مغادرة سعيد لافي الأخيرة تثير صدمة في السعودية.. ماذا وراء رحيله؟

لوحة الخط العربي التي رسمها الفنان الراحل سعيد لافي تُجسد الوداع في أبهى صوره، إذ كانت آخر عمل فني يتركه قبل رحيله؛ مما يجعلها أكثر من مجرد لوحة معلقة في معرض «ألوان الباحة» بدار عوضة في الأطاولة، فهي تحمل الروح والذاكرة وتختزل مشوار فنان نذر حياته لخدمة الحرف العربي. هذه اللوحة الأخيرة على يد سعيد لافي لم تكن مجرد قطعة فنية، بل رسالة حية تختزن شغف الإبداع وصدق الانتماء.

اللوحة الأخيرة لسعيد لافي وتأثيرها في عالم الخط العربي

كانت لوحة سعيد لافي الأخيرة تعبيرًا صامتًا عن رحلته مع الحرف العربي وعمق تعلقه به، حيث جسد فيها روحه قبل أن يغادر الحياة، فتركت أثرًا لا يُمحى في قلوب زوار معرض «ألوان الباحة»؛ إذ لم تكن مجرد لوحة تُعرض، بل أصبحت مرثية بصرية تخلّد مسيرته. لم يكن سعيد لافي خطاطًا عاديًا، بل كان أهلًا لأن يُسمى رسولا للحرف؛ فقد كانت كتاباته العربية تحمل جمالًا يتعدى الملامح ليصل إلى جوهر الهوية والثقافة السعودية، ما جعل من خطه العربي صوتًا صادقًا يحمل قضايا وطنه.

سعيد لافي وحبه للحرف العربي كهوية وطنية أصيلة

لم يحتفظ سعيد لافي بفنه في مكان واحد، بل كان يسير دوماً نحو الحضور في الفعاليات الفنية، يحمل أدواته كما يحمل قلبه، يعانق الحرف بحب لا يخبو. كان يعتبر أن كل حرف يُخطُّ ليس مجرد شكل، بل امتداد لجمال أعمق يسكن الإنسان والوطن معًا. لذلك، برزت لوحاته كعلامات نضالية تدافع عن الحفاظ على الهوية السعودية، وأصبح عمله الفني عميق التأثير في المحافل الداخلية والخارجية، حيث مثّل بلده بأسمى صور الانتماء والولاء من خلال الخط العربي، فرفعه كعلم وفخر يحاكي روح الأمة.

دور الفنون في تخليد ذكرى سعيد لافي والاحتفاء بالحرف العربي

الرحيل الجسدي لسعيد لافي لم يكن نهاية الحكاية، بل كان بداية جديدة لأن يعيش في كل حرف خطّه وفي كل لوحة رسمها، حيث بقيت اللوحة الأخيرة شاهدة على عبق إبداعه وإرثه الفني. يحفظ الفن السعودي بين دفتي هذا الموروث أسماء مثل سعيد لافي، الذين لا ينسى الوطن عشقهم للحرف ونبل رسالتهم. لا تزال فعاليات الخط العربي ومتاحف الفنون تحيي ذكراه عبر إبراز أعماله، التي تشكل مرآة حقيقية لتاريخ الخط العربي كفن يحمل أصالة وثقافة جامعة.

تؤكد قصة سعيد لافي أهمية الفن كوسيط للذاكرة والهوية، فهو الحبر الذي يحكي قصة وطنه بأجمل صور الحرف العربي، ويبقى في اللوحات والفعاليات رسولا للحرف والوطن في آنٍ معًا، مما يجعل الفن السعودي أكثر ثراءً وجمالًا.