مينة الحدادي: النسور تهاجر تباعا 

مينة الحدادي: النسور تهاجر تباعا 

 

مينة الحدادي

تركبين سيارتك، تديرين المفتاح كل مرة …
ككل مرة
نجوم آفلة
و نسور تهاجر
منك ينفلت الصوت
تذوب الملامح
يمزق الأفق خيوط الشمس
تنتحب عكاكيز الوقت ، فتغرزين
شوكة الحنين  على الفرامل
فتبتلعين غصة الوداع .

النسور تهاجر تباعا
طريق تطول …
وصايا ترددينها
كنازحة بلا خيام
كوردة موعد حب
كنيلوفر باهت
كخط مستقيم بلا بوصلة .
 
النسور تهاجر تباعا
تحب الماء و النار
تحلق عاليا ، بلا أجنحة مستعارة
و لا وعود مكشوفة أو مزورة
عبيرها بنفسج
و موسيقاها كحرائق نينوى
فلم كلما آن للسماء أن تمطر
غطت أسرارها ظفائر الرحيل ؟

 النسور تهاجر تباعا
تاركة لك سلال الريح
وعناقيد الذكرى و فيء الحب،
احضني التراب عميقا
وعلى شفتيك حروف  متناسلة،
عودي وحدك
مفردة
يا امرأة عقدت قرانها على الفصول
عودي مفردة أنت،
تجددين خطاك الشاردة
نحو حقائب معبأة بالأحلام

النسور تهاجر تباعا
ألا تدركين ؟
فتطهري من التيه  !
اسألي الجسور عن الموج
اسألي المطارات
و الطائرات ، ثم الحافلات و محطات القطار
اسأليها عن نبوءة صلصال
عن هواء معطر
نام بدون كرسي على حافة الشهيق  .

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close