متى يفقد مريض الجلوكوما بصره؟.. طبيب يجيب

كتب- محمود طايع

تُعد الجلوكوما، أو ما يُعرف بالمياه الزرقاء، من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا، حيث تصيب العين بمجموعة من الاضطرابات التي قد تؤدي، في كثير من الحالات، إلى فقدان البصر. ولذا، يتساءل العديد من الأشخاص عن مضاعفات هذا المرض وموعد فقدان المريض لقدرة الرؤية.

متى يفقد مريض الجلوكوما بصره؟

في هذا الصدد، أوضح الدكتور جمال المشد، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة عين شمس، في حديثه لـ”الكونسلتو”، أن الجلوكوما تأتي في أربعة أنواع مختلفة، ويعتمد مدى خطورتها على حالة المريض ومدى تقدم المرض.

1. الجلوكوما الخلقية

يُعد هذا النوع من الجلوكوما أحد أخطر أشكال المرض، حيث يصيب الأطفال حديثي الولادة نتيجة وجود عيب خلقي يؤثر على تطور زاوية العين، مما يمنع تدفق السائل داخل العين بشكل طبيعي. وأشار الدكتور المشد إلى أن نسبة الشفاء تعتمد على سرعة التشخيص والعلاج، إلا أن هذا النوع يتطلب عادةً تدخلاً جراحيًا، وفي بعض الحالات، قد تستلزم الجراحة أكثر من مرة. وفي حال حدوث تلف في العصب البصري، قد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر لدى الطفل.

2. الجلوكوما الثانوية

تُعتبر الجلوكوما الثانوية من الحالات الأقل خطورة، خاصةً إذا تم تشخيصها في مراحلها المبكرة. ومن بين أسبابها: (التهابات القزحية، إصابات العين، التدخلات الجراحية السابقة، استخدام بعض الأدوية).

اقرأ أيضًا: احذر- 6 عادات خاطئة قد تصيب عينيك بالجلوكوما

3. الجلوكوما المزمنة (مفتوحة الزاوية)

تعد الجلوكوما المزمنة الأكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين، حيث تبدأ بتأثير طفيف على العين نتيجة ارتفاع ضغط العين، ولا تؤدي إلى تآكل العصب البصري وألياف العين إلا بعد سنوات من إهمال العلاج. وأوضح الدكتور المشد أن إهمال العلاج يؤدي إلى ارتفاع شديد في ضغط العين، مما يسبب تلفًا تدريجيًا في العصب البصري، وقد يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.

وأكد أنه من الممكن علاج الجلوكوما المزمنة في مراحلها المبكرة، حيث لا يمكن استعادة العصب البصري التالف بعد تعرضه للضرر. لذا، شدد على أهمية التشخيص المبكر للحد من تطور المرض والحفاظ على صحة العصب البصري.

4. الجلوكوما الحادة (مغلقة الزاوية)

يُعد هذا النوع من أخطر أنواع الجلوكوما، حيث يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ وشديد في ضغط العين، مما قد يتسبب في فقدان البصر خلال أيام قليلة، نظرًا للسرعة التي يحدث بها تآكل العصب البصري. وأوضح الدكتور المشد أن هذا النوع غالبًا ما يكون مرتبطًا بعوامل وراثية أو اضطرابات في العين، مثل طول النظر مع ضيق زاوية الرؤية.

ويتم علاج الجلوكوما الحادة عن طريق التدخل الجراحي، حيث يُجرى ثقب صغير في القزحية لمساعدة السائل على التدفق بشكل طبيعي، مما يقلل من خطر فقدان البصر في كلتا العينين.

قد يهمك: المياه البيضاء والزرقاء- أيهما أخطر على العين؟

أهمية التشخيص المبكر

شدد الدكتور المشد على ضرورة الاكتشاف المبكر لمرض الجلوكوما، حيث يساعد ذلك في منع حدوث تلف دائم للعصب البصري. كما أوصى بمتابعة فحص العين بشكل دوري، خاصةً لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، من أجل الوقاية والتدخل العلاجي في الوقت المناسب.

close