الأزمة فى السودان بين الحسم العسكرى والتحديات السياسية

قال الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم حول آخر التطورات في السودان، إن العاصمة السودانية الخرطوم تشهد  تطورات متسارعة على صعيد الصراع العسكري، حيث يسعى الجيش السوداني إلى إنهاء أي مظاهر عسكرية لميليشا الدعم السريع. 

وأضف “المعتصم”، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”: “الهدف الرئيسي هو تأمين المناطق الحيوية في العاصمة وفرض السيطرة عليها. ورغم ذلك، لا تزال بعض الجيوب لقوات الدعم السريع نشطة، مما يعيق جهود الجيش في تحقيق استقرار كامل”.

تقدم ملحوظا للجيش السوداني 

وأوضح المعتصم، أن العديد من التقارير الميدانية سجلت تقدمًا ملحوظًا للجيش في ولاية الجزيرة، التي تُعتبر من المناطق الحيوية القريبة من الخرطوم. 

وتابع: “في تقديري، إن الفترة المقبلة قد تشهد تحولًا عسكريًا لصالح الجيش، مع احتمال انسحاب لقوات الدعم السريع من مناطق محددة”.

من جهة أخرى، أشار إلى أن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تظل تحت المجهر، حيث تقوم ميليشيات الدعم السريع بمحاولات هجومية، ولكن، تُظهر قوات الجيش تصديًا قويًا لهذه الهجمات، مما يعكس قدرة الجيش على الحفاظ على مواقعه في وجه التحديات.

خارطة طريق جديدة في السودان 

 

على صعيد آخر، لفت المعتصم إلى أن طرح الحكومة السودانية خارطة طريق جديدة تهدف إلى تحقيق استقرار سياسي، وهذه الخطة جاءت بعد اجتماع مع مكونات سياسية من الكتلة الديمقراطية، التي تضم أحزابًا وحركات مسلحة وقعت على اتفاق جوبا، حيث يجدر بالذكر أن بعض هذه المكونات كانت تدعم الجيش منذ 25 أكتوبر 2021، ثم أعلنت الحياد خلال فترة النزاع، ولكن، في الآونة الأخيرة، عادت لدعم الجيش، وهو ما يعكس تباين المواقف السياسية في البلاد.

كما أكد أن خارطة الطريق المقترحة تتطلب اتخاذ إجراءات إضافية لتضمين القوى المدنية الأخرى، مثل إلغاء أوامر القبض على بعض السياسيين وتسهيل دخولهم وخروجهم من البلاد. هذه الخطوات تعتبر ضرورية لضمان شمولية العملية السياسية وتعزيز الثقة بين مختلف الأطراف.

فيما يتعلق بعودة النازحين، أشار المعتصم إلى أن بدأت بعض الأفواج في العودة إلى مدينة مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، لكن البنية التحتية لا تزال تعاني من آثار الصراع، مما يستدعي جهودًا كبيرة لإعادة الإعمار، والقطاعات الصحية، والنقل، والأمن بحاجة ماسة إلى تحسين وتطوير لضمان عودة آمنة ومستدامة للنازحين.

وأوضح أن الفريق عبد الفتاح البرهان، في خطاب له مؤخرًا، حذر من محاولات حزب المؤتمر الوطني المحلول للعودة إلى الساحة السياسية، مؤكدًا أن استخدام الحرب لأغراض سياسية يعد أمرًا غير مقبول، حيث ان هذا التصريح جاء في وقت حساس، حيث شهدت البلاد بعض الأفعال المتطرفة التي لاقت رفضًا واسعًا من قبل المجتمع السوداني.

وعلاوة على ذلك، انقسمت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية مؤخرًا، وهو تطور يحمل في طياته دلالات كبيرة، بينما اختارت مجموعة الانحياز إلى قوات الدعم السريع وتشكيل حكومة جديدة، رفضت مجموعة أخرى هذا الأمر، معتبرةً أنه يسهم في تقسيم السودان.

واختم تصريحاته بأن المرحلة القادمة تتطلب حكمة في اتخاذ القرارات وإرادة سياسية قوية لتجاوز التحديات الحالية وبناء مستقبل آمن ومستقر للسودان.

close