قبيل لقائه الرئيس الامريكي.. عاهل الأردن يؤكد على “مواقف الأردن الثابتة” تجاه القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولة فلسطين.. إعلام أردني يؤكد: الملك سيرفض التهجير حتى لو قطع ترامب المساعدات

قبيل لقائه الرئيس الامريكي.. عاهل الأردن يؤكد على “مواقف الأردن الثابتة” تجاه القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولة فلسطين.. إعلام أردني يؤكد: الملك سيرفض التهجير حتى لو قطع ترامب المساعدات

عمان/ ليث الجنيدي:
أكد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، وذلك قبيل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء.
وقال الديوان الملكي، في بيان الثلاثاء، إن الملك عبد الله التقى في واشنطن مساء الاثنين مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز.
وتناول الجانبان “أبرز مستجدات الإقليم، والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة”.
وأعاد الملك عبد الله التأكيد على “مواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)”.
وبات المسؤولون الإسرائيليون، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعلنون صراحة رفضهم إقامة دولة فلسطينية، مع تحركات مكثفة لضم الضفة الغربية المحتلة.
وأشار الملك عبد الله إلى “أهمية الدور المحوري للولايات المتحدة في دعم جهود السلام”، وفق البيان.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وجاء لقاء عاهل الأردن مع والتز قبيل لقاء مرتقب مع ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء.
وعلى المستويين الرسمي والشعبي، استبق الأردن زيارة الملك لواشنطن، منذ الأحد، بإعلان رفض المملكة أي مخططات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وكشف ترامب، في مؤتمر صحفي مع نتنياهو بالبيت الأبيض في 4 فبراير/ شباط الجاري، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها.
ومنذ 25 يناير الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
ومنذ اللحظة الأولى لحديثه عن مخططه للاستيلاء على قطاع غزة وتهجيره الفلسطينيين منه، لم يخفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نواياه تجاه وقف مساعدات بلاده للأردن ومصر، حال استمرارهما رفض استقبال الفلسطينيين.
وفي أحدث تصريح ضمن هذا المسار قال ترامب الاثنين: “ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين”، مضيفا “أعتقد أن الأردن سيستقبل لاجئين”.
ويلتقي ترامب في واشنطن الثلاثاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني، الذي تشير تغطية الإعلام الأردني أنه سيرفض التهجير حتى لو قطعت الولايات المتحدة مساعداتها عن المملكة.
واشتبك الإعلام الأردني الرسمي والخاص مع اللقاء المرتقب، بالتأكيد على ثوابت عاهل البلاد، وبينها رفض التهجير، وأن الحل لن يكون على حساب المملكة، مع طرح لثلاثة سيناريوهات متوقعة.
وتعد الولايات المتحدة داعما أساسيا للأردن، ووقَّع البلدان في سبتمبر/ أيلول 2022 مذكرة تفاهم، تقدم بموجبها واشنطن مساعدات مالية سنوية للمملكة بقيمة 1.45 مليار دولار للفترة بين 2023 و2029.
لكن في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، قررت إدارة ترامب وقف المساعدات الخارجية لجميع الدول لمدة 90 يوما لإجراء عملية مراجعة.
** لاءات الملك
في مقال بعنوان “الملك وترامب.. لقاء تاريخي”، كتب رئيس تحرير جريدة الدستور مصطفى الريالات إن “الزيارة تاريخية بكلِ ما تحمل الكلمة من معان”.
وأوضح أنها “تأتي في توقيت سياسي دقيق وبالغ الحساسية، إذْ تتصاعد أدخنة الأزمات في المنطقة، لكن الملك يحمل معه اللاءات التي يعرفها الأردنيون والعالم جيدا”.
وتابع: بعد الحديث عن أن الهدف من “صفقة القرن” هو إقامة وطن بديل للفلسطينيين بالأردن، خرج الملك حينها ليقول: “أنا كهاشمي كيف أتراجع عن القدس؟! مستحيل. خط أحمر. كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين”.
و”صفقة القرن” هي خطة سياسية طرحها ترامب عام 2020 لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، لكنها واجهت رفضا فلسطينيا وعربيا بشكل عام، لكونها مجحفة بحق الفلسطينيين ومنحازة لصالح إسرائيل.
ووفق الريالات “صحيح أن المهمة ستكون صعبة، وصحيح أننا نتحدث عن ملف التهجير، بوصفه الملف الأخطر مرحليا، لكن الصحيح أيضا أننا كأردنيين، وفي المقدمة منا الملك، لا نملك رفاهية عقد الصفقات، وأن في حقيبتنا ورقة تقول: لا للتهجير (..)”.
