيت المعدل، مؤكدين أن التضخم أصبح تحت السيطرة وأن قوة سوق العمل ربما تبدأ في التراجع.

ردود الفعل والسياسات النقدية من وجهة نظر الفيدرالي الأمريكي

يأتي قرار تثبيت الفائدة بعد أن ظلت الأسعار مستقرة عند هذا المستوى منذ ديسمبر الماضي، مع توقعات الأسواق التي دعمت هذا التوجه للمرة الرابعة على التوالي. ويعكس هذا الاستقرار رغبة الفيدرالي في تجنب حدوث تقلبات حادة تؤثر على النمو الاقتصادي والاستثمارات. ويرى الفيدرالي أن المؤشرات الأخيرة تحث على الحذر، خاصة مع استمرار التضخم وضرورة مراقبة تطورات سوق العمل عن كثب لمعرفة مدى تأثيرها على الاقتصاد الكلي.

انتقادات الرئيس الأمريكي ترامب لقرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة

على الجانب الآخر، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة، معتبراً أن هذا القرار يضر بالمواطنين ويعيق طموحاتهم في امتلاك المنازل وسداد ثمنها. وصرح ترامب أن الفيدرالي يجب أن يخفض أسعار الفائدة فورًا خاصة بعد البيانات التي أظهرت نموًا اقتصاديًا أقوى من المتوقع في الربع الثاني من العام. وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال” أن الناتج المحلي الإجمالي سجل 3%، وهو أداء أفضل بكثير من التوقعات، مشيرًا إلى أن تخفيض أسعار الفائدة أصبح ضروريًا لتحفيز المواطنين على الشراء والاستثمار.

يبقى تثبيت معدلات الفائدة خطوة رئيسية في استراتيجية الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على التوازن بين مكافحة التضخم ودعم النمو الاقتصادي، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على البنك المركزي لاتخاذ قرارات مرنة تلبي تطلعات المستثمرين والأسر الأمريكية.