قفز التعليم عن بُعد في السعودية: تعرف على أبرز المنصات وأهم التحديات الراهنة

شهد التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع اعتماد رؤية 2030 التي ساهمت في تسريع التحول الرقمي في مختلف القطاعات التعليمية، حيث أصبح الاعتماد على التعليم الإلكتروني ضرورة ملحة مع تحديات جائحة كوفيد-19، ما كشف عن إنجازات وصعوبات مهمة في تطبيق هذا النموذج التعليمي الحديث.

أفضل منصات التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية وأدوارها المميزة

تعتبر منصات التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها العملية التعليمية الرقمية، وتتنوع هذه المنصات بحسب الأعمار والاحتياجات؛ فمثلاً، منصة “مدرستي” التي أطلقتها وزارة التعليم تُعد المنصة الرئيسة للتعليم عن بعد في المدارس العامة، حيث توفر بيئة تعليمية شاملة تشمل الأقسام الافتراضية، الدورات المسجلة، والاختبارات الإلكترونية، مع دعم تفاعل مباشر بين المعلمين والطلاب عبر أدوات الاتصال الحديثة. أما منصة “Rawdi” فتخصص محتوى تفاعلي موجه لرياض الأطفال، ما يسهل إدماج الصغار في التجربة التعليمة الرقمية بلغة جذابة.

من جهة أخرى، تقدم منصة تدريب AIN موارد تعليمية مجانية متنوعة تشمل مقاطع فيديو تعليمية، كتب إلكترونية، واختبارات متخصصة لجميع المراحل الدراسية، مع التركيز على تطوير مهارات المتعلمين بكفاءة. وتُعد الجامعات الإلكترونية، مثل جامعة السعودية الإلكترونية، من الجهات الرائدة التي تقدم برامج أكاديمية معتمدة عبر نظام تعليمي متكامل، بالإضافة إلى توفير جامعات تقليدية مثل جامعة الملك سعود لدورات عبر الأنظمة الإلكترونية، ما يوسع نطاق التعليم ويعزز مرونته. أما منصات التدريب المهني، فتتضمن منصات مثل “هدف” التي توفر دورات تدريبية تركز على رفع المهارات المهنية، داعمة تنمية الموارد البشرية في سوق العمل.

التحديات التي تواجه التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية وجودة البنية التحتية الرقمية

تواجه منظومة التعليم عن بعد في المملكة عدة صعوبات تؤثر على فعالية التطبيق وجودة المخرجات التعليمية، وأبرزها التفاوت الرقمي الواضح بين المناطق، حيث تعاني بعض المناطق النائية من ضعف الإنترنت، مما يحول دون تمكين الطلاب من الوصول السلس إلى المنصات التعليمية، وهو ما يُعد عقبة رئيسية في توسيع نطاق التعليم الرقمي بشكل متكافئ. كذلك، يواجه بعض المعلمين والطلاب، وخصوصًا الفئات الأكبر سنًا، صعوبة في التكيف مع الاستخدام المكثف للأدوات الرقمية، ما يؤدي إلى انخفاض تفاعلهم واحتكاكهم بالنظام التعليمي الجديد، فضلاً عن محدودية التفاعل الاجتماعي في بيئة التعليم الافتراضية مقارنة بالتعليم التقليدي الحضوري، الأمر الذي يؤثر على التحصيل والدافعية.

على صعيد المحتوى الرقمي، تحتاج بعض المنصات إلى تعزيز جاذبيتها التفاعلية وتطوير المواد التعليمية لتتلاءم مع احتياجات الطلاب الشباب وتنوع أساليب التعلم لديهم، مع تحدٍ إضافي في ضمان مصداقية تقييمات الطلاب عبر الاختبارات الإلكترونية ومكافحة الغش، مما يتطلب آليات رادعة وذكية لمتابعة الأداء بدقة. ولا يمكن تجاهل العبء المالي المترتب على توفير الأجهزة والإنترنت للطلاب من أسر ذات دخل محدود، والذي يشكل عائقًا اقتصاديًا أمام تطبيق شامل ومستدام للتعليم عن بعد.

فرص تطوير التعليم عن بعد في السعودية عبر تقنيات المستقبل الذكية والبنية التحتية الحديثة

رغم وجود تحديات، يُمكن للتعليم عن بعد في المملكة أن يستفيد بصورة كبيرة من المشاريع الوطنية الرامية إلى تحسين البنية التحتية، مثل توسع شبكة الجيل الخامس للاتصالات (5G)، التي ستوفر سرعة وصلات إنترنت عالية ومستقرة تدعم العملية التعليمية الرقمية بكفاءة أكبر. ومن المتوقع أيضًا أن تلعب التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، دورًا محوريًا في تطوير تجارب تعليمية أكثر تفاعلية وواقعية، ما يسهم في تعزيز فهم الطلاب وتحفيزهم على التعلم الذاتي.

ينبغي أيضًا تعزيز التعاون بين المناطق الحضرية والريفية لتوحيد منظومة التدريب والتعليم الإلكتروني عبر منصات متكاملة، لتوفير مرونة كبيرة في وصول الطلبة لكافة البرامج والدورات التعليمية.

التحدي التأثير الحلول المقترحة
ضعف الإنترنت في المناطق النائية انقطاع الوصول للمنصات وصعوبة التعلم توسيع خدمات شبكة الجيل الخامس وتقوية البنية التحتية الرقمية
محدودية التفاعل الاجتماعي انخفاض التحفيز والتفاعل لدى الطلاب والمعلمين دمج أدوات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لتحسين التفاعل
جودة المحتوى الرقمي ضعف جذب الطلاب وصعوبة التعلم تطوير محتوى رقمي تفاعلي وشيق يستهدف الفئات العمرية المختلفة
موثوقية التقييم الإلكتروني إمكانية الاحتيال وضعف دقة القياس اعتماد نظم ذكية لرصد الغش وتحليل الأداء بدقة
التكلفة المالية للأجهزة والإنترنت معوقات اقتصادية تعيق شمولية التعليم دعم الأسر ذات الدخل المحدود وتوفير أجهزة ميسرة