وفاء الرشيد تكشف تحولات جيل الغفوة: من وعي الصحوة إلى عمق الأزمة، ما التفاصيل؟

بدأ جيل الغفوة حياته بين صحوة مؤقتة وحداثة غير مكتملة، فصار عالقًا في صراع بين قيم متشددة وأسلوب حياة متغير، مما جعله يواجه تحديات كبيرة في تحديد هويته ومستقبل حياته الشخصية والمجتمعية. هذا الجيل يتطلع إلى فهم كيف يمكنه التعامل مع آثار الصحوة التي مرت بها مجتمعاتنا، وما بين ظلال الماضي وأضواء المستقبل، يظل عالقًا بين التناقضات التي تشكل واقع حياته اليوم.

تحديات جيل الغفوة في ظل الصحوة والحداثة المتقلبة

جيل الغفوة يعيش مرحلة مضطربة بين الصحوة التي ظلت تحاصر خياراته، والحداثة التي لم يتمكن من الانغماس فيها بشكل كامل؛ فبعد أن انتظر الجميع أن “تصحو الأمة” جاءت الصحوة مع وعظ متصلب وزهد صارم في الحياة، مما أدى إلى تغيرات حادة في سلوكيات هذا الجيل. اعتبروا أن أمورًا مثل الموسيقى أو الضحك مجرد محرمات، بل وصل الأمر إلى اعتبار الأمور الجميلة كالورد بدعًا غير مقبولة، فغاص الفكر في بياض وأسود صارم، ولبسوا رمز الرماد، خائفين من الحُب ومترددين في التعبير عن أي تساؤل، خشية الخروج عن الملة. ضاع هذا الجيل بين خطب الجمعة التي ملأتها تحذيرات صارمة، وبين واقع يومي يعاني من زحمة التحويلات المرورية وحفريات لا تنتهي، وبنيان ينمو بلا ظل، لا يوفر لهم مأوىً حقيقيًّا، بل يتركهم في برودة التكييف والعتمة الاجتماعية.

كيف أثرت الصحوة على الهوية والآمال المستقبلية لجيل الغفوة

يعاني جيل الغفوة من الهوية الممزقة التي تم تشكيلها عبر منابر الخطاب الديني والمجالس التخطيطية، في وقت لم يعرف فيه كيف يبني حاضره الذي يظهر أحيانًا مجرد صورة سيلفي على إنستغرام مكتوب تحتها “لا تعليق”. فقد كان هذا الجيل ممنوعًا سابقًا من الاختلاط بأجمل صور الثقافة مثل السينما، واليوم يغرق في إعلانات أفلام لم يشاهدها أبدًا بسبب عوائق بنية تحتية مستمرة كالحفريات التي تعيق تحركه في شوارع المدينة، فتتبدد طموحاته في مكان عالق بين أجهزة تسجيل الكاسيت القديمة وصوت الحفارات التي لا تهدأ. ضاعت مفردات الحياة اليومية بين ما يُمنع، وما يُؤجل بحجة “أعمال الصيانة”، ليجد نفسه محاصرًا بين ماضي صارم ومستقبل معطل، وسط حالة من التأجيل المستمر.

مستقبل جيل الغفوة بين انتظار النهضة وتحولات الحياة المتوقفة

لا يزال جيل الغفوة يعيش على أطلال نصف عمره الأول والثاني، فقد قضى الجزء الأكبر من حياته بين خطب لم تُثمر ونهضة تأجلت إلى أجل غير مسمى، وسط واقع تقول فيه السلطات أنّ كبار الموظفين “كبار على الوظيفة، وصغار على التقاعد”، لتبقى الأحلام معلقة في انتظار نصف عمر ثالث لا يلوح في الأفق، أو مجرد تحديثات إلكترونية لتطبيقات البلاغات التي تُسجل العمر الضائع بين الغفوة والحفرة، بانتظار إغلاق البلاغ مع مؤشرات الأداء. يبقى السؤال مطروحًا: هل سيشهد هذا الجيل استدامة حقيقية تسهم في إعادة صياغة الحياة، أم سيظل بين التحديثات الشكلية والعزلة المعنوية، عالقًا في دوامة من الانتظار والاستسلام؟