الرئيس الصيني يؤكد إمكان “التغلب” على تحديات يواجهها القطاع الخاص

الرئيس الصيني يؤكد إمكان “التغلب” على تحديات يواجهها القطاع الخاص

بكين- (أ ف ب) – أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين أنه “يمكن التغلب” على التحديات التي تواجه القطاع الخاص في البلاد، بينما اجتمع مع كبار قادة عالم المال والأعمال بمن فيهم المؤسس المشارك لمجموعة “علي بابا” جاك ما.
ومنذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من عقد، عزز شي دور الشركات المملوكة للدولة في ثاني أكبر اقتصاد وشن حملات أمنية على مجالات في القطاع الخاص تشهد توسعا “غير منظم”.
لكن تقارير أفادت الأسبوع الماضي بأنه مستعد للقاء رجال الأعمال البارزين في وقت تواجه بكين تباطؤا في اقتصادها الذي يعاني أزمة في قطاع العقارات إلى جانب انخفاض في الاستهلاك وارتفاع معدلات البطالة في أوساط الشباب.
وأفادت شبكة البث الرسمية “سي سي تي في” الاثنين بأن الاجتماع عقد في “قاعة الشعب الكبرى” في بكين حيث أظهر تسجيل مصور ما وعددا من أصحاب المشاريع يقفون ويصفقون لدى دخول شي قاعة فخمة.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” لاحقا أن شي “شدد على أن الصعوبات والتحديات التي يواجهها حاليا تطوير الاقتصاد الخاص ظهرت بشكل عام خلال عملية الإصلاح والتنمية والتحوّل الصناعي”.
وقال شي، بحسب “شينخوا”، “إنها جزئية أكثر من كونها أمرا عاما، وهي موقتة وليست بعيدة الأمد، ويمكن التغلب عليها وليست غير قابلة للحل”.
ولفتت تقارير إلى أن الرئيس الصيني دعا الحاضرين إلى “توحيد فكرهم وتحركهم” ليتوافق مع سياسات الحزب الشيوعي الاقتصادية، قائلا “انظروا إلى الاحتمالات، انظروا إلى النور، وانظروا إلى المستقبل”.
وأفاد بأن بكين تركز على تذليل العقبات في طريق التجارة ودعم المنافسة الحرة وتنفيذ حملة ضد الغرامات التعسفية وحماية المصالح التجارية.
وبينما أشاد بـ”الميّزات الكبيرة” لنظام السوق الاشتراكي الصيني، توقع شي أن يكون لدى أصحاب المشاريع “الطموح لخدمة البلاد.. دعم الازدهار المشترك والقيام بمساهمات أكبر لدعم التحديث على الطريقة الصينية”.
– عودة جاك ما؟ –
ولم تأت “شينخوا” على ذكر حضور ما ولم توضح إن كان تحدث أثناء المؤتمر.
لكنها لفتت الى أن ستة ممثلين للأعمال التجارية، بينهم مؤسس هواوي رين جينغفي والرئيس التنفيذي لمجموعة صناعة المركبات الكهربائية “بي واي دي” وانغ شوانفو، قدموا “مقترحات بشأن دعم تطوير اقتصاد خاص في ظل الوضع الجديد” من دون تقديم تفاصيل.
يلمح إشراك ما في الاجتماع إلى مساع لإعادة تأهيل الملياردير علنا بعد سنوات من إبعاده عن الأضواء عقب خلاف مع الهيئات الناظمة.
أسس استاذ اللغة الإنكليزية السابق مجموعة “علي بابا” العملاقة للتكنولوجيا عام 1999 وحولها إلى إحدى الشركات الصينية الخاصة الأكثر شهرة وهيمنة.
وبينما عُرف في الماضي كشخصية عامة صريحة إلا أنه خفف من تصريحاته مع نهاية العقد في وقت أشرف شي على حملة أمنية واسعة على منصات التكنولوجيا والإنترنت التي كانت تنشط في الماضي من دون قيود.
وعام 2020، ألغت السلطات الاكتتاب العام الضخم لـ”مجموعة آنت” المرتبطة بـ”علي بابا” في اللحظة الأخيرة، خصوصا بعدما ألقى ما خطابا ينتقد الجهات الناظمة.
ولم يعد ما رئيسا تنفيذيا في “علي بابا” لكن يُعتقد أنه يحافظ على حصة كبيرة في الشركة، رغم أن الإنفاق ركّز في السنوات القليلة الماضية على الأعمال الخيرية والتعليم في الأرياف.
وارتفعت أسهم “علي بابا” التي يتوقع أن تنشر آخر تقرير فصلي لها عن إيراداتها هذا الأسبوع، بأكثر من 40 في المئة حتى الآن هذه السنة.
– صعوبات متزايدة –
حضر أيضا مؤسس شركة البطاريات CATL روبن زينغ ورئيس شركة التكنولوجيا الاستهلاكية “شياومي” لي جون والشريك المؤسس لمنصة “ميتوان” على الإنترنت وانغ شينغ.
حاولت الصين جاهدة المحافظة على التعافي القوي من الوباء وسجّل اقتصادها العام الماضي نموا نسبته خمسة في المئة، كان من بين الأبطأ منذ عقود.
ويتوقع أن تهدف بكين لتحقيق مستوى مشابه من النمو عام 2025، لكنها قد تواجه رياحا معاكسة في وقت يستأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسته التجارية المشددة عبر فرض رسوم جمركية باهظة.
أعلن ترامب بالفعل عن رسوم إضافية نسبتها 10 بالمئة على جميع الواردات من الصين، فيما ردت بكين فورا بفرض رسوم جمركية من جانبها تستهدف النفط والغاز.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close