قمة إسطنبول تفتح باب الهدوء في طرابلس.. ما النتائج المتوقعة؟

تعرض قمة إسطنبول التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة لجهود تهدئة الأوضاع المتوترة في طرابلس، حيث جاءت هذه القمة في إطار محاولة احتواء التصعيد العسكري والسياسي وسط العاصمة الليبية. ويأتي ذلك تزامنًا مع التحضيرات لإحاطة المبعوثة الأممية هانا تيتيه أمام مجلس الأمن في 15 أغسطس، والتي من المتوقع أن تكشف خارطة طريق لمسار سياسي جديد في ليبيا.

تأثير القمة على التوتر المسلح في طرابلس ومساعي الدبيبة العسكرية

أكد المحلل السياسي أحمد المهدوي أن عبد الحميد الدبيبة يستغل الظروف الحالية للظهور كورقة تفاوضية قبل إعلان الخارطة الأممية، من خلال شن عمليات عسكرية متكررة في طرابلس، تحت ذريعة مكافحة الجريمة المنظمة؛ إلا أن الهدف الحقيقي يكمن في تأجيج المليشيات وتصفية الخصوم السياسيين. هذه التحركات تزيد من التوتر في العاصمة، وتعقد المشهد السياسي، وهو ما يجعل قمة إسطنبول فرصة ضرورية لاحتواء هذه التصعيدات وفتح مسارات للحوار.

الدور الإيطالي والتركي في قمة إسطنبول ومسار الأزمة الليبية

تأتي مشاركة إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني في القمة على خلفية ملفات خلافية مهمة، تضم ملف اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، الذي يعد محورًا رئيسيًا في ملف العلاقات البحرية والأمنية للمنطقة. ويمثل الدور الإيطالي صوت الاتحاد الأوروبي في القمة، حيث تسعى روما لتعزيز نفوذها في الملف الليبي وفرض حلول توازن بين المصالح الأوروبية والتركية، في غياب خارطة بديلة واضحة لدى تركيا غير تلك التي تنسقها البعثة الأممية.

القمة كفرصة لتعزيز المسار السياسي تحت رعاية المبعوثة الأممية

يرى المهدوي أن القمة في إسطنبول تمثل محاولة ضغط متبادلة على الأطراف الليبية من أجل تسهيل مهمة المبعوثة الأممية هانا تيتيه في إطلاق مسار سياسي شامل، لا بديل له في المرحلة الراهنة. غياب خارطة طريق تركية بديلة جعل الآمال تتركز على المبادرات الأممية، بينما تحاول تركيا من خلال القمة دعم جهود البعثة والضغط على الفصائل الليبية لتبني الحوار السياسي وتثبيت حالة الاستقرار.

الجهة الدور الهدف
تركيا الضغط على الأطراف الليبية تيسير مهمة المبعوثة الأممية
إيطاليا/الاتحاد الأوروبي تمثيل المصالح الأوروبية حل الخلاف البحري ودعم الاستقرار
حكومة الوحدة الوطنية العمليات العسكرية في طرابلس الظهور كورقة تفاوضية

توضح قمة إسطنبول الأدوار المتشابكة لكل جهة فاعلة في الأزمة الليبية، بما في ذلك الأطراف الدولية والداخلية، حيث يحاول الجميع ضبط إيقاع النزاع من خلال تأمين مخرج سياسي تحكمه مبادرات البعثة الأممية، خاصة مع تعقيد الواقع الأمني في طرابلس الذي يشوبه تصعيد عسكري ومناوشات بين ميلشيات متناحرة. تبقى متابعة نتائج هذه القمة مهمة لفهم شكل التحولات المقبلة في المشهد الليبي وفعاليتها في دفع المسار السياسي إلى الأمام.