عن «دار صفصافة» بالقاهرة (2025)، صدر حديثاً كتاب «فتنة الأطياف… أفلام ومهرجانات» للكاتب والروائي المصري سعد القرش، الذي جاء في تقديمه: وضعت البشرية ملامح الفنون: العمارة، والموسيقى، والرسم، والنحت، والشعر، والرقص. وبدلاً من الاستقرار والاطمئنان، هبّت عاصفة السينما، عصا موسى، فنّاً «يلقف» ثمار الفنون السابقة، ويضيف إليها. ويحتفظ الفن السابع لنفسه باسم يستعصي على الترجمة إلى اللغات. ظلَّت السينما «سينما»، كلمة واحدة دخلت اللغات كلها تقريباً، واستقرّت باعتبارها «سينما».
فتحت السينما لي، منذ الصبا، أبواباً على عوالم بلا ضفاف، وأضافت إلى عمري أعماراً، وأطلعتني على بعض السرّ، ورأيتُ اسمي ونسبي في شجرة عائلة يزيد أفرادها كلما صُنع فيلم يستحق المشاهدة، وظلت تثري روحي… متاهة تنافس «ألف ليلة وليلة» خيالاً ومتعة، منذ شاهدت عام 1980 فيلم «امرأة بلا قيد». كان يلائم أشواقي وفضولي لمعرفة هذا السحر. ثم قرأت رواية «الطريق» لنجيب محفوظ، وشاهدت معالجَتَيْن سينمائيتين واقعيتين دون المستوى الفلسفي للرواية. نجيب محفوظ هزم كلاً من حسام الدين مصطفى مخرج «الطريق»، وأشرف فهمي مخرج «وصمة عار». وبعد أن قرأت شابّاً رواية «ساعي البريد يدق الباب مرتين» نزّهتُ نجيب محفوظ عن اقتباس روح رواية جيمس كين. لكن صديقي الفلسطيني أحمد عمر شاهين، مترجم الرواية، عزّز الشك.
الفتى، الذي استجاب لنداهة السينما، رأى العالم بعيون المخرجين، واكتشف أن كل إبداع يؤدي إلى السينما، وأن لكل مبدع في السينما نصيباً أيّاً كان الفن الذي يجيده. وانجذب إلى أرباب الخيال. سوف يقابل يحيى حقي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وأدونيس وسعدي يوسف ومحمود درويش والطيب صالح والهادي آدم، وكمال الشيخ وصلاح أبوسيف ويوسف شاهين، ويحضر لقاء حاشداً لمارتن سكورسيزي في مكتبة الإسكندرية. سيكتشف شيئاً غريباً: كيف فاته أن تجمعه صورة مع أي منهم؟ باستثناء نجيب محفوظ؛ فالأضواء تربكه، وهو مصاب بفوبيا الميكروفون، ويحسد جسورين يُفنون أعمارهم في إدمان الكاميرا.
الفتى الذي سحرته الأفلام أقرّ بهذا الأَسْر المختار، ولا يودّ الشفاء. وإذا اضطرّ إلى المشاهدة عبر شاشة أليفة، لا شاشة السينما، استعد بما يليق بجهد صناع هذه الأفلام؛ فلا يمتهنها، وإنما يجهز ما يشبه الخلوة، ويبدأ المشاهدة عادة بعد منتصف الليل، ولا يهمه متى ينتهي. حدث أن شاهد، أيام أشرطة الفيديو، فيلم «جسور ماديسون»، ولم يشبع من طيف ميريل ستريب؛ فأدار فيلماً يشاهده للمرة الأولى، عنوانه «الوقوع في الحب». اختار الفيلم الثاني على شرف السيدة ميريل، وكافأه الفيلم بوجود روبرت دي نيرو. وكانت الشمس قد أشرقت، ولا يستطيع النوم بعد جرعة مكثّفة، فبدأ يوماً جديداً بكامل نشاطه. في كل ليلة خلوة، أو صحبة، مع فيلم.
الفتى، الذي تسلل إلى السينما، وحيداً في صيف 1980. لم يخرج. غادر عتمة القاعة إلى شمس العيد، ومن الرصيف المقابل تأمّل واجهة دار العرض، وجموع الداخلين إلى الحفلة التالية، وتمنى الرجوع، وإعادة المشاهدة، لكن الفلوس لا تكفي. لم يعد هو نفسه قبل المغامرة، وقد استقر الطيف في لاوعيه، واستجاب إلى «الندّاهة».
خرجتُ من العتمة إلى نور العيد، وقد انتزعت حقي في التجربة. لم أفكر أن هذا السحر سيكون بساطاً يحملني، وأنتقل وراءه، إلى بلاد بعيدة، من الهند إلى هولندا.
في السينما، أجد نفسي، ويتأكد لي أنها هي أجمل «حقيقة» اهتدى إليها الإنسان في نهاية القرن التاسع عشر، ولا أتخيل القرن العشرين وما بعده من دون السينما، أروع خيال خلقه الإنسان وصدقناه. بين المشاهد وصناع الفيلم عقد غير مكتوب. ما نشاهده محض خيال، سحر أسهم في صنعه كاتب ومخرج وممثلون ومونتير ومهندس ديكور وموسيقي، وإتقان الخيال حتى درجة التلقائية يجعله أكثر واقعية وصدقاً وجمالاً من أي حقيقة يعبر عنها. الفيلم يوحي أنه حقيقة، هو «الحقيقة».
«تعليم القاهرة»: انتظام امتحانات منتصف العام.. وتوجيهات بمنع المحمول في اللجان
فيديو | في غياب سام مرسي.. إيبسويتش تاون يحقق تعادلًا صعبًا مع أستون فيلا بـ الدوري الإنجليزي
الخريطة الكاملة لقناة CBC في رمضان 2025
شرح لأشياء يتوق اللاعبين للقيام بها في Monster Hunter Wilds - الجزء الأول - سبورت ليب
ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 11 مليون جنيه خلال 24 ساعة
الحكومة: تحسن المؤشرات نتيجة اتباع سياسة الصرف المرن وزيادة الموارد والإصلاحات
فيديو | منافس الأهلي.. ميسي وسواريز يقودان إنتر ميامي للتأهل إلى دور الـ16 من دوري أبطال كونكاكاف
كلمات أغنية "كان نفسي أقابلك" لـ مي فاروق
الفنانة المصرية وفاء عامر تفاجئ أبطال مسلسل خليجي بـ”البط والحمام المحشي” (فيديو)
الرائي الخضيري: السبت أول أيام رمضان.. والترائي يبدأ غدًا عند الـ 5:45 مساءً