ترامب يصعّد ضد باول ويتهمه بالتقاعس والتحيّز.. ما تأثير ذلك على الاقتصاد الأمريكي؟

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه الحاد على جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، معتبراً أنه متأخر ومتحيز سياسيًا، مما يجعل بلادنا تدفع الثمن باهظاً بسبب قراراته المتعلقة بأسعار الفائدة. يأتي هذا الهجوم بعد قرار الفيدرالي الأخير بتثبيت سعر الفائدة عند 4.5% للمرة الخامسة على التوالي خلال اجتماع يوليو.

الهجوم على جيروم باول وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي

وصف ترامب جيروم باول في منشور رسمي بأنه “دائم التأخر وغاضب بشدة”، مشيرًا إلى تحيزه السياسي الذي لا يسمح له بتحمل مهامه بشكل مهني؛ فتصرفاته تكلف الاقتصاد الأمريكي تريليونات الدولارات. وبحسب ترامب، فإن باول مسؤول عن أحد أسوأ فشل تجديد مبانٍ في التاريخ الأمريكي، ما جعل البلاد تتحمل الخسائر وحدها، مؤكداً أن أداءه في هذا المنصب سيئ للغاية ولا يخدم مصلحة الاقتصاد.

أسعار الفائدة ودعوة ترامب لخفضها العاجل

جدد ترامب مطالبته لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة فورًا، مستندًا إلى بيانات إيجابية عن نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من العام، والذي جاء أقوى من التوقعات. هذا الطلب يأتي وسط انقسام حاد في الأوساط الاقتصادية والسياسية حول السياسة النقدية، وسط إشارات بأن الفيدرالي قد يبقي على سعر الفائدة المرتفع لفترة أطول للسيطرة على التضخم المتباطئ، مما يزيد القلق بشأن تكلفة هذا القرار على الاقتصاد الوطني.

تصريحات جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي وتأثير الرسوم الجمركية

خلال مؤتمر صحفي نقل موقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، صرح جيروم باول بأن البنك المركزي قد يستمر في تثبيت أسعار الفائدة مؤقتًا حتى تتضح آثار السياسات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية. وأكد أن الرسوم الجمركية بدأت تؤدي إلى زيادة أسعار بعض السلع، لكن التأثير العام على التضخم والنشاط الاقتصادي لم يتحدد بعد بشكل قطعي. وأوضح أن السيناريو المرجح هو أن تأثير الرسوم سيكون مؤقتًا، لكن من الممكن أن يترتب عليه تغيرات تضخمية قد تستمر لفترة أطول، وهي مسألة يعكف الفيدرالي على مراقبتها بعناية. وركز باول على أهمية الحفاظ على استقرار توقعات التضخم طويلة الأمد، ولفت إلى ضرورة منع تحول ارتفاع الأسعار لمرة واحدة إلى زيادة مستمرة في مستويات التضخم.