هبوط غير مسبوق لمنصات النفط السعودية إلى أدنى مستوى منذ عقدين – تعرف على الأسباب والتداعيات

انخفض عدد منصات حفر النفط في السعودية بشكل ملحوظ ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشرين عامًا، وسط تعزيز زخم الاستثمارات في مشاريع الغاز الطبيعي لضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة. شهد يوليو تراجع عدد منصات حفر النفط إلى 20 منصة، مقارنة بـ46 منصة في بداية عام 2024، وفقًا لبيانات شركة “بيكر هيوز”، مما يعكس توجهًا ثابتًا نحو تقليل نشاط الحفر النفطي.

انخفاض عدد منصات حفر النفط في السعودية وتأثيره على الإنتاج

انخفاض عدد منصات حفر النفط في السعودية يعكس استراتيجية واضحة تمر بها المملكة لضبط حجم الإنتاج النفطي؛ إذ استمر التراجع 18 شهراً متتالياً بعد قرار الرياض تثبيت طاقة إنتاج “أرامكو” عند 12 مليون برميل يومياً بدلاً من زيادتها إلى 13 مليون برميل كما كان مخططًا مسبقًا. أوضح روبن ميلز، مؤسس شركة “قمر للطاقة” الاستشارية أن مشاريع التوسعة المهمة في الحقول النفطية شارفت على الانتهاء، مما دفع الشركات لتقليص أعمال الصيانة والحفر في الحقول الأكبر والأقدم.

زيادة الاستثمارات في مشاريع الغاز الطبيعي في السعودية

تعكس زيادة الاستثمارات في مشاريع الغاز الطبيعي السعودية رغبة المملكة في تحسين كفاءة الطاقة عبر الاعتماد على وقود أنظف، وهو ما يزيد من أهمية عدد منصات حفر النفط في السعودية كمؤشر على التوجهات المستقبلية للسوق. تهدف المملكة لاستبدال مليون برميل من النفط الخام يوميًا بالغاز بحلول عام 2030، إذ صرح أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو”، بأن أكثر من نصف الاستثمارات في أنشطة المنبع تذهب لمشاريع الغاز بدلاً من النفط. يبرز ذلك جليًا في مشروع غاز “الجافورة”، الذي من المتوقع أن يبدأ تشغيل مرحلة إنتاجية تصل إلى 650 مليون قدم مكعب يوميًا في نهاية هذا العام، يليها مشروع خط أنابيب يعزز تزويد محطات الطاقة والصناعة.

تصدير الغاز الطبيعي مقابلاً لتراجع نشاط حفر النفط في السعودية

تحاول السعودية تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي عبر تطوير مشاريع التصدير، رغم التراجع الملحوظ في نشاط حفر النفط الذي أثر على موردي الحفارات. وعلى الرغم من التحديات، واصلت “أرامكو” توقيع عقود حفارات الغاز بقيمة 2.4 مليار دولار حتى يونيو، إلا أن بعض الصفقات التي كانت متوقعة في الربع الأول من العام تم تأجيلها إلى أواخر العام. أوضح محللون أن بعض الحقول النفطية البرية الناضجة مثل الغوار وخريص بدأت تستخدم تقنيات متقدمة للتدخل والإصلاح بدلاً من الحفر التقليدي، مما يقلل الحاجة إلى منصات الحفر الجديدة ويؤثر سلبًا على موردي خدمات الحفر.

العامل الوضع الحالي التوقعات المستقبلية
عدد منصات حفر النفط 20 منصة في يوليو 2024 استمرار التراجع أو الاستقرار عند مستويات منخفضة
طاقات إنتاج النفط 12 مليون برميل يومياً ثبات وعدم زيادة الإنتاج في الوقت القريب
الاستثمارات في مشاريع الغاز أكثر من 50% من إنفاق “أرامكو” في المنبع زيادة ملحوظة مع تشغيل مراحل جديدة لمشاريع الغاز
عقود حفارات الغاز 23 عقدًا بقيمة 2.4 مليار دولار تأجيل منح بعض العقود إلى الربع الرابع من 2024

يزداد تركيز السعودية على مشاريع الغاز الطبيعي مع اقتراب التشغيل الكامل لمشروع “الجافورة” وبدء تشغيل خطوط أنابيب الغاز التي تضمن دعمًا مستدامًا لقطاع الطاقة الوطني والصناعات المرتبطة. يعكس ذلك تحولًا استراتيجيًا بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط، مما يخلق فرصًا تقنية متقدمة في الحقول البرية الناضجة ويقلل النشاط التقليدي لحفر النفط، ويرسخ أهمية تعزيز منظومة الغاز لتلبية الطلب المحلي والعالمي المتزايد على مصادر طاقة أكثر نظافة وكفاءة.