قفزة غير مسبوقة في أسعار الذهب اليوم محليًا وعالميًا.. ما تأثير تغير سلوك المستهلك المصري؟

شهدت أسعار الذهب عيار 21 ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بانخفاض الدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط ترقّب كبير لبيانات التضخم المرتقبة في الولايات المتحدة. وسجل سعر الذهب عيار 21 زيادة بنحو 10 جنيهات مقارنة بإغلاق الأمس ليصل إلى 4530 جنيهًا، في حين ارتفع سعر الأوقية عالميًا بنحو 37 دولارًا إلى 3308 دولارات.

ارتفاع أسعار الذهب عيار 21 وتأثير قرارات الفيدرالي على السوق

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن ارتفاع أسعار الذهب عيار 21 جاء بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة عند 4.25%-4.50%، مما أدى إلى موجة بيع حادة في الأسواق الدولية؛ خاصة مع الإشارات المتضاربة من لجنة السياسة النقدية حول موعد خفض الفائدة المقبل. وأضاف أن الانقسام داخل اللجنة، إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي، يعزز التوقعات بإجراء خفض مزدوج للفائدة في 2025، متوقعًا أن يبدأ في سبتمبر، ما يدعم ارتفاع الذهب كأصل تحوّطي في مواجهة التضخم وعدم اليقين الاقتصادي.

تأثير التصريحات الأمريكية على ارتفاع أسعار الذهب عيار 21 والطلب العالمي

تسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعادة فرض رسوم جمركية على واردات من دول مثل كوريا الجنوبية والبرازيل والهند في زيادة الطلب العالمي على الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا وسط تصاعد التوترات التجارية. ويرى المستثمرون أن الذهب يظل الخيار الأفضل للحفاظ على القيمة مع تزايد المخاطر الاقتصادية والسياسية، مما دفع الأسعار، ومنها سعر الذهب عيار 21، للصعود في الأسواق المحلية والعالمية.

تغيرات واضحة في سلوك المستهلك المصري تجاه الذهب عيار 21

كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي عن تغيرات ملموسة في توجهات المستهلك المصري في الربع الثاني من عام 2025، فقد انخفضت مشتريات المشغولات الذهبية بنسبة 17% على أساس سنوي، لتسجل 5.7 طن بدلاً من 6.4 طن في الربع الأول، بسبب ضعف القوة الشرائية وتقلبات الأسعار العالمية التي دفعت المستهلكين لتأجيل الشراء أو البيع سعيًا لتحقيق مكاسب.

في المقابل، تراجع الاستثمار في السبائك والعملات بنسبة 23% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مسجلًا 5.9 طن، لكنه أظهر ارتفاعًا عن الربع الأول من 2025 الذي بلغ 4.7 طن، مما يشير إلى عودة تدريجية للذهب كوسيلة تحوّط قصيرة ومتوسطة الأجل.

أكد إمبابي أن المستهلك المصري أصبح أكثر وعيًا وتحليلًا لتحركات السوق، يعتمد في قرارات الشراء والبيع على حسابات دقيقة تتعلق بالظروف الاقتصادية، ولم يعد الذهب مقتصرًا على الادخار طويل الأجل فقط، بل تحول إلى أداة ديناميكية لإدارة المخاطر.

وتوقع أن يستمر الحذر في طلب المشغولات الذهبية خلال الفترة المقبلة، مع احتمال تحسن جزئي في مبيعات السبائك والعملات إذا استمرت الأسعار في الصعود أو الثبات عند مستويات مرتفعة.