هبوط مفاجئ للدينار الليبي يقود إلى تقلبات حادة في أسعار الحوالات عبر المدن المختلفة – تعرف على التفاصيل الآن

شهدت أسعار صرف الدولار في السوق الموازي للعملات في ليبيا تباينًا ملحوظًا بين المدن المختلفة، مما يعكس حالة عدم الاستقرار في قيمة العملة مقابل الدينار الليبي، وتظهر هذه التحركات تأثيرات واضحة على التعاملات المالية المحلية وخدمات الحوالات المالية.

تفاوت سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار الليبي بين المدن

شهدت أسعار الدولار الأميركي في السوق الموازي الليبي اختلافًا واضحًا، حيث وصل السعر في طرابلس إلى 7.575 دينار، بينما ارتفع إلى 7.585 دينار في بنغازي، ووصل في زليتن إلى 7.595 دينار، مع ملاحظة أن الفئة القديمة من فئات 20 و5 دولارات تم تداولها بسعر مرتفع بلغ نحو 7.93 دينار، وهو الأعلى بالسوق. كما شهدت أسعار تحويل الدولار في الحوالات الخارجية تباينًا، حيث بلغ سعر الدولار في الحوالة المتجهة إلى تركيا 7.615 دينار، في حين بلغت حوالة دبي 7.595 دينار، مما يعكس تفاوت تكلفة عمليات التحويل مع اختلاف الوجهة.

أسعار الدولار عبر الشيكات المصرفية وتأثيرها على السوق الموازي

استمرت الشيكات المصرفية في السوق الموازي بتسجيل أسعار أعلى مقارنة بالحوالات النقدية، إذ بلغ سعر الشيكات الصادرة عن المصرف التجاري الوطني ومصرف الجمهورية ومصرف الوحدة 8.02 دينار مقابل الدولار، بينما ارتفع سعر شيكات التنمية في بنغازي إلى 8.05 دينار، الأمر الذي يدل على وجود فجوة بين الأسعار الرسمية وأسعار السوق غير الرسمية. ويعكس هذا التفاوت حجم السيولة والتحديات التي تواجه الجهات الرسمية في ضبط سوق الصرف، كما يؤثر ذلك على قدرة المستوردين والتجار في تحديد كلفة وارداتهم بشكل دقيق.

تغيرات أسعار العملات الأجنبية والذهب مقابل الدينار في السوق الموازي

شهدت العملات الأجنبية الأخرى ارتفاعًا نسبيًا مقابل الدينار الليبي، حيث وصل سعر اليورو الأوروبي إلى 8.47 دينار، في حين بلغ سعر الجنيه الإسترليني 9.75 دينار، ما يشير إلى تقوية نسبيّة للعملات الأوروبية أمام العملة المحلية. أما العملات الإقليمية، فقد سجل الدينار التونسي 2.50 دينار ليبي، والدينار الأردني 10.45 دينار، بينما بلغ سعر الليرة التركية 0.190 دينار، والجنيه المصري 0.150 دينار، مع بقاء الدينار الأردني فوق جميع العملات من حيث القيمة. وعلى صعيد المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب والفضة بشكل طفيف، حيث وصل سعر جرام الذهب الكسر عيار 18 إلى 577 دينار، والذهب الكسر عيار 21 إلى 673.1 دينار، بينما بلغ سعر الذهب المسبوك 589 دينار للجرام، أما سعر الفضة الكسر فبلغ 7.40 دينار للجرام.

تشير هذه التغيرات في أسعار صرف الدولار والعملات الأجنبية المختلفة إلى حالة من الضبابية التي تعيشها السوق السوداء في ليبيا، حيث تؤدي تعددية قنوات التداول غير الرسمية وتفاوت مصادر السيولة إلى استمرار عدم الاستقرار، ويبقى الدولار هو المؤشر الأبرز لقياس تقلبات أسعار الصرف في السوق. رغم استقرار السعر الرسمي الذي يحدده مصرف ليبيا المركزي، إلا أن السوق الموازي لا زال يتحكم في تحديد أسعار السلع والمنتجات بسبب تأثيره المباشر على تكلفة الواردات، مما يعكس هشاشة المنظومة المالية وصعوبة السيطرة على السوق.

تتجلى هشاشة الوضع الاقتصادي الليبي بشكل واضح من خلال هذه التقلبات السعرية التي تتأثر بشكل مستمر بالظروف الداخلية والتطورات الخارجية، بالإضافة إلى غياب نظام مصرفي مركز يدير النقد الأجنبي بشكل موحد وفعّال. يظل السؤال مفتوحًا حول إمكانية الجهات المختصة في ضبط وتحجيم دور السوق الموازي في تحديد مستقبل الدينار الليبي وأسعار العملات الأجنبية ودرء الفوضى السعرية التي تسيطر على المشهد المالي حاليا.