هل تشكل موجات تسونامي المحيط الهادئ خطراً فعلياً على الدول العربية؟ خبراء يجيبون اليوم

في فجر يوم الأربعاء، تسبب زلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر شرق روسيا في توليد موجات تسونامي عبر المحيط الهادئ، مما أثار قلقًا واسعًا حول انتشار تأثير هذه الظاهرة الطبيعية، وتساؤلات حول مدى تهديد تسونامي المحيط الهادئ للدول العربية. تم تسجيل هزات ارتدادية بلغت قوتها 6.9 درجة، مع موجات تضاعفت في مناطق عدة مثل شبه جزيرة كامتشاتكا وجزر ألوشيان.

تسونامي المحيط الهادئ: أسباب وتأثيرات الزلازل البركانية العميقة

الزلازل البحرية التي تحدث في “الحزام الناري” هي المصدر الرئيسي لموجات تسونامي المحيط الهادئ، حيث يولد الزلزال القوي اندفاعًا سريعًا للأمواج السيزمية عبر المحيطات، وتنتقل هذه الموجات بسرعة تقارب سرعة الطائرات النفاثة في الأعماق، لكنها تتباطأ عند اقترابها من السواحل ما يزيد من ارتفاع الموجات وخطورتها. دفعت موجات التسونامي الأخيرة التي تضاعفت ارتفاعها إلى 3-4 أمتار في كامتشاتكا وعشرات السنتيمترات في اليابان وألاسكا، إلى إجراءات تحذيرية وإخلائات احترازية في المناطق الساحلية المتضررة، مع بقاء الخطر متواصلًا خلال ساعات أو حتى أيام نتيجة استمرار الموجات البحرية في الحركة ذهابًا وإيابًا.

تسونامي المحيط الهادئ وخطره المحدود على الدول العربية

أكد الخبراء الجيولوجيون في العالم العربي، مثل الدكتور محمد عز العرب من مصر، أن تسونامي المحيط الهادئ لا يشكل تهديدًا مباشرًا على المنطقة نظرًا لبعد مصدر الزلزال وقلة احتمالية انتقال موجات التسونامي عبر محيطات وبحار تفصل بين منطقتنا والمحيط الهادئ، حيث عادة ما تنحصر تأثيرات موجات التسونامي في الدول المطلة على المحيط الهادئ مثل اليابان وكندا وأستراليا. وأشار الدكتور عباس شراقي إلى أن قوة الزلزال وحدتها أدت إلى تسونامي بدرجات متفاوتة في مناطق مختلفة، لكن تأثيرها على مصر والدول العربية ضئيل أو معدوم، مما يقلل من المخاوف حاليًا.

تسونامي المحيط الهادئ والدروس المستفادة للتأهب في المنطقة العربية

تجربة زلزال اليابان 2011 وما تبعه من تسونامي أظهر أهمية الاستعداد المسبق في مواجهة هذه الكوارث البحرية، وهو ما شدد عليه خبراء البحوث الفلكية والزلازل في الدول العربية. أكد الدكتور طه رابح ضرورة تحديث تقنيات الرصد البحري وتأهيل محطات الرصد الزلزالي، بالإضافة إلى تطبيق الكود الزلزالي في مشروعات البنية التحتية الجديدة. من جهة أخرى، أوصى الدكتور محمد عز العرب بضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي، وإنشاء خطط طوارئ فعالة تشمل الإخلاء والإيواء، مع تعزيز نظام الإنذار المبكر ليضمن جاهزية متكاملة حتى مع احتمال ضئيل لوقوع كوارث تسونامي في المستقبل.

المنطقة ارتفاع موجات التسونامي ملاحظات
شبه جزيرة كامتشاتكا 3 – 4 أمتار تسجيل أعلى ارتفاع، خطر الفيضانات كبير
جزيرة هوكايدو (اليابان) 60 سنتيمترًا موجات متوسطة القوة مؤثرة على الساحل
جزر ألوشيان (ألاسكا) أقل من 30 سنتيمترًا ارتفاع بسيط مع تأثير محدود

ما حدث من تسونامي المحيط الهادئ يذكر بأهمية الاستعداد الدائم، فالعمل على تطوير البنية التحتية وتعزيز نظم الإنذار والتوعية المجتمعية يُعد في غاية الأهمية لحماية المجتمعات الساحلية من أي كوارث طبيعية محتملة. وعلى الرغم من استبعاد تهديد مباشر للدول العربية من هذه الأحداث الأخيرة، إلا أن هذا الموقف يدفع إلى مراجعة استراتيجيات الإدارة والكوارث لضمان سلامة السكان والبنية التحتية في المستقبل.