قفزة مفاجئة في أسعار الذهب تُبعد المصريين عن الاستثمار بـ10 جنيهات فقط… كم تبلغ التكلفة الآن؟

شهد سعر جرام الذهب عيار 21 ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفع بـ10 جنيهات، ليصل إلى 4530 جنيهًا، مما يعكس تغيرات ملحوظة في سوق الذهب المصري وسط تراجع سعر صرف الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وجاء ذلك بالتزامن مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها المتوقع على أسعار المعادن النفيسة.

تطورات أسعار الذهب في مصر وتأثير السياسة النقدية الأمريكية

شهد سوق الذهب في مصر ارتفاعًا تدريجيًا، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 5177 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3883 جنيهًا، وعيار 14 مسجلًا 3020 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب 36240 جنيهًا، ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل دولية ومحلية. من جهة أخرى، أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت سعر الفائدة عند 4.25% – 4.50% للمرة الخامسة خلال 2025، أسهم في تقلبات السوق، خاصة مع الملامح المترددة التي أشار إليها الفيدرالي حول النمو الاقتصادي الأمريكي؛ وهو ما تسبب في موجة بيع عالمية أثرت على أسعار الذهب محليًا وعالميًا.

انعكاسات موجة البيع الواسعة على سوق الذهب والطلب العالمي

تسببت تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي ألمحت إلى تباطؤ اقتصادي عالمي في موجة بيع كبيرة أسهمت في تذبذب أسعار الذهب، وزادت حالة الترقب بشأن إمكانية خفض الفائدة خلال سبتمبر المقبل، وسط انقسام لجنة السياسة النقدية. إلى جانب ذلك، عززت القرارات الاقتصادية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطلب على الذهب بعد فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من كوريا الجنوبية والبرازيل والهند، وإلغاء الإعفاءات على الشحنات الصغيرة، وهو ما زاد من أهمية الذهب كملاذ آمن لدى المستثمرين.

تحولات واضحة في سلوك المستهلك المصري تجاه الاستثمار في الذهب

أكد سعيد إمبابي على تغير ملحوظ في نمط شراء الذهب لدى المستهلك المصري، حيث أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي انخفاضًا بنسبة 17% في مشتريات المشغولات الذهبية خلال الربع الثاني من 2025، مسجلة 5.7 طن مقابل 6.9 طن في الفترة نفسها من العام السابق، ويرجع هذا التراجع أساسًا إلى تراجع القدرة الشرائية وارتفاع سعر الدولار الذي تخطى 50 جنيهًا، فضلًا عن تقلبات الأسعار العالمية التي دفعت كثيرًا من المستهلكين لتأجيل عمليات الشراء أو اللجوء إلى البيع لتحقيق أرباح. أما في مجال الاستثمار، أظهرت الأرقام انخفاضًا بنسبة 23% في مشتريات السبائك والعملات الذهبية سنويًا، حيث بلغت 5.9 طن، رغم زيادة الطلب عن الربع الأول الذي سجل 4.7 طن فقط، مما يعكس عودة تدريجية للمستثمرين الأفراد لاستخدام الذهب كوسيلة للتحوط في ضوء ضعف العوائد البنكية وتراجع أداء قطاع العقارات.

نوع الذهب مقدار الشراء (طن) نسبة التغير السنوي
المشغولات الذهبية 5.7 -17%
السبائك والعملات 5.9 -23%

تبرز توقعات المستقبلية لأسعار الذهب استمرار حالة الحذر من جانب المستهلكين تجاه المشغولات الذهبية، مع احتمال انتعاش تدريجي في الاستثمار بالسبائك والعملات إذا استقرت الأسعار أو شهدت ارتفاعًا، إذ يظل الذهب ملاذًا مهمًا لحفظ القيمة. رغم هذه التحديات، أصبح تعاطي المصريين مع سوق الذهب أكثر نضجًا ومرونة، ويدل على إدراك متزايد لدوره في مواجهة التحولات الاقتصادية المتسارعة.