شرطة دبي تنظم ندوة متخصصة اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر… ما أبرز المحاور؟

الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر يعكس أهمية التعاون بين الجهات المعنية، حيث نظمت القيادة العامة لشرطة دبي ندوة تخصصية بالتعاون مع لجنة مكافحة الاتجار بالبشر في وزارة الداخلية تحت شعار «معاً ضد الاتجار بالبشر، تشريعات صارمة، وتقنيات ذكية، وبيئة عمل آمنة من الاستغلال» لتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة هذه الجريمة.

تطوير التشريعات واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة الاتجار بالبشر

ناقشت الندوة دور قانون الإمارات التخصصي في مكافحة الاتجار بالبشر، الذي جاء بعقوبات صارمة تهدف إلى ردع المتورطين، والتصدي لتلك الجرائم الخطيرة التي تؤثر على المجتمع بأسره؛ كما ركزت على كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في دعم الأجهزة المختصة للكشف عن الشبكات المتورطة وأنماط هذه الجرائم العابرة للحدود، مما يعزز من قدرة الجهات القانونية على التصدي بشكل أسرع وأكثر دقة. إلى جانب ذلك، تم تسليط الضوء على جهود وزارة الموارد البشرية والتوطين في منع استغلال العمالة المساعدة، حيث تُعد هذه الجهود ركيزة مهمة للحفاظ على حقوق تلك الفئات وتعزيز بيئة عمل آمنة.

آليات دعم ضحايا الاتجار بالبشر وأهمية حماية الفئات الضعيفة

حرصت شرطة دبي على توفير آليات دعم خاصة لضحايا الاتجار بالبشر، لا سيما النساء والأطفال، الذين يشكلون الغالبية العظمى من المتضررين؛ إذ أطلقت ضمن تطبيقها الذكي خدمة دعم ضحايا الاتجار بالبشر التي تمكّنهم من الوصول السريع والآمن إلى الدعم القانوني، النفسي والاجتماعي. هذه الخدمة تسهم بشكل مباشر في تعزيز حماية حقوق الضحايا، وتهيئة بيئة توفر لهم الأمان والكرامة، كما تعكس الرؤية الاستباقية التي تنتهجها شرطة دبي في التعامل مع تلك القضايا الحساسة عبر توفير استجابة ذكية متكاملة تراعي خصوصيات الضحايا.

التعاون الإقليمي والدولي لدعم جهود مكافحة الاتجار بالبشر في الإمارات

في إطار الجهود الدولية المشتركة، أثنى الدكتور مهند فايز الدويكات، المنسق الإقليمي لبرامج مكافحة الاتجار بالبشر بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، على خطوة الإمارات المتقدمة في مكافحة الاتجار بالبشر واعتبرها نموذجاً يحتذى به. وشدد على أهمية الشراكات بين الدول لمواجهة هذه الجريمة التي تتطلب تعاوناً عابراً للحدود. كما شهدت الندوة كلمات وعروضاً من خبراء مختصين مثل العقيد المتقاعد دكتور فيصل البنا، والمقدم دكتور عبدالله الحفيتي، الذين قدموا رؤى قانونية وتحليلية حول آليات مكافحة الاتجار بالبشر. وأُشرف على إدارة الجلسة خبير وطني متخصص في هذا المجال، مما يؤكد جدية الإمارات في تبني مقاربات دقيقة وشاملة تواكب التطورات على المستوى الإقليمي والدولي.

ساهمت هذه الجهود المتكاملة في جعل الإمارات نموذجاً متميزاً على الصعيدين الإقليمي والعالمي في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر، وقد برهنت على قدرتها في جمع التشريعات الصارمة مع التقنيات الحديثة لتوفير بيئة تحمي حقوق الأفراد وتكفل العدالة، وهو ما يتطلب استمرار التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المحلية والدولية لضمان استمرارية وتطوير هذه النجاحات للحفاظ على مجتمع آمن ومستقر.