تأثير خفض الفائدة المتوقع يحرك سوق الذهب اليوم: كم سيرتفع السعر؟

شهدت أسعار الذهب حالة من الاستقرار الحذر خلال تعاملات السوق المحلية والعالمية اليوم الاثنين، مع بقاء سعر جرام الذهب عيار 21 قرب 4600 جنيه، وسط ترقب قرارات خفض الفائدة المتوقع في الأسواق العالمية بعدما أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية أضعف أداء منذ بداية العام، مما زاد من احتمالات تيسير السياسة النقدية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم.

تأثير تقرير الوظائف الأمريكية على أسعار الذهب وترقب قرارات خفض الفائدة

أصدر الاقتصاد الأمريكي تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو، حيث أضيفت 73 ألف وظيفة فقط مقابل توقعات بلغت 110 آلاف، وهو أدنى معدل نمو للوظائف خلال الأشهر الماضية؛ كما تم تعديل بيانات مايو ويونيو بخفض قدره 258 ألف وظيفة، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.2%. هذه الأرقام المخيبة زادت من احتمالات خفض الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، إذ قفزت التوقعات إلى 77% وفق أداة CME FedWatch، بعد أن كانت 37% قبل صدور التقرير، في حين تشير وكالة «رويترز» إلى احتمال يتجاوز 90% لتيسير السياسة النقدية. استقرار أسعار الذهب وسط هذه المعطيات يوضح الترابط الواضح بين سوق المعدن النفيس وتطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، مما يجعل متابعة البيانات الأمريكية أمرًا ضروريًا لمتداولي الذهب والمستثمرين.

الضغوط السياسية وتأثيرها على سوق الذهب وأسعار الفائدة المرتقبة

شهدت الأسواق اضطرابات سياسية بعد إقالة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لمفوضة مكتب إحصاءات العمل، اتهامًا إياها بتزوير بيانات التوظيف دون تقديم أدلة، ما أثار مخاوف بشأن استقلالية المؤسسات الاقتصادية وموثوقية البيانات الحكومية؛ في الوقت نفسه، قدمت عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر استقالتها المبكرة، مما يفتح الباب أمام تعيينات جديدة قد تغير توجه السياسة النقدية قبل نهاية ولاية جيروم باول. هذه التطورات السياسيّة تخلق حالة من التوتر وعدم اليقين تضغط على الأسواق وتنعكس إيجابيًا على الطلب على الذهب كملاذ آمن. رغم هذه العوامل، يشهد سوق السندات الأمريكية ارتفاعًا في العوائد، حيث ارتفع عائد سندات العشر سنوات إلى 4.23%، وسندات الثلاثين سنة إلى 4.83%، مما قلّص مكاسب الذهب التي تحققت بفعل ضعف البيانات.

توقعات الذهب المستقبلية في ظل تقلبات السوق وتأثير خفض الفائدة المتوقع

عدّلت مؤسسة «سيتي جروب» توقعاتها الخاصة بالذهب، متوقعة تداول المعدن الأصفر في نطاق 3300 إلى 3600 دولار للأوقية خلال الربع الثالث من 2025، مع استمرار الضغوط الاقتصادية وتصاعد التوترات التجارية الأمريكية؛ ويرجع ذلك إلى زيادة تعريفات الاستيراد وارتباك الأسواق جراء التوترات السياسية. يتماشى هذا التوقع مع آراء مؤسسات كبرى مثل جولدمان ساكس وفيديليتي إنترناشونال، التي ترى أن الظروف الاقتصادية الراهنة تعزز مكانة الذهب كملاذ آمن في مواجهة عدم اليقين. خلال هذا الأسبوع، لا تتضمن الأجندة الاقتصادية الأمريكية بيانات رئيسية، لكن هناك بعض المؤشرات الثانوية مثل مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي، ومزاد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وقرار السياسة النقدية لبنك إنجلترا، إضافة إلى بيانات طلبات إعانة البطالة، التي قد تضيف تقلبات إلى السوق وتؤثر على تحركات أسعار الذهب.