ارتباك جديد في طرابلس مع تقلب موازين القوة بسبب المسيّرات.. ما الذي ينتظر المدينة؟

شهدت ليبيا تصاعدًا جديدًا في استخدام الطائرات المسيّرة كوسيلة عسكرية رئيسية، خاصة في مواجهة الصراعات القائمة حول طرابلس، حيث يبدو أن المسيّرات باتت السلاح الأبرز في تغيير موازين القوة بين الأطراف المتنازعة. هذا التحول دفع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إلى الاعتماد على هذه الطائرات في ضرب أهداف حيوية في مناطق الزاوية وصبراتة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى تأثير هذه التكنولوجيا على معركة طرابلس المقبلة.

دور الطائرات المسيّرة في استهداف أوكار مهربي البشر بغرب ليبيا

أكدت مصادر عسكرية ليبية أن القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية استعانت بطائرات مسيّرة لاستهداف أوكار مهربي البشر في الزاوية، ما يعكس استراتيجية جديدة في التصدي لهذه الظاهرة، رغم وجود انتقادات مستمرة بخصوص استهداف منازل مدنية كما ظهر في مقاطع مصوّرة متداولة؛ الأمر الذي أثار ردود فعل حقوقية واسعة. ويُعتقد أن الطائرات المسيّرة تعتمد كأداة مركزية في ضرب مواقع تجمع هذه العصابات، على اعتبار أن هذه التقنية تتيح تنفيذ عمليات دقيقة تسهم في تقليل الخسائر البشرية؛ مع بقاء الخطر قائماً في ظل التوترات السياسية التي تستغل الأحداث لتنفيذ أهداف خاصة.

تحليل استخدام المسيّرات بين أهداف مكافحة الهجرة والصراعات السياسية

يبرز الباحث جلال حرشاوي تفسيرًا مهماً في توظيف الطائرات المسيّرة، حيث يرى أن حجة مكافحة الهجرة غير النظامية كانت ذريعة لإعادة توظيف هذه الطائرات ضد خصوم سياسيين يُعدّون منافسين للدبيبة، خصوصًا حليفَه السابق محمد بحرون وقبيلة أولاد أبو حميرة في الزاوية؛ ما يشير إلى أن المسيّرات لم تكن مجرد وسيلة عسكرية بل أصبحت عنصرًا مؤثرًا في الصراعات الداخلية وخدمة لتصفية حسابات سياسية. في الوقت نفسه، يروج الدبيبة لصورته كرئيس وزراء قوي يساعد دول الجوار مثل إيطاليا في الحد من تدفقات المهاجرين عبر ضربات جوية دقيقة تستهدف مهربي البشر وتجار المخدرات، وهو ما تعكسه العمليات العسكرية التي نفذتها الحكومة في مايو 2023 في مناطق متعددة بغرب ليبيا.

توقعات بمشاركة الطائرات المسيّرة في معركة طرابلس القادمة وتأثيراتها الأمنية

تؤكد التقارير الأمنية أن المسيّرات ستكون سلاحًا رئيسيًا في المعركة المرتقبة على طرابلس، وهو ما ذهب إليه مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية شريف بوفردة الذي أشار إلى دمج الجيش النظامي لهذه الطائرات ضمن قواعد انتشار واشتباك منظمة لتوجيه ضربات فعالة. مع ذلك، يحذر بوفردة من تعقيدات المواجهات في غرب ليبيا بسبب تداخل وجود الميليشيات والعصابات في المناطق الحضرية، وهو ما يتطلب استراتيجية متكاملة لا تعتمد فقط على القوة الجوية. وتجدر الإشارة إلى أن قدرة حكومة الوحدة الوطنية على حيازة وتصنيع مخزون من هذه الطائرات لا تزال غير معلنة بدقة، رغم أن دورها كان واضحًا خلال معركة طرابلس في 2019–2020، حينما لعبت طائرات بيرقدار تي بي 2 دورًا محورياً بدعم تركي لتعزيز دفاعات العاصمة.

العام نوع الطائرات المسيّرة المناطق المستهدفة الأثر العسكري
2019-2020 بيرقدار تي بي 2 طرابلس صد قوات الجيش الوطني وتعزيز دفاع العاصمة
2023 مسيّرات متعددة الطراز الزاوية وصبراتة استهداف مهربي البشر والمخدرات