وكشف ترامب، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض في 4 فبراير/ شباط الجاري، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها.
ومنذ 25 يناير الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
** 3 سيناريوهات
واشتبك رئيس تحرير جريدة “الرأي” خالد الشقران مع القمة المرتقبة عبر مقال حمل عنوان “لقاء الملك- ترامب: ثلاثة سيناريوهات لمستقبل المنطقة”.
وقال إن اللقاء “يأتي كمنعطف حاسم قد يُعيد تشكيل مواقف واشنطن أو يُفاقم الأزمة، مع تركيز المراقبين على ثلاثة سيناريوهات محتملة”.
وأوضح أن السيناريو الأول هو “الأكثر تفاؤلا، حيث يتمكن الملك عبد الله الثاني، بوصف الأردن حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، من إقناع ترامب بالعدول عن فكرة التهجير، والعودة إلى دعم حل الدولتين كمسار وحيد للسلام”.
و”السيناريو الثاني يفترض أن تُصر الإدارة الأميركية على فكرة التهجير، سواء عبر نقل سكان غزة إلى دول أخرى أو بتهجيرهم داخليا”، وفق الشقران.
أما السيناريو الثالث، كما أردف”، “فيفترض أن ينتهي اللقاء دون حسم، ليظل الوضع على حاله: استمرار الاحتلال، وحصار غزة، وتجميد المفاوضات”.
وزاد بأن “هذا الجمود، بحسب خبراء، هو الأخطر، إذ يُغذي اليأس الفلسطيني، ويدفع نحو انتفاضة ثالثة قد تندلع بأدوات أكثر عنفا، خاصة مع تنامي الخطاب المتطرف في كلا الجانبين”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال الشقران: “سيستنزف الجمود موارد الدول المجاورة، مثل الأردن ومصر ولبنان، التي تعاني أصلا من أزمات لاجئين، ما يفتح الباب لاضطرابات اجتماعية تزيد المنطقة التهابا”.
ورأى أن “القرار الأميركي سيُحدد ليس فقط مصير الفلسطينيين، بل ومستقبل التحالفات الإقليمية أيضا، ومصير مشروع السلام الاقتصادي الذي تروج له إدارة ترامب”.
** ابتزاز رخيص
وتحت عنوان “قطع المساعدات الأمريكية للأردن: لن نركع ولن نساوم”، انتقد عوني الرجوب في مقال بموقع “جو24″، “قرار الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن الأردن”.
واعتبر أنه “فصل جديد من فصول الابتزاز السياسي الرخيص الذي يهدف إلى إخضاع الأردن وتطويعه ليقبل بصفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلا”.
وأردف: “ظن ترامب أن الأردن، هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بإرادته، يمكن أن يطوع بقرارات مالية ومساعدات مشروطة يلوي بها ذراعنا فهو واهم واهم”.
واستطرد: “رسالتنا اليوم واضحة وصارخة: الأردن قيادة وشعبا لن يركع، ولن تُلوى ذراعه، حتى لو وقف العالم بأسره ضده”.
** أوراق القوة
وفي صحيفة “الغد”، كتب نضال منصور أن “زيارة الملك مهمة سياسية، ودبلوماسية شائكة، وستظهر أوراق القوة التي يملكها الأردن بعد عقود من العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والنتائج التي ستتمخض عنها ستشكل عنوان المرحلة القادمة سياسيا، واقتصاديا”.
واستدرك في مقال بعنوان “قبل لقاء الملك وترامب”: “قد يتطلب الأمر استدارات، وتحالفات لمواجهة استحقاقات مقبلة، وفي كل الأحوال فإن العلاقات بين عمان وواشنطن تدخل في عهد ترامب منعطفا لم تعرفه من قبل، والواقع أن العالم كله يترقب، ويعيد حساباته لأن زعيم أميركا يفعل كل ما هو غير متوقع”.
وتحت عنوان “الأردن وترامب والمواجهة الجريئة”، كتب منذر الحوارات في الصحيفة ذاتها: “ذهب ترامب بعيدا، ولا أمل معه في استخدام القانون الدولي، لأنه لا يأبه به”.
وتابع: “أما تعميق التحالفات مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، وعقد اجتماع للجامعة العربية، والتوجه إلى المؤسسات الأميركية والأممية، فقد يكون مفيدا، لكنه غير مضمون النتائج مع رجل تنحصر اهتماماته في الحصول على مكاسب سريعة”.
و”لذلك يجب ابتداع طريقة يفهمها ترامب، تجعله يدرك أن هذا التوجه يؤدي إلى خسارة حلفاء الولايات المتحدة، لذلك، لا ينبغي التردد في مناقشة أكثر القضايا حساسية بين البلدين”، وفق “الحوارات”.
وضربا مثلا بإمكانية “التلويح بتجميد اتفاقية وادي عربة (للسلام) بين الأردن وإسرائيل (لعام 1994)، والتلويح بوقف التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة، ورفض أي مساعدات مشروطة بتقديم تنازلات”.
وتعد القمة الأردنية الأمريكية المرتقبة أول لقاء لزعيم عربي مع ترامب منذ تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
 
 
الأناضول

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close